عادل الصفارشهدت أصبوحة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ليوم الأربعاء 14/8 استحضاراً للقاص والروائي عبد الستار ناصر والذي وصفه مقدم الجلسة الروائي طه حامد شبيب بانه يعد من كبار كتابنا الذين لا يؤبنون بل يتم استحضارهم سيرةً ومنجزاً, وناصر برغم هجرته ال
عادل الصفار
شهدت أصبوحة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ليوم الأربعاء 14/8 استحضاراً للقاص والروائي عبد الستار ناصر والذي وصفه مقدم الجلسة الروائي طه حامد شبيب بانه يعد من كبار كتابنا الذين لا يؤبنون بل يتم استحضارهم سيرةً ومنجزاً, وناصر برغم هجرته الى المنافي خلال السنوات الماضية الا اننا لم نشعر بغيابه عنا كأنه حاضر بيننا كما هو خلال العقود المنصرمة منذ الستينات التي شهدت ظهوره على الساحة الأدبية وحتى دخولنا الألفية الثالثة حيث لم ينقطع عن جلسات اتحاد الأدباء متخذاً من الصف الأخير مكاناً له, واليوم نلتقي لنحتفي بتجربته الإبداعية وروحه بيننا تتخذ مقعدها في الصف الخلفي للقاعة لتحتفي معنا بمنجزه الذي يتضمن لغة سلسة نشعر بها كشربة ماء بعد الظمأ فهو سيد المضامين الجريئة.
وخلال أجواء الجلسة تحدث الكاتب باسم عبد الحميد حمودي ذاكراً ناصر بانه كان مندفعاً في تجربة كتابية مستفزة وقد برهن قوله برواية: (سيدنا الخليفة) التي كتبها في سوريا وسجن على أثرها في العراق وحينها اتهم ناصر الشاعر عبد الوهاب البياتي على انه هو الذي حرض عليه, وكان نزقاً في اندفاعاته ويكتب بعاطفته وقد اكتشف فيما بعد عدم صحة اتهامه فاعتذر للبياتي.. وكانت له تجربة لطيفة في الكتابة للطفل من خلال عمله في دار ثقافة الأطفال حيث كتب القصة والسيناريو.. كما ذكر ان المعاناة الحقيقية لعبد الستار ناصر بدأت بعد خروجه من السجن فقد عاد ليصطدم مع النظام السابق وقد لمسنا ذلك من خلال رواية (أبو الريش) و(صناديق الأخطاء).
ومن جانبه وصف الشاعر فاضل ثامر الفقيد الراحل بانه كان متمرداً بطريقته الخاصة التي قدمت رؤية وخصائص مميزة, وهي بشكل عام تجربة ضمن تجارب لأسماء عديدة مثل موسى كردي وفهد الأسدي وفوزي كريم وسامي مهدي وغيرهم., وقد استطاع ان يقدم قصصاً تجريدية اكتسبت بعداً بشكل فردي وخلال هذه الفترة كان يصخب بالحياة بحرية ومن دون قيود ويفخر بانه أكبر كذاب في العالم.. وذكر انه حين طلق زوجته بثينة الناصري بقي يكتب فيها عشقاً, وحين سألناه عن ذلك قال لا يمكنني ان أنساها.. وفي شكل من أشكال الانتقام من النظام البائد كتب روايته (قشور الباذنجان) وهي رواية تدين الدكتاتورية التي جعلت البلد رخيصاً كالقشور التي تدوسها الأقدام.
وفي غضون ذلك كشف الشاعر علي الفواز عن جنون وطيش احدثه ناصر من خلال تجربته التي جاء من خلالها بشخصيات عاصرها بنزعات كابوسية وربما تولد بعضها من تأثره بكتابات الآخرين.. كما وصفه بأنه واحد من الذين استشرفوا نوعاً من القص الذي تمرد على نمط القص الواقعي على الطريقة الروسية, وهو واحد من الذين انطلقوا خارج حدود الواقع مبتعداً عن القيم الاجتماعية والدينية إذ كان هاجسه الكبير هو الجنس وكانت جرأته موصوفة بكل جزء من أعماله الأدبية.. التقيته في عمان وطلبت منه العودة للعراق, لكن عمان كانت بالنسبة له المتاهة التي قادته الى منفاه الكندي ثم إلى الموت.