أدخلت نتيجة مباراة منتخبنا الوطني (الفضيحة) امام تشيلي أاسرة الكرة العراقية في حالة طوارىء غير مسبوقة بعدما تعرض اتحاد الكرة الى ضربات ماحقة من النقد المستحق بسبب سوء تخطيطه وعدم إدراكه حالة التيه التي بلغها المنتخب الوطني عقب التغيير الشامل في صفوفه باعتماد توليفة الشباب وهي بحاجة الى خبرة الكبار تفادياً للانهيار مثلما اسقطهم في ودية كوبنهاغن.
كان يفترض بالاتحاد ان يجتمع بالمدرب بتروفيتش بُعيد انتهاء أجازته لإعادة النظر في مجمل مقومات التصحيح المطلوبة ومن ضمنها الملاك التدريبي المساعد الذي تسبب بانحدار في المستوى العام ولم يكن محل الثقة الموكلة اليه وأعني هنا المدربين باسل كوركيس وعبد الكريم ناعم فقد مُنحا فرصاً كثيرة لم تتوفر لغيرهما ، وبقدر اجتهادهما في مهمات عدة حسب امكانياتهما المعروفة للجميع فينبغي أن يدركا إن دوام الحال من المحال وهناك كفاءات أخرى يمكن ان تجود بالعطاء للمنتخب وتقدم افضل الخبرات التي تنعكس ايجابياً وتنمّي مهارات اللاعبين والحراس بالمستوى الفني المتقارب وليس كما نراه اليوم من تقهقر واضح لاسيما في منطقة الدفاع!
لعل إقدام اتحاد الكرة على الغاء مباريات الأردن والكويت ولبنان الودية بسبب تعارض مواعيدها مع منافسات دوري النخبة الذي بلغ مرحلة حاسمة ومصيرية يتعذر على الاندية تفريغ لاعبيها للمنتخب ، فرصة جيدة للمدرب بتروفيتش للتمحيص في أجندته الخاصة ومراجعة اوراقه بتمعن، وفي الوقت ذاته لابد ان يعوّض الاتحاد تلك المباريات بلقاءين وديين في الاقل استعداداً لمواجهة السعودية في الامارات يوم 15 تشرين الأول المقبل التي يتحتم على لاعبي منتخبنا الفوز فيها ولا بديل عن نقاطها الثلاث " المُنقذة " لمصيرهم في تصفيات أمم آسيا 2015 التي أستهلها الصربي بأمل ضعيف !
وهناك ثلاثة مقترحات تستحق ان ينظر اليها الاتحاد بعين المصلحة الوطنية :
أولاً : تغيير الملاك التدريبي المساعد فوراًُ ليتسنى للبديل الجلوس مع المدرب ومعاونته في خيارات مهمة في الجانب الخططي والادوات المنفذة ويتمكن من النهوض بواقع المنتخب الذي لا يشرّف الجميع.
ثانياً : دعوة لاعبين يمتلكون الخبرة ممن استبعدوا سابقاً امثال قصي منير وكرار جاسم وهوار ملا محمد وباسم عباس ومن يماثلهم في المستوى من لاعبي الخبرة الجيدين في النخبة ليشكلوا دعماً قوياًُ للمنتخب مع لاعبي الشباب الذين ثبت عدم صلاح بعضهم للمهمة الدولية أو مجاراة الكبار نتيجة ضآلة اجسامهم وقلة درايتهم في مواجهة الكبار.
ثالثاً : اقامة معسكر تدريبي في دولة الامارات العربية المتحدة بعد منتصف ايلول المقبل تتخلله مباراتين مع منتخبين خليجيين لقرب الأداء والاسلوب مع المنتخب السعودي الذي قرر الاستعداد لمنتخبنا في دورة رباعية مطلع الشهر المقبل.
ان تعديل مسار المنتخب ليس بالأمر التعجيزي إذا ما توحدت جهود اتحاد الكرة مع الملاك التدريبي واللاعبين في استعادة التركيز الذهني لاعداد المنتخب بصورة تنسجم مع اهمية لقاء السعودية فضلاً عن كفّ الاعلام الرياضي العزف على وتر الهزيمة الأخيرة امام تشيلي وتوفير مناخ متفائل يُمكّن القائمين على المنتخب الأول من ايجاد البدائل الناجعة ليكون ممثل العراقيين متأهباً لخوض أية مباراة بلا مشاكل فنية أو نفسية مثلما نجح الاتحاد السعودي للعبة في تحضير منتخب بلاده ومعالجة مخلفات الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الأخضر امام بطل أوروبا بخماسية نظيفة في ايلول 2012 في عهد المدرب الهولندي فرانك ريكارد وبعدها بشهرين تعادل المنتخب امام الارجنتين سلبياً ليبدأ صفحة جديدة في مشواريه الخليجي والقاري.
ولابد من التذكير بأن الخروج من تصفيات مونديال 2014 قد اصابنا بخيبة أمل كبيرة لضياع حلم كأس العالم للمرة الثالثة منذ عام 2003 بالرغم من سهولة الفرصة التي لن تتكرر ، ووعدنا مسؤولو الاتحاد انهم سيعوضون تلك الكبوة في نهائيات كأس آسيا المقبلة ، فلا يمكن قول أي عذر جديد ولا تنطلي علينا أوهام رئيس الاتحاد باعتبار انجاز منتخب الشباب في تركيا وما نترقبه من خليفته الناشئين في الامارات اعجازين كبيرين يكفـّر بهما عن خطايا سياسته واخطائه الجسام في ادارة شؤون اللعبة .. واننا لمصير الأسود لمنتظرون.
لتفادي الإنهيار!
[post-views]
نشر في: 20 أغسطس, 2013: 10:01 م