في ظل حالة التيه التي عاشها منتخبنا الوطني منذ خسارته أمام استراليا في 18 حزيران 2013 ضمن تصفيات كأس العالم في البرازيل حتى قبل أن يحين موعد التخلص من المدرب الصربي بترو وتسمية المدرب الوطني حكيم شاكر خلفاً له، لم يبق عراقي إلا وضرب كفاً بكف على بؤس المستوى الفني لأسود الرافدين وضيق فسحة الأمل في العبور إلى سيدني حيث المشوار القاري لاستعادة كأس الأمم أصبح ضرباً من الجنون بعدما فقد المنتخب الوطني مقومات الفرسان في آسيا عقب التغييرات التي طالت الملاكات الفنية المتوالية (سيدكا ثم زيكو وبعده حكيم وجاء بترو قبل أن يعود حكيم ثانية).
ما المطلوب اليوم لكي يعود المنتخب الوطني ومعه حكيم شاكر الى دائرة الثقة التي خرجا منها بُعيد انتهاء حلم المونديال وعاصفة الاتهامات التي طالت منتخب الشباب وامتعاض غالبية الجمهور من سياسة اتحاد الكرة في التعامل مع المنتخبات الوطنية إثر انفراط عقد اللاعبين المحترفين من دون التدرج الطبيعي في تهيئة العناصر البديلة لكي لا تتكرر تجربة المدرب القدير عدنان حمد عندما لم يجد سوى 11 لاعباً جاب بهم أصقاع الأرض شبابياً وأولمبياً وخليجياً وآسيوياً ومونديالياً لأكثر من 10 سنوات نتيجة تجاهل لاعبين بارزين في الدوريات السابقة منذ عام 2002 حتى 2009 العام الذي كتب نهاية جيل يونس وزملائه في مقبرة خليجي مسقط شئنا أم أبينا!
ومنذ ذلك الوقت كان يفترض بالاتحاد أن يعمد الى انتقاء لاعبين جدد لإدامة حياة المنتخب الأول الذي تلقى طعنات أخرى حتى وصلنا إلى منعطف الاختيار بين توليفة الشباب والحرس القديم ، وبالرغم من كل النكبات التي مرّت والدروس المريرة التي أبكتنا دماً ، عاود المدرب حكيم شاكر في لقاء تلفازي أمس الأول عبر برنامج (بتوقيت اليوم) من شاشة الرياضية العراقية المطالبة والرجاء ولا نقول التوسل بعودة يونس ونشأت وقصي وهوار إلى مباراة وصفها بالمعركة حتى لو كان نصف عتاده فيها لا يقاوم بالكفاءة أو الجاهزية التي تحقق له النصر الموعود !
ولطالما المهمة وطنية ، لا نتردد لحظة واحدة في إعلان المساندة لحكيم واللاعبين القدامى والجدد ونطوي الوريقات السلبيات التي دفعنا ثمنها بالأمس القريب في بطولتي غرب آسيا الثامنة وخليجي 21 ونقف بقوة اليوم لتهيئة عوامل الدعم المعنوي من خلال رصّ أقلام الصحفيين وكاميرات التلفزة لنكون كلنا في خندق المجابهة مع حكيم والأسود من أجل إنقاذ الكرة العراقية من حافة الخروج الرسمي الثاني من تصفيات الأمم بعد المونديال، ولكن على الاتحاد والمدرب ألا يمتعضا من بعض الملاحظات الفنية التي نستشعر أحياناً خطورتها على مستقبل المنتخب، وينفتحا بصدر رحب لقراءة ما يثري المهمة بالفائدة على صعيد تقويم استعداد اللاعبين وانتقاء المؤهلين لتلك المعركة.
ونظراً لتمرير المدرب حكيم شاكر معلومة فنية فات على مضيفه في البرنامج نفسه التوقف عندها بقوله:(إن المنتخب الذي يشرف عليه المدرب هادي مطنش يعد رديفاً وإن الشباب هو من يمثل الأولمبي وسيكون اعتمادي في تشكيل المنتخب الجديد على عناصر الوطني مع الأولمبي الحاليين)! نقول له : ها أنت تعترف اليوم أننا كنا على صواب في طرحنا السابق عندما حذرنا من جنوحك للعاطفة في حال تسنمك مهمة المنتخب الوطني ووقتها كنت خارجاً تواً من نهائيات مونديال الشباب، فخيارك بين الوطني والأولمبي سيان، وهم العناصر ذاتها التي سترافقك في معركة تقرير المصير، ولذلك نأمل ألا تجثم الأسماء التي أسهمت في إشهار بطاقتك الفنية بصورة استثنائية خلال عامي 2012و2013 واحسب انك لا تنكر ذلك ، وألا تظلم العناصر البارزة في صفوف الأندية وهي لا تملك العلاقات والعواطف الحميمية كالتي جمعتك مع الشباب ، إنه منتخب عامة أبناء الوطن وليس للأقربين وحدهم، ونحرص أن تأخذ بيد لاعبين شباب من موهبة وحماسة "محمد جميل واحمد فاضل وبسام قابل وعلي عبد ذياب ومحمد فيصل وعلي حصني وأحمد إياد وحسين فرهود وعمار علي وأحمد حسين " لا الحصر فهم جاهزون إذا ما منحوا الثقة الكبيرة والفرصة الكاملة.
بالتوفيق لحكيم شاكر ، ولمن يرتدي فانيلة الأسود في مهمة يمكن وصفها بالمستحيلة في ضوء الإعداد المبكر والمستقر للمنتخب السعودي الشقيق ببرنامج منظم وتشكيلة منتقاة حسب الأهمية، ولكن يبقى رهاننا على (وحدة المنتخب) لكسر القيود والتحرر من اليأس للمضي نحو إسعاد وطن تهتز أرضه على وقع أهداف الانتصار لمنتخب المستقبل.
منتخب بتوقيت حكيم
[post-views]
نشر في: 11 سبتمبر, 2013: 10:01 م