(رضيت بالهم والهم مارضى بيه) مثل شعبي طرق أسماعنا كثيراً منذ زمن بعيد ولازلنا نتداوله حتى يومنا هذا ربما لان العراق بات أرضاً خصبة تنتعش عليها الأمثال الشعبية جميعها لملاءمتها معطيات المرحلة التي نعيشها.
المدرب الكروي المعروف نبيل زكي اسم على مسمى ولا اعتقد إن اثنين يختلفان على دماثة خلقه وتفانيه في العمل وحرصه الدؤوب من أجل الخروج بأحسن وجه إزاء المهمة التي يكلف بها، اليوم استهواني النبيل الزكي أن استذكره عبر هذه السطور ربما لأني وجدت انه مادة صحفية دسمة أحاول ان أسردها كونها باتت تشكل قصة حزينة أعيد السيناريو الخاص بها مرات عدة من دون ان يحرك أحد ساكناً ويضع النقاط على الحروف أزاء هذا المدرب الذي للأسف لا يجيد لغة العلاقات، بل انه دائما يسلم أمره إلى الله الواحد الأحد، وكأن لسان حاله يقول (رضيت بالهم والهم ما رضى بيه).
لا أحد يتناسى ما قام به زكي قبل بضعة مواسم عندما قاد كرة نادي بغداد في 24 مباراة من دون ان يتعرض الفريق إلى أية خسارة ليصل به إلى المربع الذهبي وتحديداً لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع لكن الفرحة للأسف لم يكتب لها الإتمام كون زكي وجد نفسه بين ليلة وضحاها خارج أسوار النادي لتناط المهمة التدريبية بالمدرب يحيى علوان قبل تلك المباراة، ولم يحرك النبيل ساكنا، بل تمتم مع نفسه على الله العوض ورب ضارة نافعة.
دارت عجلة الزمان ليجد أهل القيثارة الخضراء أنفسهم أمام موقف محرج للغاية إزاء محبي قيثارتهم التي لم تطرب خلال ذلك الموسم المزعوم وليكون هو الموسم الأسوأ طوال مشوار الفريق الأخضر يومها كاد يهبط الى دوري المظاليم فما كان أمام إدارة النادي سوى الاستعانة بخدمات مدرب الطوارئ نبيل زكي الذي جازف على حساب اسمه وسمعته التدريبية وقبل الرهان لينتشل فريق الشرطة الذي كان يقف على شفا حفرة من النار ويسير به إلى شاطئ الأمان ليضمن له البقاء مع الكبار، وكان الجميع ينتظر ما ستفعله إدارة النادي إزاء هذا النبيل ليفاجئ الجميع، بل ويصعق كون الإدارة لوّحت باستقدام مدرب جديد ضاربة بذلك مثلاً بعدم الوفاء لهذا المدرب الذي دار وجهه وودع أسوار النادي الذي تغنى به جمهوره والذين ما زالوا يكنون له الحب لما قام به إزاء فريقهم.
عودة أخرى بذات السيناريو لنرى هذه المرة كيف فقد الطلاب أناقتهم في موسم لا يمكن لأي لاعب ومدرب ومحب لكرة الطلبة أن ينساه مهما حيينا فبعد أن تناوب ثلاثة مدربين على تدريب فريق الطلبة أوصلوه الى الهاوية التي تكفلت بإلقائه في غياهب الجُب الذي صار حلما ذلك الخروج منه بعد ليعاني محبوه ما عانوه خلال فترة باتت الأصعب بحياتهم خصوصا أن الأمر وصل بجميع المدربين عدم قبول المجازفة، لكن زكي انبرى بكل شجاعة وانتخى كما عهدناه ليقبل المجازفة ثانية ويقول كلمته الفصل ليعيد الطلاب الى أناقتهم ويعيدهم الى الواجهة في سابقة لم تحدث من قبل، لكن للأسف فبعد ان توقع الجميع أن إدارة النادي ستبقي عليه وتدعمه أيما دعم إلا ان الجميع فوجئ بان الإدارة تبحث حالياً عن مدرب جديد يدير دفة الفريق خلال منافسات الموسم المقبل بالرغم من أن زكي وقع على عقد لموسمين، لا اعرف ماذا تروم إدارة الطلبة من هذه الأفعال التي لا تمت للرياضة بأية صلة لاسيما إن أكثر من مدرب صرح أن إدارة الطلبة فاتحته لقيادة فريقها الكروي!
لا اعرف هل أن الزمن تغير أم الظروف تغيرت أم إننا تغيرنا، قد أكون أنا المخطئ وسأرمي الكرة في ملعبي وأتمنى ان اكون مخطئاً لأن هذه الأمور لا يمكن ان يتم السكوت عنها، ففي غفلة من الزمن يرى من يحقق الانجاز انه يغرد خارج السرب وفي وضح النهار، أفتونا يرحمكم الله فقد يكون زكي مقصراً وأنا أرى العكس.
زكي (كلاكيت) ثالث مرة!
[post-views]
نشر في: 9 سبتمبر, 2013: 10:01 م