اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من أغرب الجرائم الغامضة..موت مشتبه به.. والأدلة غير كافية

من أغرب الجرائم الغامضة..موت مشتبه به.. والأدلة غير كافية

نشر في: 18 أغسطس, 2013: 10:01 م

عندما تلقى  ضابط تحقيق شرطة أبو غريب أخبارا من شرطة النجدة  بوقوع حادث قتل غريب توجه مع مجموعة من الضباط ومراتب الشرطة الى موقع الحادث.. دار عادية لا يميزها سوى صرخات امرأة تنبعث منها بلوعه .. كانت تصرخ بدموعها - أخوية  مات ! ومن اللحظ

عندما تلقى  ضابط تحقيق شرطة أبو غريب أخبارا من شرطة النجدة  بوقوع حادث قتل غريب توجه مع مجموعة من الضباط ومراتب الشرطة الى موقع الحادث.. دار عادية لا يميزها سوى صرخات امرأة تنبعث منها بلوعه .. كانت تصرخ بدموعها - أخوية  مات ! ومن اللحظة الأولى اكتشف ضابط التحقيق ان الوفاة ليست عادية  فقد كانت جثة المجني عليه وهو شاب في الثلاثين من عمره ترقد في فراشة لاحظ الضباط الذين معه وجود كدمات عديدة على رأس الضحية وحول عنقه  كانت تشير بوضوح الى ان في الامر جريمة  لكن لم يخطر ابداً على بال الضباط ان تكون هذه الجريمة لها علاقة من قريب او بعيد .. بعالم الجان والسحر والطلاسم .. لكنهم جلسوا يستمعون في دهشة الى حكاية القتيل الشاب على لسان شقيقته التي كانت تبكي بحرقة رحيل   شقيقها  فماذا قالت ؟..
قالت اخت القتيل : انه كان احب اخوتها الى نفسها ، بل ان كل إخوته كانوا يحبونه ويحترمونه فقد نشاْ منذ صغره مهذباً ودوداً يحب الجميع.. يحترم الكبير ويعطف على الصغير .. لم يكن ابداً مصدراً للمشاكل .. بل على العكس فقد كان اول من يتطوع لحل مشاكل الغير ومساعدتهم في المواقف الصعبة  وقد عاش حياته كلها في هدوء وسلام كان ينجح باستمرار في دراسته حتى تخرج مهندساً  زراعياً من كلية الزراعة ، وتم تعيينه في احدى دوائر وزارة الزراعة ! وكما اكتسب حب وثقة اهله وجيرانه واصدقائه .. اكتسب المهندس الشاب حب زملائه ورؤسائه العاملين معه .. فقد كان دائماً خافت الصوت لا يسبب ازعاجاً لأحد .. حتى ان أحدا لم يكن يشعر به على الإطلاق  وفجأة حدث التحول الخطير في حياة المهندس الشاب .. هذا التحول الذي انهى تلك الحياة  نهاية درامية غريبة ..! ذات يوم فوجئت أسرته بزملائه في الدائرة يحملونه فاقد الوعي الى المنزل واخبروهم انه أصيب بنوبة صرع وتشنج في غرفته أفقدته السيطرة على نفسه  فسقط يتلوى على الأرض وسط ذهول زملائه وهو يهذي بكلمات غير مفهومة وأسرع أخوته ينقلونه الى فراشه  ويجلسون حوله ساعات حتى أفاق الى نفسه اخيراً .. وبدأ يتساءل في حيره عما حدث له ولماذا وجد نفسه في فراشه ..وقد كان يعمل في عمله ..؟ وأدار إخوته نظرتهم بين أنفسهم .. ولم يجرؤ احد منهم على ان يخبره بحاله التشنج التي إصابته .. اعتقاداً منهم بانها حالة ارهاق وتعب .. وانه لن يصاب بحالات تشنج مره اخرى لكنها لم تكن الاخيرة . ذلك ان حالات التشنج والشد العصبي بدأت تتكرر واصبح مشهداً مألوفا ومحزنا ان تتغير ملامح وجهه فجأة .. وان يستدير فمه .. فيسرع الى وضع يديه على اذنيه وكأن الدفوف تدوي فيها .. ثم يصاب برعشة تنتاب انحاء جسده .. ويدور حول نفسه مثل حيوان جريح .. ثم يسقط على الارض فجأة .. وفكر اخوته في ان يذهبوا به الى الطبيب .. لكن قريب لهم نصحهم بالذهاب الى احد المشايخ القريبين منهم .. لفحصه وتشخيص حالته .. عندما ذهبوا الى ذلك الشيخ في تكيته أصيبوا بالذهول عندما سمعوا الحقيقة المذهلة منه  لقد تزوج من (جنيه) تعيش تحت الأرض  لم يصدقوا كلامه في بادئ الأمر .. لكن أخوهم قال لهم بصوت خافت .. كأنه يتكلم وهو نائم بعد ان افاق من نوبه التشنج والصرع ..
