اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > مدركات النحاتة مها مصطفى.. تحديثات استنهاض روح الأمكنة

مدركات النحاتة مها مصطفى.. تحديثات استنهاض روح الأمكنة

نشر في: 13 سبتمبر, 2013: 10:01 م

(2-2)   نرى في استنارات تقييم تجربة (مها)- بعد هذا الاستهلال-كل ما يعزز تحديث صدق رؤاها، وتبويب مقاصدها في احتواء الحداثة نهجا وسبيلا، حتى وأن كان مفهوم الفن الحديث من وجهة نظر(هربرت ريد) من انه يبدأ بوالد (أب) كان قد تبرأ من ابنائه ولم يترك ل

(2-2)

 

نرى في استنارات تقييم تجربة (مها)- بعد هذا الاستهلال-كل ما يعزز تحديث صدق رؤاها، وتبويب مقاصدها في احتواء الحداثة نهجا وسبيلا، حتى وأن كان مفهوم الفن الحديث من وجهة نظر(هربرت ريد) من انه يبدأ بوالد (أب) كان قد تبرأ من ابنائه ولم يترك لهم أرثا، دون أن يحيد (ريد) في أن يعلن بان الفنان انسان يتمتع بقابليات ورغبات تحويل مدركاته المادية الى استخلاصات مرئية، عبر وسائل وسبل فنية وتعبيرية عدة، كالتي تنتهجها(مها مصطفى) في محافل جعل عالمنا أكثر انسانية وجمالا وسعادة، خدمة للناس والمجتمع، وتمهيدا لاعادة الاعتبار للبيئة والمحيط الذي نحيا فيه، على هذا القدر الراقي من التذوق الروحي لمعنى قيمة الحياة.
الا يلزمنا-الآن- تثبيت خارطة طريق، تدل وتؤشر الى مرتسمات جهود ومنجزات (مها) كي تعمق من مسارات وخطوات ما وسمنا تجربتها بما ورد من صفات ونعوت و تقييمات لجوانب مهمة جدا من السيرة الابداعية والمتفردة لها-وفق ما تسمح به المساحة المتاحة لهذا المقال-على أمل تقديم دراسة أخرى لاحقة، تعاضد كل ما ورد هنا، بعد ان نعاين ونتلمس بعض خطوط وملامح جهودها ومنجزاتها الغرائبية والممتعة والكبيرة معا ؟
ففي احد اعمالها مثلا والمسمى بـ(المرور عبر الأحمر) وهو اول نصب فني لفنان من أصل عربي في(تورنتو) أكبر المدن الكندية يقف الى جانب أعمال فنانين كبار أمثال (مارك وفرو)و(دوكلاس كوبلاند) واخرين، يعكس هذا العمل النحتي فكرة انتقال الهوية الثقافية بلا حدود في العالم من اثر الصراعات السياسية والحروب، وهو مصمم ومصنوع من الحديد المطاوع ويمتاز بجرأة الطرح من حيث استعمال المادة واختزال الشكل وانسيابية الحركة، وهو عبارة عن شكلين يدوران بحركة موسيقية لا نهاية لها، ويربطان بنايتين كي تقوي التجربة الجمالية للفضاء بينهما.
فضلا عن عمل تركيبي اخر (انستليشن) عرضته مؤخرا في متحف موري للفن المعاصر في طوكيو والمسمى بـ(النافورة السوداء) والذي تجسد فيه فكرة تدمير البيئة والانسان ايضا، وهو صورة مجازية عن عنف الحرب. فالبترول كان عليه ان يجلب الرخاء لكنه سبب الصراع بين الامم، هذا العمل الفني جاء ايضا من تأثير الامطار السوداء التي سقطت على بغداد بعد حرب الكويت واحتراق أبار النفط، لقد ارتفعت هذه النافورة السوداء بقوة نحو الاعلى في قلب واحد من اهم متاحف الفن المعاصر في العالم وهو متحف( موري)في طوكيو/ اليابان لتثير المشاهدين من خلال صوت الماء ولونه الاسود المتدفق في فضاء ناصع البياض، كتب احد النقاد اليابانيين يشير الى أن هذا العمل المذهل يذكرنا بـ(هيروشيما وناكازاكي) الشهيرة.
