كشفت شركة الموانئ عن استئناف العمل الملاحي والتجاري في ميناء أم قصر،  بعد توقفه يوم السبت الماضي بسبب الخرق الأمني الذي تعرض له عبر شاحنة ملغمة ، مشيرة الى ان التفجير "لن يؤثر" على حركة الملاحة البحرية ودخول البضائع ، في هذه الاثناء اعلنت عن تدش

كشفت شركة الموانئ عن استئناف العمل الملاحي والتجاري في ميناء أم قصر،  بعد توقفه يوم السبت الماضي بسبب الخرق الأمني الذي تعرض له عبر شاحنة ملغمة ، مشيرة الى ان التفجير "لن يؤثر" على حركة الملاحة البحرية ودخول البضائع ، في هذه الاثناء اعلنت عن تدشين "أكبر" حفارة بحرية في تاريخ الاسطول البحري الوطني منذ تأسيسه، وفي حين بينت أن كلفتها تبلغ 50 مليون دولار
وقال مدير عام شركة الموانئ عمران راضي ، ان العمل الملاحي والتجاري استأنف في ميناء ام قصر بعد توقفه يوم السبت الماضي بسبب الخرق الأمني الذي تعرض له عبر شاحنة ملغمة، أسفرت عن إصابة عدد من العمال وأضرار في باخرة أجنبية وعدد من الشاحنات.
واضاف راضي لـ " المدى " ،  إن "الشركة استنفرت جهودها لرفع مخلفات التفجير وتنظيف رصيف 17، والانتهاء من كافة استعدادات الحركة الملاحية والتجارية كالتفريع والشحن والخزن وعودة العمل في ميناء أم قصر وأرصفته".
واكد ان  "الإجراءات المتخذة من قبل إدارة الميناء بالسليمة، حيث ساعدت الأجهزة الأمنية للوصول الى المعلومات الأمنية والحصول على الوثائق المطلوبة و التعرف على سائق السيارة الملغمة ومالكها، ومن سمح بدخولها إلى الميناء، حيث قبض عليهم بسرعة قصوى وأحيلوا إلى التحقيق".
وبشأن الأضرار التي لحقت بالباخرة (بونير)، والتي ترفع علم جمهورية ليبريا الأفريقية، والمحملة بالسكر لصالح وزارة التجارة العراقية، قال إن "الباخرة مؤمن عليها بحسب العرف البحري العالمي، وبدورنا سنزود طاقهما، بتقرير مفصل يؤكد الأضرار التي لحقت الباخرة من انفجار الملغمة، لاسترداد تعويضاتهم من شركة التأمين".
وفي سياق متصل استنكرت عضو مجلس النواب جنان عبد الجبار البريسم، استهداف الميناء، وضرب احد أركان الاقتصاد الحيوية المهمة في العراق والبصرة، متهمة دول إقليمية بمحاولة استهداف الاقتصاد العراقي وتخريبه.
من جانبهم استغرب ناقلون وموردون للبضائع إلى الموانئ العراقية، من "استهداف ميناء أم قصر والخرق الأمني الذي طاله"، وعدوا أن "الحادث يهدف إلى زعزعة أمن الموانئ وتحويل البضاعة إلى منافذ أخرى".
وقال الناقل صالح مزيد، وهو مورد سيارات عن طريق ميناء أم قصر، في حديث إلى (المدى برس)، إن "استهداف ميناء أم قصر يشكل حادثاً خطيراً هو الأول من نوعه في تاريخ الموانئ"،  لافتاً إلى أن "الهجمة على الميناء تشكل رسالة لتحويل التجارة العراقية إلى منافذ أخرى بعيداً عن الموانئ".
وأوضح مزيد، أن "التجار يخشون على أموالهم إذا ما أحسوا أن بضاعتهم في خطر لاسيما أنهم يجازفون بملايين الدولارات عبر البحار حتى وصولها إلى شاطئ الأمان وهي الموانئ"، مستدركاً "لكن إذا فقد الأمن في الميناء فلن يفكروا بجلب البضاعة إليه برغم أن الموانئ العراقية تعد الأقل في الرسوم والضرائب".
على صعيد متصل عدت النائبة عن محافظة البصرة من حزب الفضيلة، سوزان السعد، في حديث إلى (المدى برس)، أن "استهداف الموانئ يشكل تخريباً لعصب العراق الاقتصادي ونافذته البحرية الوحيدة على العالم".
وذكرت السعد، أن هنالك من "يحاول تخريب الاقتصاد العراقي من خلال استهداف المنشآت الحيوية كالموانئ والنفط"، داعية إلى "تشديد الحماية لتلك المنشآت لحماية الاقتصاد العراقي من الهجمات الإرهابية".
وعدت النائبة عن البصرة، أن "استهداف الموانئ هو رسالة لعدم فسح المجال للمحافظة لأن تأخذ دورها كعاصمة اقتصادية للعراق والسعي لتحويل دورها إلى ما دون مستوى الطموح".
الى ذلك كشف مدير شركة الموانئ عن تدشين "أكبر" حفارة بحرية في تاريخ الاسطول البحري الوطني منذ تأسيسه، وفي حين بين أن كلفتها تبلغ 50 مليون دولار، توقع امتلاك "أكبر" اسطول لحفر القنوات الملاحية خلال عامين.
 جاء خلال حفل تدشين الحفارة (أم قصر) في الميناء الذي يحمل اسمها جنوبي البصرة وحضرته (المدى برس).
وقال الكابتن عمران راضي، خلال حفل تدشين الحفارة، إن "وزارة النقل تعاقدت مع شركة صينية على بنائها لتكون أكبر حفارة في اسطول الحفر البحري العراقي منذ تأسيسه"، مشيراً إلى أن "اسطول الموانئ العراقية يمتلك عشر حفارات إذ وصلت ثلاث منها خلال العام 2013 الحالي، هي كربلاء ودهوك وأم قصر، فضلاً عن اعمار أربع حفارات ووجود ثلاث أخرى تعمل على تنظيف القنوات البحرية العراقية".
وتوقع راضي، أن "يمتلك العراق خلال العامين المقبلين أكبر اسطول بحري لحفر القنوات الملاحية في المنطقة"، مبيناً أن "القنوات الملاحية تحتاج إلى إدامة مستمرة وزيادة الأعماق لجعلها سالكة لاستقبال البواخر العملاقة".
من جانبه قال مدير العلاقات والإعلام في شركة الموانئ العراقية، انمار الصافي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "طول الحفارة الجديدة أم قصر، يبلغ 135 م، وتعمل بقدرة تصل إلى ثمانية آلاف متر مكعب في الساعة"، مضيفاً أن "كلفة الحفارة الجديدة تبلغ 50 مليون دولار، وهي مجهزة بمعدات يابانية برغم كونها صينية المنشأ".
وذكر الصافي، أن "الحفارة الجديدة ستسهم في حفر نهر أم قصر وزيادة الأعماق في بداية الأمر"، لافتاً إلى أنها "ستقوم لاحقاً بحفر حوض ميناء الفاو الكبير".
يذكر أن أعماق الموانئ العراقية تصل إلى 12 م، عن مستوى سطح البحر، في ميناء أم قصر، ويقل مستوى الأعماق في الموانئ الأخرى، لذلك تسعى شركة الموانئ إلى زيادة تلك الأعماق لتصل إلى 15 – 16 مترا لاستقبال بواخر أكبر.
وكانت شركة الموانئ العراقية، أعلنت في (الـ17 من كانون الثاني 2013)، عن تدشين الحفارتين (كربلاء) و(دهوك) تم بنائهما في هولندا، ضمن مشروع القرض الياباني الذي حصل عليه العراق لتطوير الموانئ.
وتضم محافظة البصرة، خمسة موانئ تجارية أقدمها ميناء المعقل القريب من مركز المدينة، الذي تم إنشاؤه من قبل القوات البريطانية عام 1914، وكانت تستخدمه لأغراض عسكرية قبل أن تسلمه إلى السلطات العراقية عام 1937، وقد جوبهت الشركة التشيكية التي تتولى تحديث التصميم الأساس للبصرة بانتقادات واسعة لما اقترحت في العام الماضي 2011، إلغاء الميناء الذي يقع بالقرب من مقر الشركة العامة للموانئ.
والموانئ التجارية الأخرى هي ميناء أم قصر الذي انشأ عام 1965، وقد أعلنت وزارة النقل عام 2010 عن شطره إلى ميناءين، جنوبي وشمالي، بينما شهد عام 1989 إنجاز مشروع بناء ميناء خور الزبير، وهو من موانئ الجيل الثاني لأنه يحتوي على أرصفة صناعية ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا، وفي العام 1976 تم إنشاء ميناء أبو فلوس على الضفة الغربية لشط العرب ضمن قضاء أبي الخصيب، وهو ميناء صغير يتميز بعدم قدرته على استيعاب البواخر الكبيرة بسبب تردي أعماق قناة شط العرب وكثرة القطع البحرية الغارقة فيها، فيما يتم العمل حاليا على إنشاء ميناء الفاو الذي يعتبر سيكون سادس ميناء في البصرة حال إنجازه.