TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رسالة الحاج الى قادة مصر!!

رسالة الحاج الى قادة مصر!!

نشر في: 16 أغسطس, 2013: 10:01 م

"في الوقت الذي ندعو إلى الحوار والمشاركة والحلول السلمية وعدم اللجوء إلى العنف والإقصاء من جميع الأطراف، فإننا نتطلع إلى عودة مصر إلى المسار الديمقراطي ومتابعة خارطة المستقبل".
من قائل هذه الكلمات؟ سيقول البعض انه أيقونة التسامح مانديلا الذي تحامل على آلامه ووجه رسالة إلى شعب مصر، فيماآخرون سيؤكدون أنها حتما جزء من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.. الحقيقة أيها السادة إن صاحب هذه الرساة البراقة هو " الحاج ابو اسراء " الذي لايزال يخرج علينا نحن العراقيين كل يوم قائلا " أنا أو الفوضى".
منذ أن تفجرت الأحداث الأخيرة في مصر، وساستنا يرددون كلمات من عينة الشراكة الوطنية، وضرورة الحوار، وكأنهم يعيشون في جنوب أفريقيا المتسامح، وليس في العراق الذي يشهد صراعا سياسيا بسبب كره ساسته لمبدأ الحوار، لقد ابتلينا بسياسيين لا يحبون أحداً سوى أنفسهم.. ولا يؤمنون بشيء ولا يناصرون أحداً ولا يقولون ما يعتقدون.. المبدأ الوحيد الذي يؤمنون به بصدق هو مبدأ "وحدي ومن بعدي الطوفان".. ولهذا أصبت بحيرة، وأنا أقرأ رسالة المالكي تساءلت هل سيُخدع المصريون مثلما خُدعنا؟، وهل ستنتهي تضحياتهم بمثل ما انتهت إليه تضحيات إخوة لهم في العراق، لا يستطيعون القيام بتظاهرة أو احتجاج إلا بموافقة السلطات الرسمية؟ وهل سيستجدون الحرية مثلما نستجديها اليوم؟ فما مر بمصر أيام مرسي مر في العراق، حيث قرر أشاوس السياسة نسف اللعبة الديمقراطية بأكملها والانقلاب على هذه الخطة، والعودة بالبلاد إلى زمن القرون الوسطى".. اليوم يدفع شعب مصر ضريبة شعارات أحزاب السلطة مثلما دفعنا وتحولت مصر إلى حلبة للصراع، ليجد الشعب المصري نفسه أمام "اخوان" لا يجيدون غير لعبة "غزو المناصب" وبيع الوهم للناس، من خلال المتاجرة بالدين للوصول إلى كرسي الحكم.. حيث تركوا خدمة البلاد ليحدثوا الناس عن عورة النساء وأهمية النقاب وإرضاع الكبيروخطيئة الخروج على الحاكم، واتهام المعارضة بأنهم زنادقة وملحدون وفقاعات.
 بعد سنة من حكم مرسي وثماني سنوات مع المالكي تكتشف الشعوب ان مسؤوليها وساستها فاشلون بامتياز يريدون ان يبيعوا الكذب على انه منجزات، مستغلين حاجةالناس إلى الأمن والخبز والاستقرار.. واكتشف الناس ولو متأخرين أن قادتهم لا يجيدون سوى نشر الإحباط وقتل الأمل في النفوس، وتحويل البلدان التي انتظرت السعادة إلى بلدان يرضى أهلها بما قسم لهم.
في سنوات المالكي" دارت مصانع السلطة والأحزاب لإنتاج مستبدين صغار يريدون ان يفرضوا سلطتهم باسم شرعية الانتخابات، إنها فاشية الأنظمة الجديدة التي تتستر بالطائفية لتضع الشعوب في معسكرات السمع والطاعة، أنظمة تريد ان تجدد دماء الاستبداد من خلال اختراع مؤامرات خارجية، وتهيئة الجيوش لحروب أهلية، ولهذا لم يكن غريبا ان يلجأ المالكي إلىاستخدام أساليب من المماطلة والمناورة وإشغال الناس في معارك جانبية، الغرض منها الاستمرار في عرض فيلم "دولة القانون" إلى ما لانهاية.
في بغداد والقاهرة اكتشف الناس ان الوعد الخفي الذي روج له صناع فيلم "الشرعية" لم يكن سوى مسرح لخطب وشعارات لاعلاقة لها بالواقع. انه مسرح كوميدي أحياناً، وتهريجي أحياناً كثيرة، ومطلوب من الجمهور ان يصفق. يخرج مرسي، يدخل المالكي. تصفيق. فيما نحن ندفع تذاكر المشاهدة سنوات من اعمارنا دون ان نعرف لماذا: ربما لاننا لم نعد قادرين على مواجهةالحقيقة.
وانا اقرأ خطاب المالكي ذهب تفكيري الى مرسي الذي يتفرج الآن من سجنه على ما حدث لمصر بسبب اصراره على ان يكون رئيسا لـ" اهله وعشيرته". وليس لمصر، وبسبب انعدام الرؤيا وعمى المحسوبية ودناءة الفساد ومحاولة الغاء دولة المؤسسات،
فيما نحن في العراق يراد لنا ان نتابع البرنامج التلفزيوني لرئيس مجلس الوزراء، والذي سيقول من خلاله أن الحكومة تقدم لنا كل يوم انجازا اسعد الملايين من العراقيين، وباعتبار أنها من أكثر الحكومات التي عملت من اجل المواطن، فيما المواطن ناكر للجميل، غاضب منها متشكك فيها، ورافض لها، على الرغم مما فعلته من اجله، ولهذا فلا يجوز لنا أن نحمل المالكي أسباب كل ما نعاني منه، فهي أخطاء متراكمة تسببت فيها حكومات دول أخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين، وربما سيسأل المواطنون، ماذا سيقدم المالكي في برنامجه الترفيهي والذي ستبثه كل اربعاء قناة العراقية حصريا؟
شاهدت الحلقة الاولى حيث خرج المالكي يتحدث فيها عن أن حكومته بدأت برنامجا طموحا لتحديث المجتمع العراقي وانتشاله من مستنقعات التخلف والأمية، واخبرنا بأنه تسلم تركة ثقيلة وان الأوضاع كانت غاية في السوء، وكانت كلماته مؤثرة على نحو دفعت العراقيين للبكاء إشفاقا على سياسي لايريد ان ينظر الى العراق وقد تساقط وانهارت مكانته وتداعى موقعه بين الامم.
يقول ابن خلدون، حزيناً ويائساً وهو يرى ما آلت اليه حال الامم: ان اكاذيب السياسية تنتصر دائماً على الاخلاق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 9

  1. المدقق

    دائما ما اقرأ لك استشهادات من اقوال ابن خلدون .. فهل تعرف ايها الكويتب البلوزي من هو ابن خلدون ؟؟ انه زنديق وطائفي ويكره الشيعة واهل البيت .. وان من يستشهد بأقواله وكتاباته فهو راض به وبكل موبقاته .. فهل انت من هؤلاء ايها الكويتب ؟؟؟ هزلت

  2. محسن طلال عبد القادر

    ليس دفاعا عن المالكي ، ولكن الحقيقة تقال ، لم اقرأ يوما ما لهذا النكرة المدعو علي حسين كلمة واحدة قالها بحق المالكي وكانه عدو شخصي للنكرة المدعو علي حسين . كل شيء تقوم بها الحكومة التي يشارك فيها كل مكونات الشعب من عربها وكردها وتركمانييها ومسيحييها وغيره

  3. مواطن

    ايها الكاتب المحترم :لا يلومك في كلمة الحق لومة لائم ولا يعيرك أو يستفزك من المستفيدين والمأجورين والحاقدين وقد ملء الله فيهم الكره والبغضاء والطائفيه المقيته (الا ترون حال البلد أم أنتم بغيره), سر فأنت أرفع بكثير منهم والله يوفقك لخير بلدك ..

  4. Souad

    لم اري او اقرا اتفه مما تكتبوه انكم تذكروني بالشخصيات والابواق المداحه في زمن النضام المقبور الذي كان يري ان الكون قد خلقه صدام حسين !!ولذا فانه كامل ومتكامل لا يمكن المساس به بل مقدس كالاله والرسل المنزله هلي هذه االي المعلقين باسم (المدقق) و (محسن طلال

  5. ابراهيم

    ما يكتبه السيد المدقق من تعليقات على كل أعمدة المدى وبنفس الطريقة الساذجة مثال على عبقرية مستشاري المالكي واتباعه ويفسر لنا لماذا وصلت بلادنا إلى هذا الحال السؤال، كم هو مرتب هذا المستشار وصرفيأت حمايته وايفاداته وو الكلمة الوحيدة التي يقولها هذا المدقق ب

  6. هادي فوزي

    مشكلة على حسين انه أصبح مدمنا على موضوع واحد هو شتم المالكي حقا أو باطلا .. بحيث انه لم يعد يرى في العراق غير ذلك مما يستحق الكتابة أو النقد .. علي حسين يعرف نفسه وتاريخه جيدا .. ولا اعتقد أنه يستحق حتى التعليق على تفاهة ما يكتب ... ؟؟

  7. Baby

    عاشت ايدك واحلى مافي الصحافة العراقية كتابات علي حسن

  8. زامل اللامي

    اسال الاخ هادي فوزي هل من مشكلة في العراق اهم من مشكلة اسمها المالكي لانه فعلا مشكلة كبيرة يجب على الكل ان يكتب عليه وما كتابات الكاتب الكتالق علي حسين الا كتابات في صلب الواقع العراقي ومايعانيه الشعب العراقي من ويلات بسبب حكم من يريد خدمة غير العراقي باس

  9. sarah

    لم اكن اعلم ان في العراق شخصا اسلوبه ساذج لهذه الدرجه كـ المدقق ومحيسن .. لم يقل علي حسين غير حقيقه مايجري في العراق وللعراقين..لماذا تلومونه على الحقيقه؟؟ وتركضون خلف اعذار سخيفه ك ابن خلدون ؟؟ وان علي هو عدو المالكي؟؟؟

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

باليت المدى: أسد عراقي في متحف

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram