TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ها ؟!

ها ؟!

نشر في: 25 أغسطس, 2013: 10:01 م

المساء يرخي سدوله، والهاتف الأرضي الذي نادرا ما يقرع جرسه – بعد الاستعاضة بالإنترنيت والجوال –يرن، يرن، بلجاجة يرن.
--- أهلا...
--- مساء الخير، هل لي التحدث مع السيدة (....) ؟
--- أنا هي،، من المتكلم لطفا؟
--- صديق وزميل قديم ، ستعرفينني لاحقا بعد الموافقة والاتفاق!!
--- ها ؟ موافقة واتفاق على ماذا؟
--- نحن نفر من المخضرمين والشباب المستقلين، تداعينا لإصدار مطبوعة متميزة، وإطلاق قناة فضائية، وعهد إلي بالاتصال بك للمساهمة معنا، ما رأيك بالإشراف على صفحة التحقيقات التي برعت باختيارها في مجلة الف باء ؟
--- هل لي معرفة الاسم الكريم؟، وبالمناسبة: كيف اهتديت لرقم هاتفي الخاص؟
--- يا سيدة، هل نسيت إن رقم هاتفك وعنوانك ومقالاتك منقوشة على صفحات في الإنترنيت؟
--- هل اسمك سر الأسرار ؟
--- سأفصح لك عن اسمي وأسماء المؤسسين، ولكن ليس قبل أن تقولي نعم.
--- كيف أقول نعم لشبح.
--- أرجوك لست بشبح.. موافقة مبدئية منك، وسيزورك نفر من المؤسسين سأكون بينهم للاتفاق على التفاصيل،، ولا تنسي إن المكافأة جزلة.
تتملكني ضحكة:
--- مكافأة وجزلة؟ هذا ما يسيل له لعاب أي مفلس!!
--- ارجوك لا تهزئي، فالموضوع جاد لا يحتمل الهزل. موافقة شفهية مع وعد بالالتزام، فانا اعرف إنك لست ممن ينكث عهدا،
--- دعني افكر،،
--- لا داعي للتفكير، الهدف سامي صدقيني
--- أعطني رقم هاتفك، وسأتصل بك حالما أصل لقرار حاسم!
--- بل انا من سيتصل غدا مساء. ( يصفعني صوت إغلاق الخط : ررر.... رررررر.
طوال فترة المحادثة، كنت أضرب أخماسا بأسداس، ليس في الصوت نبرة خداع،، ها ؟ وما يدريني أن تكون المكالمة مقلبا، مشاكسة سمجة من زميل مشاكس؟ بالون اختبار؟ استدراج لفخ ؟
اللعنة، أهكذا يكون الاستدراج هينا بالتلويح بلحسة عسل؟ أهكذا تتشظى الكيانات وتتبعثر الجهود بوعود معسولة؟ أهكذا يكون الانسياق لمتطلبات العي والعشو والعمى كـ.. سمات للمرحلة المدلهمة الراهنة ؟ أهكذا تنحسر الثقة بالآخر، فيتربص الصديق بالصديق والعدو بالصديق والعدو بالعدو ؟ والمصلحة الشخصية هي القاسم المشترك الأعظم في معظم المساومات.
على ورقة تجاور الهاتف سجلت المكالمة، وكان إصرار المتحدث عل حجب اسمه ورفضه البوح برقم هاتفه مثار شك وريبة. أدير أرقاما خدمية لمعرفة رقم من اتصل، فيجيبني صوت أنثوي رقيق:
"المتصل حجب رقم هاتفه"!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram