من غير الممكن أن يكون ما كشف عنه محافظ بغداد علي التميمي ورئيس مجلس المحافظة رياض العضاض اتهامات مفبركة أو معلومات محرفة أو مبالغاً فيها ، فلابدّ انهما يدركان ان الأمر اذا كان كذلك فسيلقيان بنفسيهما الى تهلكة القذف والتشهير اللذين يعاقب عليهما القانون بالغرامة الكبيرة والسجن.
التميمي والعضاض هما الآن في موقع يجعلهما على دراية تامة بما جرى من عقود وصفقات في محافظة بغداد تحت إدارتها السابقة، فكل الوثائق والأدلة أصبحت في متناولهما وبين أيديهما، وبالتأكيد فان ما كشفا عنه في تصريحاتهما خلال الأيام القليلة المنصرمة يستند الى هذه الوثائق والأدلة.
محافظ بغداد ورئيس مجلس المحافظة أوردا معلومات محددة بالأسماء الصريحة والأرقام الدقيقة عن صفقات وتعاملات فاسدة .. بل فاسدة على نحو مذهل، ذلك ان حجم الفساد فيها يُحسب بمئات المليارات من الدنانير. وكما أعلن التميمي فانه في قضية واحدة تتعلق بمشروع ليس كبيراً وضع الفاسدون في جيوبهم (حساباتهم المصرفية في الخارج) 80 مليار دينار، وهو مبلغ يكفي، كما قال، لإنجاز مشروع سكني بـ 800 شقة بكامل خدماته.. أي انه في هذه القضية وحدها سرق الفاسدون حقوق وأحلام عمر 800 عائلة، أي ما يزيد عن 4000 فرد من أفراد الشعب العراقي.
في بغداد وحدها وفي قضية واحدة فقط من عشرات، وربما المئات، من القضايا المشابهة، اكتسح الفساد حقوق وأحلام أربعة آلاف عراقية وعراقي، ولنتخيل كم عدد القضايا من هذا النوع في 15 محافظة وأكثر من 20 وزارة ومئات المؤسسات والهيئات والدوائر.
السيد التميمي تحدث عن عدد كبير من قضايا الفساد في محافظته في عهد الإدارة السابقة، وقال مثلاً "استطعنا الوصول الى 45 كشفاً فيه فساد خلال يومين فقط، وهناك أكثر من 200 ملف فساد داخل المحافظة يتم التحقيق فيها". وأيّد السيد العضاض هذه المعلومات وتحدث بدوره عن أوجه وحالات فساد أخرى تشيب لها رؤوس الصبيان.
ليست محافظة بغداد، بادارتها السابقة، استثناء من القاعدة، بل هي تجسيد حيّ للقاعدة المترسخة منذ سبع سنوات وأكثر، فالفساد المالي والإداري هو القانون الأقوى والأعلى في دولتنا.
معلوم ان مجلس محافظة بغداد السابق كان في حيازة "دولة القانون" المهيمن على الحكومة الاتحادية أيضاً. و"دولة القانون" ائتلاف يتشكل من قوى وتنظيمات إسلامية، والمتنفذون فيه أحزاب الدعوة الاسلامية، الأصل والفروع.
والسؤال الآن: أين موقع الإسلام الذي تؤمن به "دولة القانون" ومكوناتها من هذا النهب المنفلت من العقال للمال العام؟ هل هذا هو الإسلام الذي دعا إليه الدعاة وأعتُقل وتعذّب ومات من أجله المئات منهم؟
والسؤال الآخر: أين موقع القانون الذي يتخذ "دولة القانون" منه اسماً وشعاراً له من هذا التعدي السافر والتجاوز البالغ على القانون؟
أهذا "إسلام" الدعوة ودولة القانون !
[post-views]
نشر في: 11 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 6
abbas amir
اين هو دور المرجعية اذن؟ لماذا لا تحمي حقوق الناس اليس السراق هم من يحمل شرف الانتماء الى لمرجعية وهي منهم براء؟ ولكن هذا لا يكفي للدفاع عن حقوق الناس . كم هو عظيم ان يخرج السيد السستاني حفظه الله وامام كل وسائل الاعلام ليبرء الاسلام منهم وليسحب ادعائ
yousif
هذا ماكنا نقولة دوما ان حزب المالكي 99 بالمئة منهم حرامية وعاثو في الارض الفساد كنا نتهم بالكثير من الاتهامات لكن الغريب الغريب ان ينضم الى دولة القانون منظمة بدر المعرفة بالنزاهة والنضال اتمنى ان يلتفت العامري لذلك ويتركهم لوحدهم حتى تكشف كل اوراقهم
عراق
لعنهم الله واخزاهم من فاسقين وفاسدين ولاينتمون الى اي دين والدين منهم براء لعن الله سارفي قوة الشعب العراقي في الدنيا والاخرة
احمد العزاوي
بسم الله الرحمن الرحيم لماذا هذه الحملة الاعلامية والضجة منهم الم يقولون عن الفساد فلماذا لايسلمونها الى النزاهة وخلي النزاهة تحقق في كل المشاريع الفاسدة والمحافظ ورئيس المجلس هم اعضاء ام لاجل التسقيط هذه الاعمال واتحدهم اذا كان لديهم غير التشهير والتسقيط
عزيز
دولة الفافون
المدقق
لانكم حاقدون على دولة القانون او بالاحرى على المالكي لذلك لا تحاولون ان تتبينوا الحقائق قبل نشرها وهذا الشيء هو من ابجديات الصحفي الناجح .. ولانكم صحفيون مبتدئون بل فاشلون فاتكم ان تتيقنوا من معلوماتكم قبل ان تنشروها ... لذلك ساساعدكم في فهم الحقيقة التي