كذلك الحال مع العمل التركيبي الاخر والمسمى بـ (خط الموت) والذي عرض في دارة الفنون في (عمان) بعد الحرب على العراق عام 2003يعكس فكرة الموت والحياة بطريقة مؤلمة تذكرنا بالسخرية السوداء فهذا الضوء الذي ينير لك الطريق في غرفة مظلمة والذي يجذبك ويغريك بالاقتراب منه ما هو الا ضوء نابع من اسلاك حرارية كهربائية متوهجة ما تلبث ان تحرقك في حالة الاقتراب اليها.
تذهب مها مصفى مرة اخرى بجرأة بعيدا مع ادواتها الفنية وبأبعاد بصرية جديدة في عملها الفني المثير للانتباه (مساحة ارضية) وهو عمل (انستليشن) بمساحة 200م/ مربع يتكون من اكثر من 8000 مصباح كهربائي غطت هذه المصابيح الكهربائية بمواد شفافة، يتنقل المشاهد خلالها فوق ممر خشبي طويل، يجمع هذا العمل الفني المشاهد ليكون جزءا مكملا منه، استنبطت الفنانة مؤثراتها الفنية والطبيعية لهذا العمل الفن من ارض العراق النفطية منطقة (بابا كركر)-تحديدا-فقد أحرق الإنسان هذا البترول و بدل ان يكون ثروة للحياة أصبح أداة للموت.
في عام 2007 تم دعوت الفنانة (مها مصطفى) لعرض احد اهم اعمالها التركيبية الحداثوية في بينالي( الشارقة) وهو (منظر تحت درجة حرارة37) وهو عمل تركيبي يكشف عن كيفية تجميد ومسخ الذاكرة الجماعية واختفائها تحت وطأة البيئة والحياة، ارادت الفنانة ان تخلق من هذا العمل منظرا طبيعيا يجمد فيه الانسان و الزمن.
وفي العام 2004 وفي مدينة (مالمو)جنوب السويد انجزت الفنانة عملا تركيبيا اخر بعنوان (عدسات للرؤية) هذا العمل يتكون من 12 شكلا نحتيا من الحديد، يجسد هذا العمل الفني فكرة قصور رؤيتنا لحقيقة الاشياء المحيطة بنا والتمسك بالصورة النمطية للحياة، بما يعكس فكرة ان الانسان اليوم بحاجة الى ان يغير عدسات رؤيته للعالم ما دام لا يقوى ان يرى ما حوله، عرض في عدة متاحف فنية في السويد والدانمارك.
كذلك انجزت مها مصطفى ايضا كثير من المشاريع النحتية في الاماكن والساحات العامة منها مشروع (ثلاثة اشرعة مع الشمس)حيث تم انجاز هذا النصب من مادة(الكونكريتو الغرانيت) عام 1994(بعد حوالي عامين من الهجرة للسويد، ليعكس هوية مدينة (لوما) الساحلية التي تكثر فيها القوارب الشراعية، لقد اصبح هذا النصب شعارا لهذه المدينة.
للفنانة ايضا الكثير من أعمال ومشاريع مع عدد من الفنانين والمعماريين المشاهير، فضلا عن رسم وتصميم اعمال لم تنفذ بعد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

باليت 42 بدايات عام جديد

السُّخرية السريالية ودلالة الأيقون في أعمال الفنان مؤيد محسن

المصرف الزراعي في السنك: بزوغ الحداثة المعمارية العراقية

عمارة تلد مسابقة!

دار هديب الحاج حمود.. السكن رمزاً للانتماء

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram