اعلامي يعمل في مكتب مؤسسة اعلامية اجنبية في بغداد، فشلت كل محاولاته في القيام بمحاولة في اطار العمل الاستقصائي لكشف ملف واحد للفساد في العراق ، وهو البلد المعروف بانه احتل المرتبة المتقدمة في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم.
الاعلامي كان يتطلع الى كشف" الصندوق الاسود " بما يحتويه من كوارث وفضائح ، تندرج ضمن عمليات نهب المال العام من قبل مافيات مدعومة من احزاب متنفذة ، و قوى سخرت مليشياتها لتصفية من يحاول عبور الخطوط الحمر ويكشف اسماء المفسدين ، ومن القضايا الحبيسة في ادراج " الاعلامي الاستقصائي" تسجيل صوتي ، لمسؤول كبير في الدولة هدد بفضح الجميع في حال رفضهم توليه منصبه ، وتسجيل اخر للنائب المستقيل جعفر محمد باقر الصدر يوضح فيه اسباب استقالته وتركه العمل النيابي في برلمان، يضم المئات من "ابناء القائمة المغلقة" اصحاب التصريحات النارية من مستخدي الاسلحة الكيمياوية في شن الهجوم على منتقدي الاداء الحكومي المتعثر وبنجاح ساحق منذ سنوات .
من شروط تفعيل الصحافة الاستقصائية توفير خبير قانوني للصحفي، فضلا عن ضمان حمايته الامنية ، والعامل المهم الاخر ، الحصول على المعلومة من مصادرها ، سواء بتصريحات او وثائق ، والعراق مع وجود مئات وسائل الاعلام العاملة لم يشهد حتى الان اقرار تشريع الحصول على المعلومات ، وعلى الرغم من المطالبات والدعوات الموجهة للمسؤولين بضرورة ان تقدم الحكومة مشروع القانون الى البرلمان ، لم تشهد الساحة الاعلامية اية خطوة بهذا الشان ، لان البعض يتصور ان ملفات الحكومة يجب ان تكون داخل" صندوق اسود" لايحق لاي احد التعرف على محتوياته ونشرها ، حتى يطلع عليها الرأي العام .
الاوضاع في العراق بيئة مناسبة للعمل الاستقصائي ، ولكن المحددات والضوابط ، والتهديد بالعين الحمرة من قبل السلطة جعلت تلك البيئة حقل الغام ، ومن يحاول الاقتراب منه عليه الاستعانة بفريق هندسي عسكري اجنبي ، فالوصول الى الصندوق الاسود مهمة شاقة ، محفوفة بمخاطر التعرض لانفجار عبوة لاصقة ، ورصاص الكاتم ، كما حصل مع الراحل هادي المهدي وغيره .
الملفات السرية في معظم دول العالم المحفوظة في الصندوق الاسود ، تكشف بعد مرور مدة من الزمن ، وهذا التقليد بوصفه معبرا عن اقصى درجات الشفاقية من المستحيل ان يصل الى المنطقة العربية ، لانها على الدوام ، تخوض صرعا مع قوى خارجية ومحلية في منازلة تاريخية للحفاظ على الامن القومي .
صندوق الحكومة العراقية الاسود يضم نتائج تحقيقات الكثير من الحوادث منها ما يتعلق باغتيال هادي المهدي والراحل كامل الشياع فضلا عن اسباب الخروقات الامنية طيلة السنوات الماضية ، وتورط سياسيين بتفيذ اجندات خارجية للاطاحة بالتجربة الديمقراطية ، ووثائق اتفاق منح المناصب ، بين الكتل النيابية استنادا الى استحقاقها الانتخابي ، وتعيين ابناء السياسيين المقيمين في المنطقة الخضراء في سفارات العراق في الخارج على وفق جنسات ابائهم الاجنبية ، وغيرها من الملفات في الصندوق الاسود المصخم .
"صندوق الحكومة" الاسود
[post-views]
نشر في: 8 سبتمبر, 2013: 10:01 م