TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وتكلـي افـرح؟

وتكلـي افـرح؟

نشر في: 28 أغسطس, 2013: 10:01 م

ليلة البارحة عقدت النية أن أكتب عن الشعر والثقافة الشعبيين، تلبية لطلبات الكثير من القراء. وضعت في بالي انه حين يصبح الصباح سأتحدث عن الفرح في الأغاني البغدادية مقارنة بالحزن في أغانينا الجنوبية. كان السؤل الذي أنوي الإجابة عنه: لماذا بيت البوذية في الأرياف يغنى حزينا لكنه لو غني في بغداد لا تحسه كذلك؟ اقترحت على نفسي ان يكون عنوان العمود "بغداد أم الفرح".
وكالعادة، قبل ان أباشر الكتابة، هذا الصباح، مررت على أخبار العراق ويدي على قلبي خوفا من ان أجد خبرا محزنا يجعل الكتابة عن الفرح نشازا وبطرا. وسبحان الله، جاءت الحزينة لتفرح فلم تجد لها مطرحا. أول خبر قفز أمامي "بغداد تستيقظ على أكثر من 14 تفجيرا بيوم دامٍ جديد". وفي التفاصيل جاء ان التفجيرات "ضربت مناطق الحرية، المعالف، أبو غريب، الشعلة، حي العامل، الكاظمية، بغداد الجديدة، الباب المعظم، جنوب جسر ديالى، مدينة الصدر، حي جميلة، منطقة الشعب، الحي الصناعي، وجنوب المحمودية".
أيصح، وبغداد هكذا تذبح، أن أسميها "أم الفرح"؟ وهل ظل فيها غناء بغدادي أم انه صاربكاء بغداديا. مدينة حكامها لا يحمونها من الذبح ولا يعرفون الطريق الى فواتحها ولا يواسون أهلها، أتغني أم تئن؟
عذرا يا بغداد فلقد ضيعت لمن أوجه عتابي، وبمن أتوسل ولمن ألوم، فقد مليييييييييييييييييت.ولكم والله ما يحس .. وشسويييييييييله الميرضه يحس؟  
أعتذر لأني نويت ان أفرحكم اليوم لكني لم أستطع. شفيعي لديكم اني لا يمكن ان اكون مثل "جاركم" الذي يصبّحه المقربون والمقربات بالخبر، وبغداد يصبّحها الإرهاب بالسواد والدم ورائحة الموت كل يوم، وكأنه لا يسمع ولا يرى.
أما بغداد، فلم أعد أتخيلها  بعد اليوم تغني، بل أخال صوت نواعي فدعة الشاعرة، يمشي في درابينها:
يا علتي من كبر نفرر
تشچي الزغر وتريد تكبر
لونها بصخر ماع وتفسر
ولونها بشجر ما چان خضَّر
ولونها بسبع جار وتشمر
ولونها بحر ماج وتطشّر
...
ومن هناك يئن معها شاعر الحزن والموت صاحب الضويري:
عسه لا جدّمت يا مركب الموت    
       ولا روح النودهم ركّبتها
اشبدينه اعله المنايا وسامع الصوت    
 لون بيد الزلم چا فرهدتها
 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. وجيه الفريجي

    با (دون كيشوت) العصرمتى تستفيق من اواهم انتصاراتك المزعومه وانت تقاتل طواحبن الهواء في هولندا متى تتخلى عن سريرك الهولندي وتلتحف شارعناالعراقي الملتهب ,انت واحد منهم هولاء الذين يتزعمون الان ,عندماكانوا في اوربا بلتحفون الاسرة الناعمه موقع نضالهم العتيد ك

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram