واحدة من المبادرات المهمة التي استرعت انتباهنا عقب اختتام دوري النخبة في 5 أيلول الحالي بتتويج نادي الشرطة بطلاً باستحقاق متوقع منذ الأدوار الأولى من المسابقة ، تلك المبادرة التي أعلنها رئيس نادي الشرطة إياد بنيان لإحدى القنوات الفضائية ليلة الاحتفاء بالدرع والتي تخص اجتماع عددٍ من رؤساء الأندية الجماهيرية ومن ينضم إليهم لإعداد ورقة خاصة بالشكل والمضمون للنسخة المقبلة من دوري الكرة بعدما شهد الموسم المنتهي مشكلات عدة انتهت بسلام وظلت جذوة الخلافات الفنية مشتعلة بانتظار من يطفئها.
وتأتي مبادرة رئيس نادي الشرطة المعروف عن حكمته وقراءته المنصفة والعادلة للمشهد الكروي بعيداً عن مصالح ناديه التي تعرضت إلى الضرر في موقعة أربيل – كما يقول – لكنه يبقى من بين رؤساء كُثر تحلّو بالمبدئية ونزاهة الضمير تضامناً مع سمعة اللعبة وهي شهادة أراها واجبة الطرح بعدما واجه الرجل إلى وابل من النقد إثر مشادته الكلامية في برنامج تلفازي مع عضو الاتحاد علي جبار ما دفع البعض لتفسير مبادرة بنيان الموعودة بأنها دعوة إلى التكتل والتحشيد لإسقاط شرعية الاتحاد الحالي الذي عانى من صدامات جمة على صعيد الدوري والمنتخبات الوطنية ومواقفه المحلية والدولية، بينما الحقيقة تدعونا لتعضيد دعوته ومناشدته أن تكون محاضر الاجتماع متاحة إلى الإعلام الرياضي لمعرفة جميع المقترحات الواردة والاستفادة منها مستقبلاً في حال عدم تنفيذ بعضها حالياً فضلاً عن إقامة مؤتمر صحفي للإعلان عن توصيات الاجتماع المقرّة من الأندية والتي نأمل أن تبقى في إطارها الفني العام كي لا تفقد النية الخالصة التي استمد منها بنيان فكرة تغيير آليات جوهرية في المسابقة.
نقولها بثقة ، وربما تكون المرة الأولى التي يجتمع فيها رؤساء الأندية الجماهيرية على نية سليمة لتقويم مسيرة الاتحاد في جانب من مسؤولياته تجاه دوري النخبة الذي يشكل عصب الحياة للجمهور الرياضي في خلوته 90 دقيقة مع الكرة لتناسي همومه اليومية، فأغلب اللقاءات السابقة وأشهرها لقاء الرباعي رعد حمودي رئيس نادي الشرطة وعبد السلام الكعود رئيس نادي الطلبة واحمد راضي رئيس نادي الزوراء وسمير كاظم رئيس نادي القوة الجوية الذي عُقد في نادي الزوراء عام 2004 كانت تغلب عليه دوافع الانتقام الانتخابي (الشخصي) وكواليسه المعروفة لمن شهد حقبة انبثاق الاتحاد في نادي الصيد حزيران من العام نفسه ، وبالرغم من قوة الطرح ومبرراته التي وثقتها (المدى) آنذاك إلا إن اللعبة لم تنل اهتماماً يوازي ما خصصه المؤتمر الصحفي للرباعي الثائر !
هناك ملفان ضروريان نأمل من اجتماع بنيان طرحهما كأسبقية أولى ، هما قضية تجريد اللجان العاملة في الاتحاد من قبضات أعضاء فاعلين فيه ليس لحصول خرق أو تلاعب أو انحياز في عملهم فالدوري المنتهي لم يسجل هكذا اتهاماً فاضحاً معززاً بدليل مثلما كان الكلام يُطلق سائباً من دون حجة ضد عبد الخالق مسعود ونعيم صدام وغيرهما ، بل لكي تسلّم تلك اللجان وخاصة المسابقات لرجال خبراء من ذوي التخصص وما أكثرهم ليشرفوا على اللجنة ويحصنوها من التشكيك الذي غالباً ما يصدر من الإدارات المحبطة عقب انتكاسة فرقها في الدوري.
والملف الثاني، التعجيل بصياغة توصيات فاعلة لاستحداث دوري المحترفين بمشاركة الأندية الثمانية في لائحة اختتام الدوري وتطبق فيه اللوائح المشرّعة من الاتحاد الآسيوي للعبة وتستحصل الموافقات اللازمة لاعتماده أسوة بدوريات الأردن وفلسطين وسلطنة عُمان التي قررت حكوماتها دعم أنديتها بمبالغ استثنائية تصل إلى 125 مليون دولار لكل نادٍ لإنجاح بطولة المحترفين تمهيداً للمشاركة في دوري أبطال آسيا الذي يشكل غياب العراق عنه مثلبة كبيرة لا ندري متى يتحرّك اتحاد الكرة لاستعادة حقنا الطبيعي فيه؟!
ولم يستكن اتحاد الكرة ، فقد أعلن عن قرب لقائه بممثلي الأندية والمدربين لدراسة واقع المسابقة ومستقبلها من دون التوقف عند مسألة عدد الفرق الهابطة في إشارة منه إلى تطبيق لوائحه بلا تهاون أو تعاطف، وهي سلبية كبرى تسجل على الهيئة العامة صاحبة الـ(نعم) على كل ما تقرر في اجتماعها الخاص بدوري 2012-2013 ، والصحيح ألاّ يوضَع الاتحاد بين فكّي الانتقادات القاسية لأنه ترجم تطلعات رافعي الأيدي بالأمس وخافضي رؤوسهم اليوم!
وليكن صوت التوافق مستقراً في إطلاق دوري جديد يعود إلى تسميته المعتمدة "الممتاز" في أغلب الدوريات العربية والعالمية، فالتنظيم المحدد بتوقيتات معلومة يعكس تقدم كرتنا وتطور مستويات أنديتنا التي انشغلت بتغطية أخطائها والتنصل من مشاركة الاتحاد ولادة بطولة حسباً ونسباً!
دوري الحسب والنسب !
[post-views]
نشر في: 7 سبتمبر, 2013: 10:01 م