- أنقذوني  فاني لا اعرف ماذا افعل .. ولا اعرف كيف حدث ذلك .. وكيف يمكن ان اتخلص منه .. لقد تزوجتني (جنيه) تعيش تحت الارض .. ! وانفض اخوته  من حوله غير مصدقين .. لكن الايام اكدت لهم انه لا يكذب .. وان ثمة معاناة غريبة يعيشها شقيقهم المهندس الشاب .. ذلك انه كلما فكر .. مثل أي شاب .. في الاستقرار والزواج .. وكلما اختار فتاة ملائمة .. تحدث مشاكل غريبة وعجيبة .. لابد ان تنتهي الخطبة بالفشل .. وكان يبكي ويقول لهم ..
- الم اقل لكم .. انها ترفض  ان اتزوج عليها من أخرى  إنسانه !..
هل كان يصدقهم القول ؟.. وهل تزوجته  تلك الجنيه الشريرة ومنعته من الزواج بإنسانه فعلاً ؟..
لم يستطيعوا ابداً الوصول الى إجابة .. كل ما عرفوه ان حياة شقيقهم الهادئ المسالم قد تغيرت تماماً .. فقد تولاه  الاكتئاب المستمر وصام عن الكلام وعزف عن مقابلة الاخرين والجلوس اليهم .. وكان الاغرب انه خرج من المنزل في احد الايام وعاد بعد ساعات وهو يحمل مجموعة من الكتب وضعها في غرفته بحرص وبدأ يلتهمها نهاراً وليلاً في اهتمام عجيب .. وعندما ذهب الى دائرته فوجئ أخوته بان كل هذه الكتب تدور حول موضوع واحد: عالم الجان .. والسحر .. وكيف يمكن تحضير الأرواح وكيف يمكن طردها .. والجان الطيب والجان الخبيث !.. واستغرقت هذه الكتب كل وقت المهندس الشاب المسكين .. فهل كان يريد ان يتعرف الى عالم العروسة الجنية  التي تزوجته رغماً عنه ..!
قالت اخته لضابط التحقيق : في ليلة الحادث أصيب أخي بحالة تشنج فظيعة سقط يتلوى على الارض وهو يهذي ويستنجد  وتمزقت وأنا أشاهده على هذه الحالة دون ان اقدر على مساعدته .. وفجأة تذكرت الشيخ صاحب التكية القريب من عندنا  واحد  اقاربنا  اشتهر عنهما قدرتهما بالتحدث مع الجان وتحضير الارواح ..  فهرعت الى منزلهما استنجد بهما لينقذا اخي من عذابه !..
- وأضافت قائلة : وحضر الاثنان وظلا يتلوان بعض ايات القران الكريم في اذنه وهو راقد على فراشه يتألم من الروح الشريرة التي كانت تتقمص جسده .. وبدأ الاثنان يتلوان بعض الأدعية والكلام غير المفهوم .. ثم احضرا قطة سوداء اللون من الخارج وقاما بذبحها امام عينيه .. لكنه ظل يتألم ويهذي .. فقاما بتوثيقه بالحبال ثم انهالا ضرباً عليه بالعصي .. وضغطا بقوة على رقبته لإخراج الروح  الشريرة من جسده .. لكن التي خرجت كانت روحه هو مات أخي واستراح من عذابه
وقف صاحب التكية وصديقه امام قاضي التحقيق في اليوم التالي وبدآ يدافعان عن انفسهما فقالا :
- نحن لسنا قتله او مجرمين .. والمهندس قريبنا وحزننا عليه اكبر من ان يوصف .. وكل الذي حدث اننا اردنا إنقاذه  تلونا بعض آيات من القران الكريم في اذنيه لكنه فجأة .. تحدث الينا بصوت شخص اخر زعم ان اسمه.. (كسموس) ورفض الخروج من جسده .. وزعم انه سيقتله اذا حاولنا إخراجه من جسده .. وفجأة أفاق المهندس وخنق نفسه بيديه .. قتل نفسه .. او قتلته الأرواح الشريرة !..
ولم تطل حيرة قاضي التحقيق وسرعان ما اتخذ قراره .. الإفراج عن اخت المهندس بكفالة مالية .. وتوقيف أقاربه الاثنين لحين  انتهاء التحقيق وتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram