بشيوع استخدام العدسات اللاصقة للرجال والنساء على حد سواء، وبغض النظر عن النوايا الشخصية من استخدامها وخاصة من قبل الجنس الناعم ، تخلص من يعاني ضعف البصر من الرجال،من ارتداء نظارة بعدسات تعرف شعبيا باسم"جعب استكان" ،بفضل التكنولوجيا الحديثة المستوردة من الخارج ، ومن مناشىء معروفة بسمعتها الطيبة في مجال توفير افضل الخدمات للمصابين بقصر او بُعد النظر ، وغيرها من العلل ،فحققت العدسات اللاصقة انجازا تاريخيا كبيرا عندما جعلت عدسات "جعب الاستكان الثقيلة". تنقرض ، وينحسر استخدامها الا من قبل فئة قليلة من كبار السن لمتابعة اخبار المنطقة العربية الساخنة على الدوام من خلال مشاهدة فضائيات عراقية تنظر الى الاحداث بعدسات "جعب الاستكان" .
في العراق توجد اكثر من عشر محطات فضائية مدعومة من دولة جارة ، وبالامكان التاكد من هذا الامر اي الدعم والتمويل بمتابعتها لمدة ساعة لا اكثر فيكتشف المشاهد الجهة الداعمة بوضوح ، والخطاب الاعلامي الموجه وسيخرج المتابع بنتيجة ان شاشات تلك الفضائيات وضعت "جعب الاستكان" لرؤية الاحداث بمنظار مموِّليها ، وخاصة في ما يتعلق بالتظاهرات الشعبية الاحتجاجية المطالبة بالاصلاح ، وملاحقة المفسدين من المسؤولين ، واتباعهم ، وبجهود محلليها السياسيين ، حملت كتل نيابية مسؤولية عرقلة تحسين الاداء الحكومي لرفضها عن قصد تمرير مشروع قانون البنى التحتية ، اما مسألة الاعتداء على المتظاهرين، فهو من وجهة نظرها مجرد احتكاك من قبل شباب مندفعين مع عناصر "حفظ الامن ". وبثت تصريحات لمسؤولين محليين تنفي وبشكل قاطع اعتقال متظاهر او ضربه بتواثي مكافحة الشغب!
قبل تشكيل الحكومة الحالية ، وعندما كانت معظم القوى والاحزاب والتيارات الشيعية ترفض ترشح المالكي لمنصب رئيس الوزراء، سخرت فضائيات جعب الاستكان جهودها للترويج لمرشح قادر على احباط مخططات الشيطان الاكبر ، وباعلان تشكيل التحالف الوطني الحالي، وحصول تراجع في مواقف تلك القوى تجاه المالكي ، حدث" الجقلبان" ، وتحركت عجلة الفضائيات لتعيد ترتيب التوجهات بخطاب جديد، لتقنع الرأي العام بان الدفاع عن الحكومة مسؤولية وطنية، تتطلب تضافر جميع الجهود لإنقاذ الامة من الانحدار نحو منزلق خطير، يصب في صالح الصهيونية والشياطين الكبار.
الإصرار على استخدام "جعب الاستكان" جعل تلك الفضائيات تطرح تساؤلات انطلاقا من شعارها " الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" عن الجهات الداعمة ، لتظاهرات العراقيين في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي ، فيما تتناول التظاهرات في البحرين بوصفها خطوة لفرض الارادة الشعبية على نظام المنامة ، للخلاص من الحكام المستبدين، لينضموا الى منتدى المخلوعين والمعزولين من الرؤساء العرب ، وهذا الموقف اي الوقوف مع الارادة الشعبية لا يقبل "الجقلبان " باية صورة كانت سواء بتوجيه من دولة التمويل او لحسابات سياسية آنية ، و"حالة الجقلبان " منهج ثابت سائد في الخطاب الاعلامي لمؤسسات لا تستطيع ان تخالف الجهة الممولة ، في منع المذيعات من مخاطبة المشاهدين بابتسامة بريئة ، وحظر استخدام العدسات اللاصقة الملونة، ويا بو عيون السود حبك بكلبي موجود .
شاشات "جعب استكان"
[post-views]
نشر في: 6 سبتمبر, 2013: 10:01 م