شكر حاجم الصالحيأعجب من شاعر لا يقرأ رواية ولا يشاهد عرضا مسرحيا ولا يحضر حفلا موسيقيا ولا يزور معرضا تشكيليا ,لكنه يملأ جرائد هذا الزمان بقصائده الباردة , وله في كل فعالية ثقافية صولات وجولات , يناقش هذا ويعترض على ذاك , ويلغي الاثنين معا ,وما سواه
شكر حاجم الصالحي
أعجب من شاعر لا يقرأ رواية ولا يشاهد عرضا مسرحيا ولا يحضر حفلا موسيقيا ولا يزور معرضا تشكيليا ,لكنه يملأ جرائد هذا الزمان بقصائده الباردة , وله في كل فعالية ثقافية صولات وجولات , يناقش هذا ويعترض على ذاك , ويلغي الاثنين معا ,وما سواه من مبدع في هذا العصر ,وأعجب من قاص لا يحضر أمسية شعرية ,وأعجب من فنان تشكيلي لا يشاهد مسرحية ولا ... ولا ... واعجب من مسرحي لا يقرأ الشعر ولا يقرأ القصة ولا تعجبه الموسيقى برغم ان من بديهيات الامور ان الفنون جميعها حلقات متصلة من المعرفة ليس بالامكان الاستغناء عنها والفصل بين روافدها , واذكر – كنا – نحن ثلة من المهمومين بالشأن الثقافي في سبعينات القرن المنصرم نستأجر حافلة للذهاب بها الى العاصمة لمشاهدة عرض مسرحي في مسرح بغداد للفن الحديث ,ولا نكف عن الحوار في طريق عودتنا الى مدينتنا ,فهذا الشاعر يرى ان العرض المسرحي كان يفتقد الى عدم الوضوح وضعف الاداء ,وذاك القاص يعتقد ان الفنان (س) تألق في اداء دوره مما اضفى على العرض حميمية وزاد من قدراته في ايصال ما يهدف اليه من معان نبيلة ,وآخر من الغاوين يصرح ان فرقة 14 تموز تهتم بالموضوعات الشعبية وعلينا في السفرة القادمة ان نحضر أحد عروضها وما ان تطأ اقدامنا ارض الحلة حتى يصار الى اتفاق على موعد جديد لزيارة بغداد ومشاهدة مسارحها ومعارضها التشكيلية ,ومما لا أنساه ذلك الحماس الذي ملأنا عندما بدأ عرض فيلم العصفور في سينما النصر في اوائل السبعينات وذهبنا لمشاهدته في حافلتين ممتلئتين بمحبي السينما المصرية ,هكذا كانت ايامنا الجميلة في تلك السنوات المحتشدة بالسينما والمسرح والغناء والتشكيل والشعر والنقد والرواية ,فما بالنا بعد اربعة عقود من الزمن لا نجد شاعرا يقرأ ,ولا روائيا يشاهد عرضا مسرحيا ولا تشكيليا يملأ وقته بالتذوق الموسيقي ولا قاصا يشاهد لوحات فنان كبير عرضها في احدى قاعات العرض النادرة........
هل المشكلة فينا أم في الزمن أم هناك عوامل أخرى جعلتنا بهذه الصورة ؟ صحيح ان دور السينما أغلقت وان حفلات الغناء والموسيقى تناقصت وان ......وان ....
ولكن مع كل تفاصيل الواقع الثقافي الذي نعيشه ما زالت الفعاليات الثقافية متواصلة ومع زال المبدعون العراقيون يحققون نجاحات باهرة في المحافل العربية والدولية .من وجهة نظري اجد ان المشكلة ذاتية بحتة فقد تخلينا عن القراءة وحماسة الشباب واجد ان الحل يمكن في ان يحضر الشاعر عروض المسرح والسينما والتشكيل وان يقوم القاص والروائي بالاندماج في عمق الحياة الثقافية ,وهذا ما يصح عن المسرحي والموسيقي والناقد .. فلنعد الى القراءة المنتجة ولنعيد الى حياتنا حيوية شبابها وألق حضورها وازدهار مفرداتها الجميلة ...