دعوة النائب حسن العلوي الأخيرة، التي وجهها للشيعة لينقذوا أنفسهم مما يتعرضون له من إبادة جماعية منظمة، تستحق الكثير من التأمل. أعادتني دعوته لكتاب "الشيعة والحاكمون" للمفكر الشيعي اللبناني محمد جواد مغنية، صاحب المواقف الفكرية الشجاعة، وأهمهما شهادته التاريخية التي أنصف بها الكاتب صادق جلال العظم يوم قدم للمحكمة بسبب إصداره كتابه الشهير "نقد الفكر الديني".
استعرض مغنية ما تعرض له الشيعة من مذابح وقهر واضطهاد وانتهاك لحقوقهم الإنسانية عبر تاريخ طويل مليء بالدم والسجون وضرب السياط. ورغم اني قرأت كتابه من زمن بعيد، وليس موجوداً تحت يدي الآن، إلا اني ما زلت أتذكر منه شيئين وأتمنى ان لا تخطئ ذاكرتي. الأول انه نسب الى الإمام علي قوله ان وطن الإنسان ليس مسقط رأسه، بل الأرض التي تكرمه وتُعزَّه. والثاني هو ان الشيعة تشترط في الحاكم أن يكون صاحب كفاءة ونزاهة. ما فهمته من الثاني ان الحاكمين الذي ظلموا الشيعة لم يكونوا ذوي كفاءة او انهم مفسدون.
اليوم في العراق، كما قال العلوي، وكما يقول الواقع أيضا، "ان الدولة العراقية أحزاب وحركات شيعية" أي ان الشيعة هم الحاكمون. ومع هذا تركوا الشيعة في منطقة "حمراء" يعبث برقابهم القتلة والإرهابيون، أما هم فقد حصّنوا أنفسهم في قلعة "خضراء" لا يمكن لطائر أن يمر فوقها.
ان النموذج الشيعي الحاكم في عراق اليوم يمكن ان تصفه بكل الصفات إلا الكفاءة والنزاهة. والعلوي قد اختصر رأيه وكذلك رأينا، نحن الذين لم نترك مناسبة في هذه الصحيفة إلا ونبهنا عليه لعل بسطاء الشيعة ينتبهون، هو:
"ان الإسلاميين الشيعة تتمتع نساؤهم بالملايين المهربة وبالصفقات القائمة على قدم وساق في بلدان أجنبية ما بين كندا وماليزيا .. في الوقت الذي يُقتل يوميا بائع الخضرة والكاسب والعامل ومعظمهم من شيعة العرب الفقراء".
الجديد عند العلوي هو الدعوة الى تشكيل محاكم شعبية للقصاص من المسؤولين الكبار لتقصيرهم في حماية الشيعة من"الإبادة الجماعية" التي يتعرضون لها. انها دعوة لا أشك بنوايا صاحبها بفعل ما اقرأه له منذ زمن بعيد وكذلك بسبب عشرتي الطويلة معه. لكني لا يحدوني أمل واحد بانها ستجد صدى عند الذين دعاهم، لأن الحاكم الشيعي اليوم قد نجح نجاحاً "باهراً" في اللعب على وتر الطائفية لتخويف بسطاء الشيعة ليظنوا انه منقذهم الأوحد رغم انه لم ينقذ غير نفسه وعياله ومقربيه.
كيف نأمل بان تحاكم أمة مسؤولاً وفيها كثيرون يرون في انتقاده، على عدم كفاءته في مجابهة الإرهاب، دعماً للإرهاب؟ يا صديقي العلوي لا نريدهم ان يحاكموه بل، فقط، ان لا ينتخبوه قبل ان يحولهم الإرهابيون الى أمة مبادة تنعق في أطلالها الغربان وتنحب فيها الأرامل والثكالى.
الشيعة الحاكمون
[post-views]
نشر في: 30 أغسطس, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
سحر
استاذ هاشم الشعب كله يباد وليس الشيعة فقط انا لا اريد ان اكون طائفيةلكن اقولها دائما ان ظلم صدام مسنا جميعا بكل الصور ولم يقتصر على الشيعة فهو لم يراف باخوان المسلمين مع عدم اتفاقي معهم لانهم سنةوكذلك الشيوعيون ايضا لم يفرق بين شيعي وسني اما الان فالس