مؤلف وموزع موسيقي بارع، حضوره مميز في الساحة الفنية، يتدخل في أدق تفاصيل ألحان الفنان كاظم الساهر. يعتقد أن عصر الملحنين الكبار لم ينته، إنه الموسيقار فتح الله أحمد، التقته المدى في زاوية فنجان قهوة: هل تعتبر نفسك موزعاً موسيقياً أم ملحناً؟ -
مؤلف وموزع موسيقي بارع، حضوره مميز في الساحة الفنية، يتدخل في أدق تفاصيل ألحان الفنان كاظم الساهر.
يعتقد أن عصر الملحنين الكبار لم ينته، إنه الموسيقار فتح الله أحمد، التقته المدى في زاوية فنجان قهوة:
هل تعتبر نفسك موزعاً موسيقياً أم ملحناً؟
- أنا مؤلف موسيقي وملحن، و في عالمنا العربي والشرقي التلحين ممكن أن يكون موهبة وليس له علاقة بالدراسة.. أنا أول من أدخل التوزيع الموسيقي كمهنة في الأغنية العراقية حيث قبلي تكاد أن تكون هذه الصفة معدومة.
يقال إنك تتدخل في أدق تفاصيل ألحان كاظم الساهر؟
- هذا صحيح لأن أية فجوة ممكن تحسب على كاظم الساهر وهو يتقبل التدخل لأن في النهاية العمل باسمه.
ما الأغنية التي غناها كاظم الساهر وكنت تتمنى أن تلحنها؟
- أغنية (دكيت باب الجار) لأنها تحمل موضوعا مشتركا بيني وبين كريم العراقي وكاظم الساهر، والموضوع المشترك بيننا هو الفراق.
يقال إن عصر الملحنين الكبار انتهى؟
- لم ينته ولكن الوضع بشكل عام في كل أنحاء العالم غير منظم ،إذ أن الناس تعيش في عصر الانحطاط الثقافي جراء الأوضاع السياسية والاقتصادية والناس أصبحت تهتم بلقمة العيش فلم يبق وقت للاستماع من أجل تغذية الروح بل التجأت الناس نحو البساطة وتغذية الجسد والعين ، لذا فأي شيء ممكن بثه والاستمتاع بإيقاعاته لغرض حركة الجسد يعني الرقص، لذلك تحولت الأغاني إلى أهازيج بسيطة يرددها المغني ويعمل لها الموسيقى أي عازف كيبورد وليس هناك ضرورة لوجود ملحن بعد اليوم لعدم وجود لحن من الأساس في هذه الأغاني.
أين تضع ألحان كاظم الساهر؟
- ألحان كاظم الساهر تعتبر امتدادا لجيل الملحنين الذين ساروا على نهج من وضعوا أسس الغناء العربي منذ عام 1927 وظهور مدرسة سيد درويش وغيره وولادة المدرسة التعبيرية في الغناء العربي، ولكنه ليس الأوحد بل هناك غيره ،مثل محمد عبده وعبدالله رويشد وغيرهما في أرجاء الوطن العربي ولكل منهم أسلوبه وطريقته.
ما رأيك بالأغنية العراقية الآن؟
- الأغنية العراقية باقية في أذهان الناس سواء كانوا عراقيين أم عرباً، ولكن التهريج الحاصل في العالم كله واتخاذ الفن تجارة مربحة ودخول الشركات بمنافسات على حساب الأغنية خلق انعطافه عرجاء ليس لها أرضية أصيلة للاتكاء عليها مما أدى إلى ظهور مقامات هجينة خارجة عن المقامات العربية الأصيلة ودخول إيقاعات غير عراقية وطمس الهوية العراقية وإدخال مزيج من الحركات الإيقاعية داخل الحركة الإيقاعية الواحدة يسمونها بـ(خلطة) بحيث تجعل الأغنية عبارة عن خلطة عصرية مستوحاة من القلق والخوف والضجر التي تعانيه الناس من محيطهم غير المستقر وكل الأغاني متشابهة في المقام والإيقاع إضافة إلى المفردات البذيئة في الأغنية.
ما سبب هذا الانحدار؟
- ترجع الأسباب إلى عدم وجود الرقابة النوعية وعدم الشعور بالمسؤولية الأخلاقية أمام المجتمع والحرص على الأصالة لموسيقى بلدانهم . هناك مثال بسيط عندما انتشرت أغنية البرتقالة انحسبت على كل العراقيين سلبا ،لذلك يجب الحذر حرصا على سمعة بلدنا وأعتقد أن هذه الأغاني ستنتهي ويظهر الفن الأصيل.
أي من الملحنين تستمع له دائما وتعجبك الحانه؟
- المطرب محمد عبد الوهاب، وأنا منذ فترة طويلة لم أستمع إلى الأغاني وإنما موسيقى فقط، كما استمع لعمالقة الغناء الكلاسيكي التركي ،مثل منير نور الدين سلجوق، وزكي موران، وأحب أن أسمع أغاني بجميع اللغات ولكل الأمم :هندي ،بنجابي ،إيراني ،صيني ،أذربيجاني ،كردي ،مقامات عراقية، وغيرها.
ما الحلم الذي تتمنى أن يتحقق؟
- أمنيتي مثل أي عراقي غريب متشرد محروم من رائحة تراب وطنه أن يسود الأمن في العراق ويعود دولة لها جيش ومكانة في العالم وأن يكون لي قائد يحميني ويراعي حقوقي دون أية تفرقة، وأن أجوب شوارع بغداد وشواطئ دجلة في أي وقت أشاء وأصيف في بيخال وآكل من سمك شط العرب وأزور النجف والكيلاني والإمام الأعظم وموسى الكاظم، وأقبّل أرض بغداد وأزور قبر أبي وأمي وأخي وأخواتي وألتقي أصدقائي ثم أوجّه دعوة إلى أصدقائي من الدول التي ضيفتني طوال 12 عاما لأن يروا بغداد وأقول لهم هذا هو وطني.
ما جديدك؟
- عملت ميدلي عراقياً للفنانة يسرى محنوش، وأعمل حاليا على تكملة ملحمة كلكامش ، كما ألفت عملا موسيقيا أوركسترا كبيرا باسم (أرض الحرية).