بعد أن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تفويضاً من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية "تأديبية" ضد سوريا لاستخدامها السلاح الكيماوي، أصبح واضحا أن تلك الضربة لن تكون قريبة كما أجمع أكثـر المراقبين، وما من شك أن في تأخير تلك الضربة المتوقعة مكاسب لدمش
بعد أن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما تفويضاً من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية "تأديبية" ضد سوريا لاستخدامها السلاح الكيماوي، أصبح واضحا أن تلك الضربة لن تكون قريبة كما أجمع أكثـر المراقبين، وما من شك أن في تأخير تلك الضربة المتوقعة مكاسب لدمشق وللمعارضة.
ستجني المعارضة السورية، وفقاً لخبراء ومحللين، من تأجيل الضربة العسكرية إجبار القوات السورية على توسيع تحركاتها لتعزيز قبضتها على مواقع المعارضين باعتبار البلاد تواجه عدوانا خارجيا، وبالتالي إنهاك هذه القوات.
كما سيسفر ذلك عن إنهاك قدرات الجيش السوري عسكريا لاضطراره لتوقع الضربة في أي وقت، وبالتالي يستنزف في تحريك قدراته العسكرية والحساسة طوال الوقت كي يفوت على معلومات الاستطلاع دقة الإصابة.الضبابية في موعد الضربة سيربك قدرة دمشق وحلفائها على الرد باستهداف إسرائيل أو أي من دول الجوار.
كما أن الوقت الذي يسبق الضربة المحتملة قد يشهد مزيدا من الضغط الشعبي الداخلي على حكومة دمشق نتيجة تخوف الناس واضطرارهم للنزوح وزيادة العبء الاقتصادي على الحكومة لمواجهة الشلل العام مع توقع طويل للضربة.
إن التحركات العسكرية المحيطة بسوريا سواء عبر البحر (القطع العسكرية الموجودة شرقي المتوسط) أو البر قد تؤدي إلى اضطراب خطوط إمداد القوات النظامية التي تواجه المعارضة المسلحة في أنحاء متفرقة من شمال الشرق وشمال الغرب والجنوب.ويرى خبراء أن انتظار الضربة ربما يربك القيادات العسكرية السورية بما يوفر فرصة أفضل لمقاتلي المعارضة لاستعادة بعض المناطق التي خسروها لصالح القوات الحكومية. ووفقا لمراقبين فإن انتظار الضربة سيعطل دور القوات المساندة لنظام الأسد (حزب الله والحرس الثوري الإيراني والعناصر العراقية) لأنها ستتفادى الوجود في أي مكان يتوقع أن يتعرض للقصف.
الولايات المتحدة قد تستفيد بدورها من تأخير الضربة في كشف مواقع النظام الحساسة وهي تلك التي ستشهد تحركات وقائية يمكن رصدها بالأقمار الصناعية.
وقد تعول الولايات المتحدة أيضا على إتاحة زمن لمن يريد من كبار ضباط الجيش السوري بالانشقاق ما قد يسهم في تحقيق الحسم بصورة أسرع.
مكاسب الحكومة السورية
من جهة أخرى، قد تجد الحكومة السورية وجيشها في تأخير الضربة فرصة لتعزيز قدراتها ودفاعاتها لمواجهتها وبالتالي التقليل من أثرها وخاصة لو كانت محدودة.
كما أن التحركات التي ستخوضها القوات النظامية لتعزيز وجودها ميدانيا قد تضر أكثر بقوى المعارضة، حتى في الأماكن التي عززت سيطرتها عليها.
التعبئة الشعبية والإعلامية لمواجهة العدوان الأجنبي قد تزيد من التأييد الشعبي للنظام وتأتي بنتائج عكسية للضربة المحتملة.
وحسب محللين، قد يكون التأخير فرصة لزيادة الدعم العسكري الإيراني (وربما الروسي) لدمشق بما يجعل أثر الضربة غير فعال فيما بعدها من حيث تحييد قدرة النظام العسكرية.
الوقت الذي ستكسبه حكومة دمشق أيضا قد يكون فرصة للتحضير لضربات انتقامية في الداخل والخارج تتزامن مع الضربات العسكرية لتأليب الرأي العام لصالحه.