وقّعت الهند و العراق اتفاقية تعاون في مجال الطاقة من شأنها توسيع التنقيب عن النفط و تكريره، و كذلك العمل باتجاه تأسيس اتفاقية توريد النفط الخام لمدة عشر سنوات من العراق الى الهند . العراق حريص على تعزيز إمدادات النفط الى الهند، التي تعتبر واحدة من اك

وقّعت الهند و العراق اتفاقية تعاون في مجال الطاقة من شأنها توسيع التنقيب عن النفط و تكريره، و كذلك العمل باتجاه تأسيس اتفاقية توريد النفط الخام لمدة عشر سنوات من العراق الى الهند .
العراق حريص على تعزيز إمدادات النفط الى الهند، التي تعتبر واحدة من اكبر مستهلكي النفط، في مواجهة انكماش الطلب من الولايات المتحدة التي  تحصل على المزيد من النفط و الغاز من الصخور الزيتية لخزينها المحلي خلال السنوات الأخيرة .
الهند تريد ايضا زيادة وارداتها النفطية من العراق – اكبر الممولين لها بعد السعودية – كبديل عن تراجع الشحنات الإيرانية التقليدية بسبب العقوبات الغربية المفروضة على طهران . قال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنغ ان اتفاقية التعاون في مجال الطاقة " ستوفر إطاراً قوياً لتنويع تعاوننا في هذا القطاع و نحن نتطلع الى تقدم ملموس في المستقبل القريب ".
لم يتطرق الطرفان الى حجم النفط الإضافي الذي من المحتمل ان تستورده الهند بموجب الاتفاقية طويلة الأمد . ان استيراد الهند للنفط الخام من العراق يقدر حالياً بما يقرب من 20 مليار دولار سنوياً . في وقت سابق من هذا اليوم قال وزير التجارة الهندي أناند شارما ان البلدين سيستطلعان إمكانية وجود آلية دفع تجاري بالعملة المحلية لأنهما يسعيان الى المزيد من الشراكة في مختلف القطاعات .
وفي العام الماضي عرضت الهند آلية دفع بالروبية مع مصدر رئيسي  آخر للنفط هو ايران، الا ان العقوبات الدولية جعلت  من الصعب على شركات الشحن ضمان تأمين نقل النفط الإيراني الى الهند .
وتأتي المحادثات التجارية مع العراق بعد خلاف مع ايران بسبب احتجازها ناقلة  نفط هندية تحمل النفط الخام من العراق . من جانبها نفت ايران أية دوافع سياسية وراء ذلك  و زعمت ان الناقلة الهندية كانت ملوثة إلا ان الجانب الهندي يقول ان الناقلة كانت مطابقة للقانون .
شركات النفط الهندية – التي لا تشارك بشكل فاعل في العراق – تبدو اليوم اكثر اهتماماً باستخراج المزيد من النفط منه . من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان بلاده ستسعى الى شراكات مع الهند في المجالات الصيدلانية و الكيمياوية و الزراعية . و كجزء من المباحثات، عرض العراق ايضا على الشركات الهندية الحكومية استكشاف ثلاثة مواقع للنفط و الغاز في حقل الفرات الأوسط النفطي . كما سمح لثلاث شركات نفط هندية هي– او ان جي سي فيديش ، مصافي و بتروكيماويات مانكالور، ريلاينز الصناعية – بتقديم عروضها في مشروع نفط و غاز الناصرية .
قال احد المحللين ان الهند بحاجة الى تحقيق  توازن بين ايران و العراق من اجل احتياجاتها من الطاقة . و قال سنجاي كاول، الرئيس في جامعة دراسات البترول و الطاقة ، ان ايران تعتبر " الحل الحالي " بينما العراق يمثل "الحل المحتمل" في المستقبل .
من المحتمل ان تحتاج الهند الى وقت للتوصل الى آلية دفع بالروبية مع العراق مماثلة للآلية مع ايران ، و التي تعمل أساساً كاتفاقية مقايضة تجارية .
عن : وول ستريت جورنال