أسرة حيدر المتخرج من كلية الطب هذا العام ، لاحقتها لعنة الإجراءات الأمنية المشددة في منطقة أبو غريب ، واضطرت اكثر من مرة الى تأجيل "المشية" لخطبة زميلته الساكنة في تلك المنطقة ، ولفشلها اكثر من مرة ، في تحقيق أمنية حيدر، طرحت امه على أسرة البنت ان تتم مراسيم الخطوبة في احد أحياء العاصمة بغداد ، في منزل احد الأقارب ، لكن المقترح قوبل بالرفض ، كونه لاينسجم مع التقاليد والأعراف السائدة ،وسط رغبة الأسرتين في تأجيل المشروع لحين تحسين الأوضاع الأمنية.
اتصالات حيدر الهاتفية مع خطيبته المنتظرة لم تسعفهما حتى الآن في إيجاد حل وسط يرضي الأسرتين ، وليس في المدى المنظور ما يوحي الى إمكانية ان تستعيد منطقة أبو غريب وضعها الطبيعي في الأيام المقبلة ، بعد ان صدرت تصريحات من مسؤولين أمنيين تفيد بان الأجهزة الأمنية عازمة على اجتثاث حواضن الإرهاب في أبو غريب وغيره من المناطق الواقعة في حزام بغداد .
رئيس الحكومة نوري المالكي في خطابه الأسبوعي الأخير ، دعا الأجهزة الأمنية الى أن تكون إجراءاتها منسجمة مع معايير حقوق الإنسان وأن لاتسبب الضرر للمواطنين ، ويجب ان تطال العمليات المطلوبين باعتماد مذكرات اعتقال صادرة من جهات قضائية.
منذ تنفيذ عملية" ثار الشهداء" على خلفية هروب السجناء من سجن أبو غريب، والحديث عن جدوى العملية لم ينقطع، وخاصة من قبل نواب القائمة العراقية الذين طالبوا بإيقافها لما رافقها من انتهاك لحقوق الإنسان ، فيما اكد المتحدث باسم عمليات بغداد العميد سعد معن ان العملية مستمرة ، وحققت نتائج إيجابية في العثور على ورش لتفخيخ العجلات، والقبض على مئات الهاربين من سجن أبو غريب .
أمنية كل العراقيين ومنهم حيدر، إنهاء مسلسل العنف بملاحقة المجاميع الإرهابية ، واعتقال المتورطين بارتكاب الجرائم ، وهذه الأمنية التي يشترك فيها الجميع ، خضعت للسجال السياسي فبعض الأطراف المشاركة في الحكومة ، تشكك في إمكانية تحسين إدارة الملف الأمني ، فيما يرى طرف آخر في استمرار الخلاف السياسي احد أسباب اضطراب الأوضاع الأمنية ، والجدل في هذا الشأن لم يستطع ان يحسمه مجلس النواب، على الرغم من إعلان جميع الكتل النيابية بان حفظ امن العراق مسؤولية وطنية، تتطلب تضافر الجهود واتخاذ موقف موحد تجاه العمليات الإرهابية .
بعد مرور اكثر من شهر على هروب السجناء ، لم تكشف الجهات الرسمية عن أسماء الهاربين ، ولا عن أسماء القتلى من المساجين الذين سلموا الى دائرة الطب العدلي ،وغياب إعلان التفاصيل جعل بعض الكتل النيابية ترى عملية "ثأر الشهداء" ممارسة انتقامية ، تستهدف مكوناً اجتماعياً معيناً من سكنة حزام بغداد ، وماتركته" ثار الشهداء" من خلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة جعلت حيدر يطلق استغاثته لتوفير غطاء أمني لإجراء" المشية" لإتمام الخطوبة .
لعنة أبو غريب
[post-views]
نشر في: 26 أغسطس, 2013: 10:01 م