تعودنا في كل مرة أن يخذلنا المدرب الاجنبي مرتين او اكثر حتى تتم عملية الاستغناء عنه او إقالته او ان يُقيل نفسه بنفسه جراء تداعيات المرحلة وما يفرضه واقع الحال الذي سيكون متردياً إبان الفترة التي أعقبت عام 2007 حتى الآن والتي تناوب على تدريب منتخبنا الوطني العديد من الاسماء التي لم نسمع بها من قبل أو ان لها مشاركات خجولة مع منتخبات واندية العالم ابتداءً من البرازيلي فييرا الذي حمل المصباح السحري عندما وقف على منصات التتويج في جاكرتا العام نفسه وانتهاءً بالصربي فلاديمير بتروفيتش الذي للأسف لم يحقق الفوز مع أسود الرافدين سوى مرة واحدة تلك التي تمكن أزاءها من الفوز على منتخب اندونيسيا بهدف يتيم جاء بضربة حظ قبل ان تلفظ المباراة انفاسها الاخيرة تلك التي خاضها منتخبنا في اطار منافسات الجولة الاولى من المرحلة الاولى للتصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا 2015 فيما خسر امام الصين بهدف نظيف للتصفيات نفسها ، وعاد ليخسر بهدف نظيف ايضا امام منتخب ليبيريا في مباراة تجريبية تحضيراً لخوضه التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل 2014 ، وبعدها خاض ثلاث مباريات في غاية الاهمية امام منتخبات اليابان واستراليا وعُمان وخسرها جميعا بالنتيجة ذاتها وكأنه متعاقد مع تلك الفرق على هذه النتيجة ليأتي دور منتخب تشيلي هذه المرة الذي اطلق رصاصة الرحمة برأس اسود الرافدين ومن يقودهم عندما مزق شباكنا بسداسية أفزعت اتحادنا الموقر من نومه العميق ومن سباته المستمر لتجعله يدلي بتصريحاته في اليوم التالي لتلك الفاجعة هنا وهناك بأن بتروفيتش باقٍ حتى عام 2014 حسب العقد المبرم معه وكأنه حقق ما يعجز عن تحقيقه بقية المدربين الذين اوصلوا كرتنا الى أسوأ حالاتها وأعادوها الى ذلك النفق المظلم تتأمل ذلك الضوء الخافت في نهاية النفق ، فليس من مبرر يجعل اتحادنا يستبد برأيه ويبقي على هذا المدرب الذي ليس لديه ما يمنحه صلاحية قيادة اسود الرافدين.
لا أعرف كيف ارتضى رجالات الاتحاد العراقي بهذه المهزلة، وكيف وضعوا مستقبل العراق الكروي بيد مدرب ليس لديه تأريخ يسعفه لأن يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، فالظرف الذي تمر به الرياضة العراقية للأسف لم يبشر بخير خصوصاً في مجال كرة القدم ،بل انه ينذر بمستقبل مخيف جداً قد لا نحمد عقباه لاسيما بعد الهبوط السريع من سفح الجبل بعد ان وصل منتخبنا الى المركز 72 يوماً ما وعاد متدحرجاً في لائحة التصنيف العالمي ليصل الى المركز 104؟
من المسؤول عن هذا التسيّب وعن هذا الانحدار السريع ومتى نلملم جراحنا ونعود على الأقل الى عام 86 الذي تأهل إبانه أسود الرافدين الى نهائيات كأس العالم في المكسيك ووقتها لن نكون راضين على نتائجهم كونهم لم يحققوا أية نقطة لكنهم خسروا بشرف امام منتخبات ذائعة الصيت ليعود اليوم بتروفيتش بسيناريو جديد وابطال جدد بعد ان سرّح آخر كوكبة من الجيل الذهبي ووضع اسم العراق ومستقبله بلاعبين شباب لم يملكوا من الخبرة لأن يمثلوا العراق في اي محفل دولي؟
متى يعي اتحادنا هذه المهزلة ويعيد الامور الى نصابها ويعطي كل ذي حق حقه ، فلا اعرف لماذا لا يمنح المدربون العراقيون فرصة قيادة منتخبنا الوطني خصوصا لو تمت المقارنة بما حققه بتروفيتش وما حققه المدرب حكيم شاكر! وهناك العديد من المدربين الذي باستطاعتهم ان يحققوا اضعاف ما حققه شاكر نفسه أو ان يختار اتحادنا مدرباً من الطراز الجيد طالما انه مصرّ على استقدام مدرب اجنبي كي نضع ثقتنا به للوصول بكرتنا الى شاطئ الامان؟
بيترو "كلاكيت" ثاني مرة!
[post-views]
نشر في: 19 أغسطس, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
maad abd
عاشت ايدك... استاذ طه وهذا هجوم صاخب وبالاسلحة الثقيلة..... ولكن اسمعت لو ناديت حيا.