تقف أندية النخبة اليوم الأربعاء أمام محطة فاصلة من عمر منافساتها في مسابقة ضربت رقماً قياسياً بين جميع مسابقات كرة القدم في القارات الخمس بعد أن امتدت على مدى 11 شهراً بين عامي 2012 و2013 نتيجة الظروف الخاصة التي يمرّ به البلد وهو التبرير الوحيد الذي يتعكز عليه اتحاد الكرة كلما واجه انتقادات قاسية من الأندية الرياضية صاحبة الهيئة العامة المسؤولة عن لوائح وضوابط المسابقة منذ إعلان الموافقة على تسييرها وفق نظامها الحالي.
وبخلاف الحالات الغريبة التي مرّت أثناء تعاقب ادوار التنافس الطويل والمرهق وما أفرزه من مشكلات وصلت حد القتل بعد تعرض مدرب فريق كربلاء إلى ضربة في الرأس من أفراد في الأمن غير مكلفين بحماية مباراة كربلاء وضيفه القوة الجوية (يمثلون أمام محكمة جنايات كربلاء يوم 18 الحالي لإعلان القرار النهائي بحق جرمهم) والتهديدات التي تلقاها بعض المدربين وآخرهم المدرب أكرم احمد سلمان، وعملية الإقصاءات غير المبررة غالباً والمرتبطة بمزاج إدارات الأندية، بخلاف كل ذلك فإن المعضلة الأبرز التي أخذ بعض رؤساء الأندية من المتضررين بقرار هبوط 4 أندية إلى الدرجة الممتازة يستعطفون اتحاد الكرة لإلغاء القرار أو تقليص العدد الى اثنين فقط يمكن أن نعدها الاختبار الحقيقي لجدية اتحاد الكرة في فرض كلمته وتطبيق الحزم أزاء بند واضح لا يقبل اللبس بنزول 4 أندية (المتذيلة لجدول النخبة) هذا الموسم تطبيقاً لعدالة المنافسة!
كيف ارتضى رئيس نادي الطلبة علاء كاظم وزميله رئيس نادي الكهرباء علي الأسدي أن يظهرا أمام شاشة التلفاز أول من أمس الاثنين وهما خائرا القوى ويصطنعا (الثبات) أمام الكاميرا بينما قلباهما يخفقان بهلع من دفع ثمن فضيحة النزول إلى دوري المظاليم باعتراف الاسدي إن (جلطته تأجلت الى لقاء الحسم) عافاه الله وأبعد عن جميع الرياضيين الانعكاسات الصحية الناجمة عن هزائم يوم المصير؟!
إن الحديث المتأخر عن خطأ سياسة اتحاد الكرة في اعتماد هبوط 4 أندية بدلاً من 2 حديث غير مجدٍ أصلاً ، وكان حرياً بالأندية المهددة بالهبوط أن تتنافس بجدية وتضاعف جهودها من أجل عدم الوصول إلى الشعور بالحرج أمام الوزارات والمؤسسات الرسمية المسؤولة عن دعمها في إقرار مصيرها مثلما تعرضت أندية الصناعة والسليمانية وكركوك وربما الطلبة أو الكهرباء إلى خيبة أمل كبيرة لا يعوضها الشعور بالندم لما أصاب فرقها وهن وتراجع في المستوى والنتائج.
ويمكن القول إن دوري هذا الموسم أحد أقوى بطولات الكرة في العراق منذ عام 1973 حتى الآن بالرغم من طول فترته ، ويكفي ان الدور الأخير لم يكشف عن حامل اللقب الأغلى قبل انطلاقه ، وارتفاع وتائر الصراع بين المدربين الشباب والخبرة، وبزوغ مواهب شابة في أندية مختلفة سيكون لهم شأن باهر لو تم العناية بهم من قبل اتحاد الكرة المطالب بتقييم شامل لجميع الأندية وتأشير الأسماء المستحقة للدفاع عن أسود الرافدين في مشوار التصفيات المرتقب ، وهي فرصة ثمينة للمدرب الصربي بترو لدعوة 25 لاعباً بارزاً من لاعبي النخبة لجميع المراكز من غير المدعوين سابقاً للمنتخب الوطني لإختيار من يرى أهليته لتمثيل المنتخب في تصفيات أمم آسيا 2015 التي بلغنا جولتها الثالثة بلقاء مهم أمام السعودية في 15 تشرين الأول المقبل الذي لابد أن نظفر بنقاطه الثلاث لضمان مواصلة الرحلة بأمانٍ وتفاؤل.
ما نأمله ان يسهم جميع المعنيين في دوري الكرة (اتحاد وأندية وحكام وإعلام) في إقامة ملتقى تشاوري تعرض فيه جميع المشكلات التي شهدها الموسم الحالي بهدوء ، تتخلله انتقادات موضوعية لا تهجمية لمكامن التقصير وأسبابه مع عرض مقترحات موجزة تخدم لجنة المسابقات في اتحاد الكرة على تضمين قسم منها في مسودة نظام الدوري للموسم 2013-2014 ، وتستخلص من الملتقى توصيات مشروعة ينبغي أن تحفظ مصلحة الجميع بهدف تطوير المسابقة من جميع الجوانب ، وإعلاء سمعة الكرة العراقية التي يُمثل دوريها سفيراً مهماً في عالم المفاضلة بينها وبين أقرانها عربياً وقارياً إيذاناً بتفعيل أُسس الاحتراف في المستقبل القريب.
جلطة النخبة !
[post-views]
نشر في: 3 سبتمبر, 2013: 10:01 م