تابعت قبل أيام مناظرة تلفزيونية بين الناشطة الإنسانية وفاء سلطان، المواطنة الأمريكية من أصل سوري، والداعية الإسلامي الشيخ عمر البكري. المناظرة كانت تبحث عن جواب لسؤال محدد: هل لغير المسلمين حقوق في الشريعة الإسلامية. لم تمر سوى عشر دقائق ليعلن الشيخ البكري ان لا حقوق إنسانية لغير المسلم حسب فهمه للشريعة. شكرته الناشطة من أعماق قلبها لأن الرجل أعلن بان عرض ودم ومال غير المسلم حلال على الشيخ ما لم يصبح مثله أو أن يدفع له الجزية.
شعرت بالشكر ذاته، وربما بامتنان أشد، نحو النائب الإسلامي علي الشلاه، المواطن السويسري من اصل حلاّوي. لقد اعترف الشلاه في تصريح لوكالة "أين: "ان مجلس النواب، بالجانب التشريعي، ليس هو المعني بالوضع الأمني، وإنما وزارتا الدفاع والداخلية والمؤسسات الأمنية الأخرى". وأضاف أيضا "نحن نريد من مجلس النواب ان يعود لدوره التشريعي".
أشكره لأنه اعترف ان الوضع الأمني، الذي لا عاقل ينكر بأنه الأردأ والأسوأ بالعالم، مسؤول عنه من بيده ملف الدفاع والداخلية والمؤسسات الأمنية. زين منو "مكحوش" على ذنّي كلهن يا أبا المليونير الصغير؟ أجارنا "المختار" أم غيره؟ يا حافر البير لتغمج مساحيها.
وأزيد"أبا الحسن والحسين" شكرا لأنه كشف شيئا من الغمة عن هذه الأمة المنكوبة، وأظهر جهله بالدستور ليرضي "دولة الجار" لعله يرفع فاتورة تلفون ابنه الثاني درجة تساويه بأخيه. بداعة عزيز قلبك الحجي أسألك: هل دور مجلس النواب تشريعي فقط؟ أم ان مهماته الأساسية: التشريع والرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ويقوم بمساءلة ومحاسبة الحكومة على تقصيرها؟
أما تشعر بأنك "كنائب" تمسخ دورك وتطمس حقك. نائب يتنصل من واجباته إكراما لسيده هل سيحترم حقوق الناس ويدافع عنها؟ أهكذا المناصب، إذ اً، تُعمي القلوب والعيون والبصائر وتنسي الإنسان حتى نفسه؟
ولأنك نسيت نفسك أرى لزاما علي، من باب الإنسانية لا غير، أن أذكرك بذلك المساء الذي جئتني به لتحضر أمسيتي الشعرية التي أقامتها الجالية العراقية بمدينة ميونخ الألمانية منتصف التسعينات. كنت إنسانا آخر تتحدث بهموم الشعر والفن والغناء. حدثتني كثيرا عن خصوصيات ابن ولايتك المطرب سعدي الحلي. أعجبك استشهادي، خلال الأمسية، بموال للشاعر الشعبي الموصلي الكبير عبد الله المحمد علي. أكتبه هنا لتقرأه، فلعل الله يهديك ويردك مثل ما يوم جابك:
دنياك هذا وضعها من الازل ما تو
توهب وتسلب شديدة ولحكمت ما تو
مرت على جيال وفنتهم غدوا ما توا
واحنا ندوّر بها انس الزمان اوراح
ونريد منها الاماني والامان وراح
كلما اجا العين اذّانا ومات اوراح
العن يجينا ينسّينا الذي ماتوا
شكراً يا ابن الشلاه
[post-views]
نشر في: 6 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 3
خليلو...
من يرد ان يعرف موقف الاسلام من غير المسلمين عليه الرجوع ان استطاع ذلك الى الوثيقة التاريخية العروفة بالوثيقة العمرية ليعرف كيف يقف الاسلام من حقوق غير المسلمين ويدرك اي اذلال يذله الاسلام اياهم . موقف الاسلام منهم لا تعبرعنه الوثيقة من موقف طائفي وانما مو
حيدر
سلام عليكم أحسنت يا استاذ هاشم هذا واحد من 325 نائب شريف بني الي يكون مصروف التلفون 4 مليون دينار عراقي الله يرضه بهاي
hisham mahmud
لا ادري كيف اصبح علي الشلاه نائبا غير مشمول باجتثاث البعثفاشي وهو من اقطاب الاتحاد اللاوطني للطلاب وكانت البدلة الزيتونية لاتفارق جلده ولله في خلقه شؤون