TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سد الذرائع.. ممنوع

سد الذرائع.. ممنوع

نشر في: 1 سبتمبر, 2013: 10:01 م

لازمة تحديث الترسانة العسكرية الأميريكية –خصوصا – وتصريف القديم منها غدت ضرورة فرض وواجب، ولم تعد سرا يحاول حجبه سدنة القرارات الكبرى في دهاليز السياسة الأميركية، ومسارات الأفلاك السائرة في مداراتها.
كل عشر سنوات – أقل قليلا، اكثر قليلا، والشواهد كثيرة ومرصودة – لا بد من تسخين البؤر الباردة، وتأجيج جذوة اتقاد البؤر الساخنة لتحقيق هذا المطلب الحيوي المصيري.
 كيف يمكن التخلص من ترسانة سلاح ضخمة استنفدت جهودا وكلفت ثروات، ويستدعي خزنها والحفاظ عليها ميزانية هائلة؟
* بتصريفها: ببيعها بأعلى الأسعار، لدول وحكومات لا تملك ولا تجرؤ أن تقول لا. بعقود رضى ظاهريا، وهي عقود إذعان مقنع.
* بتجريبها ميدانيا، بافتعال حرب هنا، وحرب هناك، لتوطيد هيمنة، او تطلعا لموطئ قدم في هذي البقعة او تلك.
استعملت الأسلحة، خفيفة وثقيلة في معظم دول ما سمي (الربيع العربي) وفقا للسياقات أعلاه، او ما يماثلها.
من يتمعن في الصور التي تبثها وسائل الإعلام الغربية على مدار الساعة. سيما البوارج الحربية القابعة في المتوسط قريبا من قبرص. والإعلان عن جاهزيتها لضرب دمشق في غضون ساعات قلائل، يقشعر بدنه وترتعد فرائصه هلعاً.. البارجة بحجم مدينة عائمة، تبدو السفينة القريبة منها بحجم عقلة الإصبع! بارجة تحمل عشرات الطائرات الحربية، والمدمرات الحاملة لصواريخ كروز، والدبابات المجهزة بقاذفات متطورة تكفي لاقتلاع، لا عمارات وحصون ومنائر وحيوات من الأساس، بل لاقتلاع نظم حكم أيضا!
أكل هذا التحشيد العسكري، ليس لإسقاط الأسد – كما قيل – بل لإضعاف قدرته على استعمال الكيماوي ضد مواطنيه؟!
هل ننتظر عشر سنوات أخرى لنعرف إن حكاية الكيماوي السوري تحمل نصف الحقيقة، أما الحقائق الدامغة فلا يعرف كنهها إلا الراسخون في العلم، تماما كما تسرب لنا من مبررات لتهديم العراق وتفتيته، بحجة امتلاكه لأسلحة دمار شامل يهدد البشرية أجمع، بالفناء المحقق.
لنعترف، إننا أسرى الإعلام العالمي، ننساق أو نساق نحوه بوعي وبدون وعي، حقيقيا كان او مفبركا.
السؤال الوجيه الذي يتبادر لأذهان الحكماء: لو أرادت دولة، مبتلاة كسورية الآن، او العراق سابقا، أن تمنع خرابا محققا سيحيق بالوطن واهله، وقدمت تنازلات – ولو مهينة– وأبدت فروض طاعة مقابل الحفاظ على الوطن من الخراب، لجاء الجواب باتا جاهزا: لا. لا فائدة، لقد اتخذ القرار مسبقا، ولا سبيل للتراجع، ولا مجال أبدا لمحاولات سد الذرائع!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram