قالت المجلة إن وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي لا يعبأ بالآراء الأمريكية، مديرا ظهره متجها ناحية حلفائه في الخليج من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى تصريحات مسؤول عربي، مؤخرا لها، بأن هناك الكثير من الدعم في الرياض ودبى ينتظر مصر في مواجهتها للإخوان المسلمين. وترى المجلة أنه من الأفضل لأوباما أن يوجه جهوده ليس للقاهرة وإنما لحلفائها الأثرياء في الخليج.

وقال جيريجورى أفتانديليان، الزميل البارز في مركز السياسة الوطنية ومحلل شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية سابقا: "أعتقد أن السعوديين هم من يمتلكون النفوذ في الوقت الراهن". وهو ما يعنى أن أوباما بحاجة لإقناع السعوديين أن الحملة ضد الإسلاميين سوف تؤدى إلى عدم الاستقرار والعنف الذى يمكن أن يثير المتطرفين الذين يهددون الملكة العربية السعودية، على حد قول المجلة الأمريكية.

وتابع أفتنديليان أن السعودية تخشى رد فعل الإسلاميين العنيف، داعيا إدارة باراك أوباما للعلب على هذا الخوف إذا كانت ذكية، من خلال إبلاغ السعوديين أنه كلما طال أمد التوترات سيطولك هذا وكذلك الولايات المتحدة.

وتقول المجلة إن إدارة أوباما باتت يائسة حيال تهدئة الوضع، ليس فقط من أجل حقوق الإنسان لكن لمصلحة أمريكا الإستراتيجية في مصر مستقرة، فلا أحد في واشنطن يعتقد أن الحملة ضد الإسلاميين تؤدي إلى الاستقرار.

ووفقا لخبراء إقليميين فإن عنف الإسلاميين سيؤدي إلى رد وحشي من الحكومة مما يؤدي إلى مرحلة أكثر دموية. وقال مايكل حنا، الزميل بمؤسسة القرن الأمريكية: "أعتقد أن هناك دورة من العنف قادمة. وهذا من المرجح أن يأخذ شكلاً من تكتيكات التمرد، بما في ذلك احتمال التفجيرات الانتحارية والاغتيالات".

وأضاف حنا أن هذا العنف من جانب الإسلاميين سوف يدفع إلى مزيد من السلوك القمعي والاستبدادي وهو ما سيؤثر بدوره على التحول الديمقراطي.

وتشير تايم إلى أن الآثار المترتبة على منطقة الشرق الأوسط والأمن الأمريكي، مقلقة. فالاضطرابات في سوريا وليبيا والعراق قد نشطت الإسلاميين المتطرفين المتحالفين مع تنظيم القاعدة. وبالفعل يتنامى عنف الإسلاميين في سيناء، ما أثار قلق الحكومة الإسرائيلية بشكل كبير.

 

تحدثت الصحيفة حول الأزمة التي تدور رحاها في مصر حاليا، مشيرة إلى خطورة الموقف والتحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة، ومؤكدة أنه إذا ما نجحت الحكومة في تفكيك جماعة الإخوان المسلمين، والقضاء على قوتها السياسية، فإنها ستكون قد حققت شيئا لم يكن الدكتاتور السابق محمد حسني مبارك ليطمح إليه.

ولكن الصحيفة حذرت من أن محاولات تفكيك الجماعة ربما تؤدي إلى تمزيق البلاد، خاصة في ظل أعداد الإخوان التي خرجت في مظاهرات الأمس. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن عملية قمع الإخوان كانت تحظى بدعم قطاع كبير من الشعب، وهو ما تجلى في قيام العديد من أفراد الشعب بمواجهة المسيرات الإخوانية، أو وضع حواجز لمنعها من دخول القاهرة. كما حذرت الصحيفة من أن المعالجة الأمنية للموقف، واستمرار سقوط ضحايا، سيسفر عن شق صف الكتلة المناهضة لجماعة الإخوان، إذ أن حزب النور وحركة ستة أبريل والاشتراكيين الثوريين كانوا بالفعل قد أعلنوا معارضتهم لما يحدث، ثم أعرب خالد داود، المتحدث الرسمي باسم جبهة الإنقاذ، عن استقالته احتجاجا على المعالجة الأمنية للموقف، وهو ما يعد إرهاصا على المزيد من الانقسامات.

ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن مظاهرات الإخوان لا يمكنها أن تنجح إذا ما لم تركز على الهدف الرئيسي، وهو مناهضة "الانقلاب"، مؤكدة أنها حاليا لم تعد تركز على ذلك الهدف، حيث تم حرق نحو 12 كنيسة على الأقل، بالإضافة إلى الهجوم على نحو 20 كنيسة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الجماعة أعلنت إدانتها لتلك الهجمات فإن ذلك لا يكفي، ويجب عليها توفير الحماية المادية للكنائس.

وأشارت الصحيفة إلى خطورة تطور الأوضاع في مصر، إلى ما يشبه الحرب الأهلية، على أوروبا، إذ أن كافة من يتم نزوحهم من مصر سيتجهون بالضرورة إلى الشمال عبر البحر، داعية كاثرين آشتون، مسؤولة السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إلى الاستمرار في الجهود التي كانت بدأتها في زيارتها الماضية لمصر.