TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زكي (كلاكيت) ثالث مرة!

زكي (كلاكيت) ثالث مرة!

نشر في: 9 سبتمبر, 2013: 10:01 م

(رضيت بالهم والهم مارضى بيه) مثل شعبي طرق أسماعنا كثيراً منذ زمن بعيد ولازلنا نتداوله حتى يومنا هذا ربما لان العراق بات أرضاً خصبة تنتعش عليها الأمثال الشعبية جميعها لملاءمتها معطيات المرحلة التي نعيشها.
المدرب الكروي المعروف نبيل زكي اسم على مسمى ولا اعتقد إن اثنين يختلفان على دماثة خلقه وتفانيه في العمل وحرصه الدؤوب من أجل الخروج بأحسن وجه إزاء المهمة التي يكلف بها، اليوم استهواني النبيل الزكي أن استذكره عبر هذه السطور ربما لأني وجدت انه مادة صحفية دسمة أحاول ان أسردها كونها باتت تشكل قصة حزينة أعيد السيناريو الخاص بها مرات عدة من دون ان يحرك أحد ساكناً ويضع النقاط على الحروف أزاء هذا المدرب الذي للأسف لا يجيد لغة العلاقات، بل انه دائما يسلم أمره إلى الله الواحد الأحد، وكأن لسان حاله يقول (رضيت بالهم والهم ما رضى بيه).
لا أحد يتناسى ما قام به زكي قبل بضعة مواسم عندما قاد كرة نادي بغداد في 24 مباراة من دون ان يتعرض الفريق إلى أية خسارة ليصل به إلى المربع الذهبي وتحديداً لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع لكن الفرحة للأسف لم يكتب لها الإتمام كون زكي وجد نفسه بين ليلة وضحاها خارج أسوار النادي لتناط المهمة التدريبية بالمدرب يحيى علوان قبل تلك المباراة، ولم يحرك النبيل ساكنا، بل تمتم مع نفسه على الله العوض ورب ضارة نافعة.
دارت عجلة الزمان ليجد أهل القيثارة الخضراء أنفسهم أمام موقف محرج للغاية إزاء محبي قيثارتهم التي لم تطرب خلال ذلك الموسم المزعوم وليكون هو الموسم الأسوأ طوال مشوار الفريق الأخضر يومها كاد يهبط الى دوري المظاليم فما كان أمام إدارة النادي سوى الاستعانة بخدمات مدرب الطوارئ نبيل زكي الذي جازف على حساب اسمه وسمعته التدريبية وقبل الرهان لينتشل فريق الشرطة الذي كان يقف على شفا حفرة من النار ويسير به إلى شاطئ الأمان ليضمن له البقاء مع الكبار، وكان الجميع ينتظر ما ستفعله إدارة النادي إزاء هذا النبيل ليفاجئ الجميع، بل ويصعق كون الإدارة لوّحت باستقدام مدرب جديد ضاربة بذلك مثلاً بعدم الوفاء لهذا المدرب الذي دار وجهه وودع أسوار النادي الذي تغنى به جمهوره والذين ما زالوا يكنون له الحب لما قام به إزاء فريقهم.
عودة أخرى بذات السيناريو لنرى هذه المرة كيف فقد الطلاب أناقتهم في موسم لا يمكن لأي لاعب ومدرب ومحب لكرة الطلبة أن ينساه مهما حيينا فبعد أن تناوب ثلاثة مدربين على تدريب فريق الطلبة أوصلوه الى الهاوية التي تكفلت بإلقائه في غياهب الجُب الذي صار حلما ذلك الخروج منه بعد ليعاني محبوه ما عانوه خلال فترة باتت الأصعب بحياتهم خصوصا أن الأمر وصل بجميع المدربين عدم قبول المجازفة، لكن زكي انبرى بكل شجاعة وانتخى كما عهدناه ليقبل المجازفة ثانية ويقول كلمته الفصل ليعيد الطلاب الى أناقتهم ويعيدهم الى الواجهة في سابقة لم تحدث من قبل، لكن للأسف فبعد ان توقع الجميع أن إدارة النادي ستبقي عليه وتدعمه أيما دعم إلا ان الجميع فوجئ بان الإدارة تبحث حالياً عن مدرب جديد يدير دفة الفريق خلال منافسات الموسم المقبل بالرغم من أن زكي وقع على عقد لموسمين، لا اعرف ماذا تروم إدارة الطلبة من هذه الأفعال التي لا تمت للرياضة بأية صلة لاسيما إن أكثر من مدرب صرح أن إدارة الطلبة فاتحته لقيادة فريقها الكروي!
لا اعرف هل أن الزمن تغير أم الظروف تغيرت أم إننا تغيرنا، قد أكون أنا المخطئ وسأرمي الكرة في ملعبي وأتمنى ان اكون مخطئاً لأن هذه الأمور لا يمكن ان يتم السكوت عنها، ففي غفلة من الزمن يرى من يحقق الانجاز انه يغرد خارج السرب وفي وضح النهار، أفتونا يرحمكم الله فقد يكون زكي مقصراً وأنا أرى العكس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram