في عموده الأخير في صحيفة الأوبزرفر، يرحب الناقد السينمائي بإعادة اطلاق فيلمين من الأفلام الكلاسيكية المؤثرة من أواخر الخمسينات . في ايام الأداء السينمائي المتواصل كنا نهمس قائلين " ما يذهب يمكن ان يعود" او نقول " هذا هو المكان الذي دخلنا منه "
في عموده الأخير في صحيفة الأوبزرفر، يرحب الناقد السينمائي بإعادة اطلاق فيلمين من الأفلام الكلاسيكية المؤثرة من أواخر الخمسينات . في ايام الأداء السينمائي المتواصل كنا نهمس قائلين " ما يذهب يمكن ان يعود" او نقول " هذا هو المكان الذي دخلنا منه " قبل ان نتوجه للخروج عندما نصل النقطة التي دخلنا منها الى السينما .
تجري اعادة اطلاق فيلمين من الأفلام الكلاسيكية هما " مرحبا ايها الحزن ( 1958 ) " و " شمس مفعمة او كما يطلق عليه الظهيرة الأرجوانية ( 1959 ) " من فترة نهاية الخمسينات . كلاهما يبدوان بطبعات جديدة جميلة تنصف شمس البحر المتوسط التي تملي مزاجهما بالأثارة الجنسية الخطيرة ، و كلاهما يرتبط بشكل وثيق مع ما يعرف شعبيا بالموجة الفرنسية الجديدة. في الفيلم الأول أداء ناطق بالإنكليزية لممثلين فرنسيين، و في الثاني أداء باللغة الفرنسية لممثلين أميركان .
يتمحور فيلم " مرحبا ايها الحزن " - المأخوذ عن رواية من عام 1954 لفرانسوا ساغان البالغ حينها 18 عاما – حول سيسيل ( تلعب دورها جين سيبيرغ التي سرعان ما أصبحت رمز الموجة الجديدة ). فتاة جامحة مدللة في السابعة عشرة من العمر، في علاقة شبه محرمة مع أبيها الأرمل الغني الذي يحب المغازلة ( ديفيد نيفين ) ، تخطط لمنعه من الزواج من خطيبته متوسطة العمر ذات العقل الراجح ( ديبورا كير ) . المصور السينمائي هو جورجز بيرينال الشهير بأفلام " الرياش الأربعة " و " الوثن الساقط " . تتابعات الوسط الاجتماعي الوجودي في باريس كانت بلون واحد؛ اما ذكريات الصيف الماضي على الريفيرا المليئة بازهار اللوتس فانها بالوان زاهية متوهجة . اطلق عليه ايريك رومر، في (دفاتر السينما) ، " أجمل فيلم اطلق بالسينما سكوب ". كما أشاد رانسوا تروفو ، مثل كل النقاد الذين اعجبوا بعدالة توزيع العواطف ، بالفيلم و بتأليفه و إخراجه ، حتى انه ذهب بعيدا الى ان ساغان ربما سما بالقصة و بالعلاقات المركزية على فيلم بريمنغر " الوجه الملائكي ". كما هي الحال مع افلام بريمنغر و هيتشكوك في ذلك الزمن ، فقد صمم سول باس بشكل رائع العناوين و مجموعة صور بيكاسو التي تدور حول توقعات الأميركان من الطبقة الوسطى لفرنسا ما بعد الحرب . اختارت جين لوك غودار " مرحبا ايها الحزن " كأحد أفضل الأفلام لعام 1958 ، و فيما بعد في 1962 قالت في احتفالية الطبعة الجديدة للدفاتر" ان الشخصية التي لعبت دورها جين سيبيرغ في فيلم " انقطاع النفس " كانت استمرارا لدورها في فيلم " مرحبا ايها الحزن " .
كان فيلم " شمس مفعمة " آخر أعظم أفلام رينيه كليمنت صانع الأفلام المرموق الذي كان نقاد الدفاتر يسخرون من اعماله في اواخر الخمسينات – بينهم ترافور – على انها سينما موجهة للآباء . مخرج عظيم، كاد مستقبله الفني ان ينهار في الستينات برغم ازدهار افلام الرعب التي أخرجها لفترة قليلة .
" شمس مفعمة " نموذج مبكر لما كان يدعى بافلام اللون الأسود . فيلم رعب نفسي غير أخلاقي، جعل الممثل الآن ديلون – 24 عاما – نجما من خلال دور الشاب الجذاب المختل عقليا توم ريبلي . القصة مأخوذة عن رواية باتريشيا هيغسميث " السيد ريبلي الموهوب " ؛ بشكل مفاجئ يقتل معذبه الثري المنغمس بالملذات فيليب غرينليف ( موريس رونيه ) و يستولي على هويته و بالتالي يتقمص شخصيته . المصور السينمائي المبدع هنري ديكيه صور فيلمين للويس مول قبل ان يتعاون مع تروفو في فيلمه الأول " اربعمائة ضربة ". هذا يربط فيلم" شمس مفعمة " بالموجة الجديدة .
هذا الفيلم هو تحفة جعلت من النجم الجميل المتناقض جنسيا الآن ديلون شخصية رومانسية مندفعة مطلوبة في افلام فيسكونتي و انطونيوني و ميلفيل . نشاطاته الدعائية الكثيرة فرنسيا و عالميا أضافت حافة خطيرة الى سمعته السينمائية .
قاد فيلم " شمس مفعمة " الى سلسلة من الأفلام في انحاء اوربا عن توم ريبلي مثل دينيس هوبر في فيلم ويم ويندرز " الصديق الأميركي " ؛ مات ديمون في فيلم انتوني منغيللا " السيد ريبلي الموهوب "؛ جون مالكوفيتش في فيلم ليليانا كافاني " لعبة ريبلي "، لكن يبقى الآن ديلون هو ريبلي الذي يأتي أولا على البال .