التصريحات الاخيرة الصادرة من قياديين في الحزب الاسلامي العراقي ، وشخصيات دينية ، اشارت الى عودة ما يعرف بالقتل على الهوية، وطالت أبناء السُنّة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد ، محذرين في الوقت نفسه من تصاعد نشاط الميليشيات والخارجين على القانون .
بصرف النظر عن مدى صدقية تلك التصريحات ، فإنها بشكل او بآخر، تثير قلق ومخاوف العراقيين ، ولاسيما ان بعض الفضائيات الحزبية ، تبث وبشكل مستمر التقارير والاخبار العاجلة التي تفيد باغتيال رجال دين ومصلين في احياء الغزالية والعامرية والجامعة والعدل وغيرها ، فضلا عن مداهمة مساجد ، واستخدام مكبرات الصوت فيها لأغراض الشتم والتهديد ، واثر ذلك طالب النائب عن تحالف الوسط وليد المحمدي الحكومة باتخاذ اجراءاتها لحماية أبناء المكون السُنّي من القتل والتهجير القسري على يد ميليشيات تعبث بامن البلاد على حد قوله.
دائرة الطب العدلي، وطبقا لاعلاميين وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ، هي الجهة الوحيدة القادرة على اعطاء بيانات دقيقة عن اعداد قتلى العنف الطائفي ، لكنها ترفض الادلاء باية معلومات ، لتمسكها بتوجيهات وزارة الصحة المتعلقة باعتماد السرية في التعامل مع مراجعيها ، لذلك اصبحت علاقتها بالاعلاميين معدومة ، وفي حال فكر احدهم بكتابة قصة صحفية فانه سيواجه صعوبة في الحصول على معلومة من منتسبي الدائرة ، باستثناء سماع عويل النساء ، ورؤية مشهد متكرر لرجال مستصحبين تابوتاً لتسلم الجثة والتوجه الى اقرب مقبرة، وحاليا تشهد الدائرة هذه الايام مراجعة عدد من اسر نزلاء سجن ابو غريب قتلوا في حادث الهروب في الحادي والعشرين من تموز الماضي .
البيانات حول اعداد ضحايا العنف في العراق منذ الاحتلال الاميركي وحتى الان متضاربة فالمنظمات الدولية لديها ارقامها في حين تشكك الحكومة بدقتها وتصفها بانها اعداد مبالغ بها تعلن لتحقيق اغراض مريبة بهدف تضليل الرأي العام ، والمقبرة المخصصة لضحايا العنف مجهولي الهوية ، في محافظة كربلاء ، هي الاخرى تعطي ارقاما حقيقية عن اعداد القتلى على الهوية .
في سنوات الحرب مع ايران , الغت السلطات العراقية وقتذاك نشرة الانواء الجوية ومنعت ذكر درجة الحرارة وسرعة الرياح ، وقدومها ، لان نشر تلك المعلومات، سيعطي للعدو معلومات يستفيد منها في توجيه صواريخ ارض ارض ، ويرجح كفته في ما كان يعرف بحرب المدن ، واليوم مع وجود النشرة الجوية ، والكهربائية ، والسياسية عبر تصريحات السياسيين على مدار الساعة ، وعلى طريقة معظم العراقيين في اعتماد السخرية والتعليقات للتعبير عن السخط الشعبي في التعاطي مع الكثير من القضايا ، اقترح بعضهم ان تلجأ دائرة الطب العدلي الى اعتماد نشرة يومية ، لتبعث الطمأنينة بنفوس المواطنين وتعزز ثقتهم بالاجهزة الامنية ، وتوجه صفعة لمن يروج لانباء عودة نشاط ميليشيات منقرضة تقف وراء عمليات القتل على الهوية ، وانا بياحال والدفان يغمزلي.
نشرة الطب العدلي
[post-views]
نشر في: 13 سبتمبر, 2013: 10:01 م