الباعة كثر، ويتطلبون....
والمشترون قلة، لكنهم أسخياء عند الدفع!
إذا كانت سرقات النفط تجري علانية -معظم الحقول دون عدادات، أو بعدادات عاطلة أو معطلة، وإذا كانت وعود عرقوب حول تجهيز الكهرباء والطاقة مبررة بحرف السين...والـ(سوف) والاحتماء بفعل الماضي بدلا من المضارع.
وإذا كانت الصفقات والتجاوزات الكبرى، والعقود والشركات الوهمية، مستورة الآن، ومدخر كشفها لوقت الحاجة، و.. والقائمة طويلة وتطول، إنما سرقة المستقبل، وانتهاك الحلم والأمل من عيون وصدور النابهين والأذكياء والواعدين، بتجيير نجاحهم لصالح زمرة من أولاد الذوات الجدد، من الكسالى، والمتواكلين، والمتضخمة ذواتهم، وأبناء البعض الذين اتخموا بعد جوع، وأثروا بعد حرمان وعوز، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ولا ينبغي أن تغدو حفنة ملح تذوب في وحل الأزمات.
كأنما فضائح المال والأعمال والرشاوى، والعقود والشركات الوهمية، لم تعد تكفي لتعذيب العراقي، لتجلدنا الأخبار بسرقة من نوع آخر، سرقة جهد الطالب الذي قرأ على ضوء فانوس، وذاكر على نور ذبالة شمعة، جمهرة من الطلبة النابهين الذين اتخذوا من الكتب وسائد، ومن الأمل بالتفوق رفيقا حميما في حالكات الليالي، وجدوا ذواتهم على القارعة، آلاف الطلبة من المتفوقين في الدراسة والحائزين على أعلى الدرجات، حصدوا معدلات وضيعة في الامتحان الوزاري، لا تؤهل واحدهم لدخول معهد أهلي!!
كيف؟ ومن المسؤول، وكيف يتلافى الخطأ؟
قيل: تم استبدال أغلفة الدفاتر الامتحانية لطلبة حازوا على أعلى الدرجات، بأغلفة دفاتر لطلاب خائبين، حازوا أوطأ الدرجات، مقابل ثمن.
قيل بيعت الأسئلة الامتحانية بأعلى الأسعار، قيل سربت الأسئلة ليلة الامتحان لقاء وعود ورشى، وتبادل مصالح.
قيل - والخبر صاعق بعد الشكاوى المتراكمة من الطلاب الذين غمطت حقوقهم، وضاعت جهودهم_ إن حريقا محتملا قد ينشب بين ساعة وأخرى في مخزن اللجان الامتحانية المركزي لتضييع معالم الجريمة، قيل، وقيل، ولسوف يغلق هذا الملف بيسر، كما أغلقت ملفات مهمة كثيرة قبله. ولكن أما من حل لرفع الغبن والظلم الذي حاق بالنابهين، والمجتهدين، أولئك الذين يعول عليهم العراق، مستقبلا لأنهم ثروته الحقيقية حين يجد الجد؟ أما من سبيل لتدارك الأمر وإيقاف بيع الذمم، سرا وعلانية، بالجملة والمفرد؟
ذمم للبيع أو الإيجار
[post-views]
نشر في: 21 أغسطس, 2013: 10:01 م