TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الفرق بين كاميرون والمالكي

الفرق بين كاميرون والمالكي

نشر في: 30 أغسطس, 2013: 10:01 م

يتمتع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأغلبية مريحة في مجلس العموم مكّنته من تشكيل حكومته في مايس 2010 والاستمرار فيها حتى الآن، لكنه مع ذلك لم يحقق الأغلبية عند التصويت منذ يومين على مشروع قرار مقدّم من الحكومة للمشاركة في ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري رداً على استخدامه السلاح الكيمياوي ضد شعبه وردعاً له.
شكّل كاميرون، وهو زعيم حزب المحافظين، حكومته بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الاحرار. ولم تواجه الحكومة أية مشاكل تؤثر في وحدتها، وليس من المقدّر أن تؤثر نتائج التصويت الأخير على مشروع القرار المرفوض على هذه الوحدة، فالنواب الذين صوتوا ضد رغبة كاميرون بالمشاركة في ضرب دمشق لم يكونوا من حزب العمال المعارض وحده وإنما أيضاً من الحزبين الشريكين في الحكومة.
لم يحمرّ وجه كاميرون أو يزرقّ أو يصفرّ عند إعلان نتيجة التصويت المخيبة لآماله، كما كان سيحدث لو ان تصويتا كهذا أو كغيره جرى في برلماننا. كاميرون قدّم مطالعة حفلت بالحجج القوية التي تبرر التدخل العسكري لجر اذن الرئيس السوري حتى لا يمضي بعيداً في استهتاره بأرواح ودماء ابناء شعبه. لكن كان هناك من لم يقتنعوا بحجج كاميرون أو لم يروا انها تبرّر تماماً تدخلاً عسكرياً بريطانياً، من منطلق ان هجمات الكيمياوي في سوريا لم تتسبب في وفاة أو إصابة مواطنين بريطانيين.
لم يغضب كاميرون للنتيجة ولم يتخذ قراراً بمقاطعة البرلمان، فبهدوء قال "اتضح لي أن البرلمان البريطاني الذي يمثل آراء الشعب البريطاني، لا يريد تدخلاً عسكرياً بريطانياً. لقد أخذت علماً بهذا الأمر والحكومة ستتصرف بناء عليه"، وأضاف "أؤمن بشدة بوجوب أن يكون هناك رد قوي على استخدام أسلحة كيمياوية، ولكني أؤمن أيضاً باحترام إرادة مجلس العموم".
هنا ، في بلادنا، تغرق الشوارع والساحات والأسواق والأحياء السكنية يومياً في بحيرات من الدماء.. تُزهق أرواح العشرات ويُصاب المئات يومياً أيضاً، فيما رئيس الحكومة الذي يتولى أيضاً قيادة القوات المسلحة واجهزة الأمن، يرفض المثول أمام البرلمان الذي وضعه في هذه المناصب، ويُلزم وزراءه المعنيين وجنرالات الجيش والداخلية بعدم الحضور بطلب من البرلمان لتقديم الحقائق عما يجري على الصعيد الأمني.
في بريطانيا لا تستطيع الحكومة ورئيسها أن يتجاوزا البرلمان في أي قرار يتعلق بالأمن والدفاع. أما لدينا فان البرلمان، بجلالة قدره، لا يمكنه الحصول على معلومة مفيدة من الحكومة ورئيسها حتى لو تعلق الأمر بأمن المواطن.
كيف ولماذا؟
الجواب بسيط للغاية: هناك، في بريطانيا ومثيلاتها، يحكم الديمقراطيون. اما هنا فيتحكم غير الديمقراطيين بالديمقراطية، مبادئ وتطبيقات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram