في بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة ، أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، كانت تستخدم مفردة صولة باستمرار في صد هجوم أو تعرض تصدى له الصناديد من "أبنائكم الشجعان " في قاطع البصرة أو العمارة ، وعلى إيقاع صوت المذيع عبر شاشة التلفزيون الرسمي أثناء قراءة البيان بحماسة ترتفع نبضات قلوب الأبناء والأمهات ،وهناك من تراوده الهواجس والمخاوف ، من عواقب الأمور ، ولاسيما ان كبار السن في سنوات الحرب، كانت تنتابهم قشعريرة حين يسمعون رنين جرس الهاتف الأرضي ،فالمتصل في ساعة متأخرة من الليل في كثير من الأحيان لا ينقل أخبارا سارة ، وليس من المستبعد في الصباح أن تقف سيارة أمام المنزل ، تحمل تابوتا مغطى بالعلم العراقي.
انطباعات معظم العراقيين عن الصولات على اختلاف مسمياتها سابقا ولاحقا ، ليست حسنة ،فهي بالنسبة لهم نذير شؤم ، وحصد أرواح بريئة ، وإجبار الكثيرين على الانضمام إلى الجيش الشعبي لنيل " شرف المشاركة" في القتال على الجبهة الشرقية لخوض المعركة المصيرية ، وفي كثير من الأحيان، تكون الصولات مفتاحا لتنفيذ حملة اعتقالات، وملاحقة معارضين للسلطة بمزاعم الحفاظ على الأمن القومي وإحباط المخططات التآمرية .
عادة ما تكون الشعارات الصادرة من جهات رسمية ، أو الحزب المتنفذ في السلطة خطوة تمهيدية ، لتهيئة الأجواء الملائمة لتنفيذ الصولات ، وبعد نكبة الخامس من حزيران، رفع شعار "كل شيء من أجل المعركة" ، وعندما استفسر أحدهم عن معنى الشعار ودلالاته ،والدور الشعبي في تحقيقه جاء الجواب " الاستعداد للكونة " بمعنى آخر تحشيد كل الجهود لخوض حرب ضد إسرائيل، وبمرور الزمن وخاصة في الساحة العراقية أخذ شعار الصولات طابعا محليا ، وكان آخرها ملاحقة الخارجين على القانون من عناصر الميليشيات ، والجماعات المسلحة ، لغرض فرض دولة القانون بكل الوسائل المتاحة ، وكلفت قوات" سوات" وغيرها بهذا الواجب ، فأثارت "الصولة السواتية" وممارسات عناصرها ، اعتراض قوى مشاركة في الحكومة ، لانتهاكها حقوق الإنسان واعتقال أبرياء من دون صدور مذكرات قبض قضائية ، وبغض النظر عن احتمالات وجود دوافع سياسية أو طائفية تقف وراء الاعتراض، شهد التاريخ العراقي للمرة الأولى رفضا شعبيا لصولة السلطة ، لأن سجل" سوات" بنظر الناشطين المدنيين ، أعاد إلى الأذهان الممارسات القمعية السابقة لأنها لا تنسجم مع الدور المفترض للمؤسسة الأمنية في "العراق الجديد ".
من المؤكد أن إنجازات الأجهزة الأمنية في القبض على المطلوبين المتورطين في ارتكاب جرائم ، وملاحقة الجماعات التي تهدد امن المدنيين ، تحظى بدعم وتأييد شعبي ، وأية صولة في هذا الإطار ستعزز ثقة العراقيين بقواتهم المسلحة، أما إذا كانت الصولات تستهدف البرلماني السابق عبد فيصل السهلاني وغيره ، فإنها ستثير القلق والمخاوف من" صولة سواتية" مرتقبة ، لا يعلم أحد هل تطول الإرهابيين أو المطالبين ببناء عراق جديد؟ والإجابة على السؤال ربما ستكون في سنة ظهور مذنّب هالي.
صولة "سواتية "
[post-views]
نشر في: 4 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 1
الناصري
نحن بحاجه إالى ثوره أعلاميه ضد الفاسدين والفاشلين أظهروا على الفضائيات وتكلمو بهذا الكلام لأسقاط الفاسدين والفاشلين