اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قوانين الأسرة... وإساءة الأب لمعاملة الأطفال !

قوانين الأسرة... وإساءة الأب لمعاملة الأطفال !

نشر في: 25 أغسطس, 2013: 10:01 م

أراد أب عراقي ، يعيش في الولايات المتحدة أن يؤدب ابنه الصبي، ففعل ولكن على الطريقة التي كان يمارسها والده معه إبان طفولته. ما كان من الابن إلاّ أن اتصل بالشرطة على الرقم الساخن المتاح لمكافحة إساءة معاملة الأطفال، فحضر فريق من الشرطة المختصة على الفو

أراد أب عراقي ، يعيش في الولايات المتحدة أن يؤدب ابنه الصبي، ففعل ولكن على الطريقة التي كان يمارسها والده معه إبان طفولته. ما كان من الابن إلاّ أن اتصل بالشرطة على الرقم الساخن المتاح لمكافحة إساءة معاملة الأطفال، فحضر فريق من الشرطة المختصة على الفور وطلبوا من الوالد أن يتوجه معهم إلى مركز الشرطة. هنالك فتحوا محضر استدلال وجعلوه يوقّع على تعهد بألاّ يعود إلى ذلك التصرف المشين مجدداً!

صار ذلك الصبي يهدد والده بالشرطة كلما توجس منه خيفة أو خشي أن يرفع يده بالعقاب الجسدي، وكان الوالد يكظم غيض قلبه في كل مرة، وأسرّ في نفسه أمراً. اختلق ذريعة ورجع بصحبة أسرته إلى بغداد ، وما إن حطت الطائرة ووضع الركاب أقدامهم على أرض المطار حتى انهال بالضرب والركل على ابنه الذي أصابته الدهشة والرعب في الوقت نفسه. أخرج هاتفه من جيبه وتوعد والده بأنه سيتصل بالشرطة، فرد عليه قائلاً : ( لك كلب ابن الكلب ... هاي بغداد مو امريكا ) ! تعودنا في العراق وبعض الدول العربية أنه ليس لأجنبي الحق في التدخل بين الوالدين وأولادهما، فلهما أن يمارسا عليهم ما يريانه مناسباً من صنوف الوصاية والتأديب والعقاب. لا يحق للجار أن يلوم جاره الذي يعتدي بالضرب على أولاده، ويتعرض رجل الشرطة الذي يتدخل بين الأب وأطفاله إلى انتقاد سائر أفراد المجتمع، تحسباً لأن يتعرض أحدهم إلى الموقف نفسه في المستقبل، فالأفضل قطع الطريق أمام أي إجراء يحتمل أن يطبق عليهم لاحقاً .
عودة على ذي بدء؛ فلقد سنت بعض الحكومات قوانين تلزم المقدمين على الزواج بإجراء فحوص مختبرية حول الأمراض المعدية والوراثية، وبأن يخضعوا لاختبارات نفسانية للتأكد من مقدرتهم على الاضطلاع بالحياة الأسرية ومتطلباتها المادية والمعنوية؛ كل ذلك تحسباً للتورط في زواج فاشل حسب معايير صحة البدن أو صحة النفس، وحرصاً على تأمين الصحة البدنية والنفسية للأولاد المرتقبين؛ مع عدم الإخلال بالقواعد الأساسية التي تعارف عليها المجتمع ويتعين أن يتحرى تطبيق مكوناتها الأبوان .
راهبة أوروبية ، أقامت وعملت في إحدى الدول العربية لعدة عقود من الزمن؛ قالت: إن أهل تلك البلاد يعتقدون أن علاج الشباب المنحرفين أو المعتوهين أو السفهاء يكمن في تزويجهم! واستطردت: إن النتيجة الحتمية زيجات فاشلة وأبناء على شاكلة آبائهم، يرثون منهم صفات الانحراف أو العته أو السفاهة؛ وذلك يفسّر كثرة الذين تظهر عليهم تلك الصفات السيئة في ذلك البلد! المحصلة النهائية، حسب رأيها؛ تضاعف عدد السفهاء والمعتوهين والمجانين والمدمنين في المجتمع .
ذلك الطرح يضع مصلحة المجتمع فوق الاعتبارات الأخرى، بينما أرى أن الأولوية يجب أن تكون لمصلحة الأولاد الأبرياء الذين يولدون لأبوين غير صالحين. ما ذنب الأطفال الذين يجدون أنفسهم في الحياة دون أن يستشيرهم أحد، بل يجدون أنفسهم تحت رحمة والد مجرم أو سفيه أو قاس، وأم مهملة أو متخلية أو جاهلة. كثير من الأطفال يتعرضون للإيذاء على يد آبائهم وأمهاتهم، ولا يقتصر الإيذاء على العقاب البدني بل يتعداه إلى التعذيب النفسي والاعتداء الجنسي .
أدعو إلى أن لا ننتظر حتى يقتل والد مجرم ولده أو يعذب ابنته، بل يجب أن يتخذ المجتمع موقفاً صارماً نحو تنظيم المؤسسة الزوجية وأن يجري تقييم المقدمين على الزواج من الناحية النفسية والبدنية والمادية والعقلية والثقافية قبل الموافقة على الزواج .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram