الشعب العراقي سيكون على موعد مع إطلالة أسبوعية لأكبر مسؤول في الدولة على غرار"برنامج الرياضة في اسبوع " للتعرف بشكل مباشر على الكثير من الحقائق، والمستجدات في الساحة السياسية ، فضلا عن الاطلاع على أسباب تراجع الأوضاع الأمنية، والجهات الداعمة للمجاميع المسلحة المتورطة باستهداف المدنيين ، والإطلالة ينبغي ان تكون في هذا الاطار، وبخلاف ذلك ستكون بلا جدوى ولا تحقق أهدافها القريبة والبعيدة.
إطلالة المسؤول الأسبوعية عبر شاشات الفضائيات " خطوة حداثوية" لإحياء تقليد السلف الصالح في التعرف على أحوال الرعية ، عندما كان الحاكم يقوم بجولات ليلية ، مصطحباً معه الوزراء ورجال البلاط والمستشارين للوقوف على احتياجات العباد ، وتنفيذها بشكل عاجل وفوري بقرار "أعطوهُ الف درهم " من بيت المال، وهذا الأسلوب في التعامل مع الرعية من الصعب تحقيقه في العراق ، لان الأوضاع الأمنية غير مستقرة ، وكبار المسؤولين لا يفضلون الخروج من المنطقة المحصّنة، خشية استهداف احد رموزها بعمل إرهابي ، ولذلك تم اعتماد الخيار الحداثوي للسير على خطى الأسلاف .
من حق المسؤول الأول في الدولة ان يختار الأسلوب المناسب لإجراء لقاء مباشر مع أبناء شعبه ، وكانت للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم منصة في ساحة التحرير قبل إنشاء النفق الحالي، خصصت لإلقاء خطاباته ، وتلك المنصة كانت مباحة لمن يرغب في التقاط صورة فوتوغرافية فيها، من دون الحصول على موافقات من جهات أمنية ، يتمكن فيها صاحب الصورة من توثيق لحظة تاريخية يظهر فيها متقمصاً دور الزعيم لقاء دفع مبلغ درهم واحد (خمسين فلساً) فقط.
بمرور الزمن ومع توفر وسائل الاتصال الحديثة في العراق خصص التلفزيون الرسمي والإذاعة ووكالة الأنباء العراقية الوحيدة "واع" لتغطية نشاطات الرئيس ، وكانت أخبار الساعة التاسعة مساءً تستمر لساعات فتتجاوز على الوقت المخصص لعرض فيلم السهرة العربي من بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي ، وعندما تنتهي النشرة ذات الخبر الواحد ،تخصص الساعات المتبقية من البث لقراءة برقيات التهنئة من " المنظمات الجماهيرية "ورؤساء العشائر لتجديد عهد الولاء والوفاء للقيادة الحكيمة ، وبذل الغالي والنفيس لمواجهة وإحباط المخططات الصهيونية والامبريالية ، وليخسأ الخاسئون ، وأثناء قراءة البرقيات يلعن المشاهد "ساعة السودة" ويضطر للذهاب الى النوم بعد ان حرم من متعة تناول "حب الركي" اثناء متابعة فيلم السهرة .
اعتاد الكثير من رؤساء دول العالم اعتماد الخطاب الأسبوعي ، وعادة ما يكون مختصراً ومُركّزاً ، لبيان موقف رسمي حول قضية معينة محلية او دولية ، وعندما ياخذ الخطاب مساراً آخر ينافي مصالح الدولة تشن المعارضة حملة انتقادات واسعة مطالبة بتصحيح الموقف ، وقد يضطر الرئيس في خطابه الاسبوعي المقبل الى الاستجابة للضغوط وربما يبدي اعتذاره ، ويعلن تمسكه بالتقليد السائد الخاص بضوابط وأصول الخطاب الأسبوعي ، وعسى ان تكون النسخة العراقية في انتهاج هذا التقليد قريبة من نظيرتها الخارجية ، لكي تحظى بمتابعة المشاهدين أثناء تمتعهم بحصتهم من الطاقة الكهربائية.
الرئيس" في اسبوع "
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2013: 10:01 م