TOP

جريدة المدى > عام > "حفــــــل" اغتيــــال فنانـــة الشعـــب

"حفــــــل" اغتيــــال فنانـــة الشعـــب

نشر في: 21 أغسطس, 2013: 10:01 م

ماذا يعني أن تكون مدعوا لحفل يخص ابنة الشعب العراقي والقامة الفارعة للسينما والمسرح العراقي الملتزم ( الفنانة الرائعة زينب ) وفي المسرح الوطني؟ أنها فرصة لن تتكرر فهي ليست بالدعوة إنما هو تشريف لك بأن تكون حاضرا في حفل يقام على شرف اسم لامع في سماء ا

ماذا يعني أن تكون مدعوا لحفل يخص ابنة الشعب العراقي والقامة الفارعة للسينما والمسرح العراقي الملتزم ( الفنانة الرائعة زينب ) وفي المسرح الوطني؟ أنها فرصة لن تتكرر فهي ليست بالدعوة إنما هو تشريف لك بأن تكون حاضرا في حفل يقام على شرف اسم لامع في سماء المسرح العراقي ورمز من رموز الأصالة للفنان العراقي المبدع والملتزم بفنه..
وأنا في طريقي إلى المسرح الوطني كنت أفكر بمئات الأسئلة التي تطوف في رأسي، من سيحضر هذا الحفل، وهل سأحصل على مكانا لي بين الحضور، من إنا وسط جمهور محبي ( أم شاكر) ، هل سيأتي احد أعضاء فرقة بابل وسومر وهل سيشارك أصدقائها وشركائها في أهم مسرحياتها أنة أمك يا شاكر - رسالة مفقودة - الخال فانيا – الخان - الشريعة -  تموز يقرع الناقوس - قسمة والحلم - الحصار - النخلة والجيران - الخرابة - شعيط ومعيط وجرار الخيط - الينبوع - وحشة وقصص أخرى - ألام - مغامرة رأس المملوك جابر - بغداد الأزل بين الجدل والهزل - سوليف يا ليل - صور شعبية وصورة - فوانيس - شفاه حزينة - ثورة الموتى -المملكة السوداء - ست دراهم - بيت برنا ردا ألبا - دون خوان - نفوس - صور جديدة - هاملت عربيا - أنا ضمير المتكلم.
هذه ابرز أعمال فخرية عبدالكريم ابنة الكوت التي قرأت عنها ولم أشاهد أي من أعمالها، كان يملئني مزيج من الخوف والارتباك ويخيل الي أن المسرح الوطني سوف يغص بجموع كتلك الجموع الغفيرة التي خرجت لوداعها من العراقيات والعراقيين على اختلاف دياناتهم وأفكارهم وتوجهاتهم ، وجمع ليس بالقليل من الشخصيات والوجوه السياسية والثقافية والفنية من مختلف أنحاء العالم .. في موكب مهيب لم تشهد السويد مثله من قبل.
كنت أتوقع وأنا اقترب من مبنى المسرح الوطني أنني سأرى لوحة كبيرة تحمل صورة الفنانة زينب تجعل الناس يتحدثون ويسألون عنها.. كل الناس .. لوحة تجعل العراق بكل أطيافه وطبقاته يتحدث عن رمزاً من رموز المسرح الهادف الحر وفنانة تعيش ولاتموت في قلوب العراقيين.
كنت متفائلة كثيرا وأنا ادخل بناية المسرح على أمل أن أرى سميرة الفقراء التي نشطت في مجال الصحافة وكتبت الشعر والقصة القصيرة ونشرت العديد من المقالات في جريدة 14 أكتوبر اليمنية.
ولم أرى سليمة الخبازة وعشت حالة القسمة والحلم وأنا أتوجه بخطواتي إلى باحة المسرح الوطني فلمحت لافتة صغيرة وحفل غاب عنه الجميع.
( 15 ) عاما مرت على رحيل الفنانة زينب إلا إني شعرت بأنها ماتت هذا العام في حفل اغتال فنانة الشعب وغيب رمزا من رموز المسرح العراقي لقد شعرت بأن دائرة السينما والمسرح ساهمت في إن يتصدر اسمها لافتة لم يتعدى طولها ثلاثة أمتار قبل أن تساهم في الدعوة والتحشيد لمثل هذه المناسبة للتعريف بتاريخ هذه الفنانة الحافل بالمنجزات والتي حصدت العديد من الجوائز كأفضل ممثلة عن دورها في مسرحية " بيت برنا رندا ألبا " وأفضل ممثلة عن دورها في بائع الأحذية " جائزة التلفزيون الخليجي" وجائزة مهرجان قرطاج السينمائي لفلم الحارس بالإضافة إلى عشرات الأعمال الفنية والتلفزيونية ومئات الأعمال الإذاعية تأليفا وتمثيلا ..
لقد كان الحفل مبادرة من نقابة الفنانين وبالتنسيق مع دائرة السينما والمسرح تماما عكس ماظهر على لافتة الاحتفال المعلقة ولم يكن مشروعا من مشاريع دائرة السينما والمسرح، ألم يكن باستطاعة وزارة الثقافة أن تقوم بجمع تاريخها الفني الأصيل من مسرحيات ومسلسلات وأفلام وأعمال إذاعية لتعرّف المجتمع العراقي بها وخاصة جيل الشباب ونحن نعيش فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013، هل ستبادر الحكومة العراقية بتعويض عائلتها عن سنوات الحرمان والمنفى الإجباري الذي حرم جسدها من أن يحتويه تراب العراق الذي كان تتلهف للعودة أليه.
شخصيا أحسست أن الحفل كان مشروعا لاغتيال فنانة الشعب ولاغتيال المسرح العراقي الأصيل وإلا بماذا نفسر عدم الترويج والإعلان عنه والدعوة له بشكل يليق برمز من رموز المسرح العراقي..؟؟ لماذا لم يجري الاهتمام به جديا من قبل وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح؟؟؟ لماذا لم توجه الدعوة لعائلة الفنانة الراحلة؟؟؟ أليس من حقنا أن نتعرف على تراثنا المسرحي الذي احتضنته المنافي مثل " ألام " التي قدمت في عدن و" وحشة وقصص أخرى " " قسمة والحلم" في دمشق و" صور شعبية وصورة" و " في المنفى الأخير" في السويد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. هاديا محمود

    مع احترامنا للكاتبة لقد حفلت المقالة بأخطاء لغوية شنيعة كان يجب مراجعتها قبل النشر

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram