ان كان "دولة الجار" قد عثّرته حوبة الدماء العراقية التي قصّر في حمايتها ودعوات الثكالى لربهن، في مسرحية "خليها بيناتنا"، فان الربّ لم يقصر في فضح آخرين حسبناهم، الى حد قريب، انهم يحملون على أكتافهم ملفات الفقراء والحفاة والمظلومين. وان كان معممو وأفندية دولة القانون قد استنكفوا من ذكر اسم المظاهرات والمتظاهرين، فان رئيس كتلة التيار الصدري في البرلمان وجدناه يأنف من ان يتحدث السياسيون أمام الشعب.
النائب بهاء الأعرجي الذي يفترض أنه من أبناء "الحوزة الناطقة"، التي تعني في اقل ما تعنيه أنها ضد مبدأ "التقيّة"، لم يكشف لنا عن انه ابن "الصامتة" حسب، بل و"الباطنية" ان شئتم تسميتها.
اختار الأعرجي دور "البطل" الذي يسدل ستار المسرحية الهزلية بالطبطبة على كتف النجيفي، ليرضي "دولة الجار"، وينقذه من الفضيحة، بقوله "مو كدام الكاميرا". لقد أراد القول "مو كدام الناس"! حتى انتم أيها الصدريون؟ ما الذي أبقاه الأعرجي "للتيار الشعبي"الذي يمثله إذن؟ أليست اهم صفة في الشعبية ان تكون واضحاً مع الشعب؟ الم تقولوا دوما أنكم مع حق التظاهر؟ فان كنتم انتم أيضاً ضد ان يتضمن البيان ذكر المتظاهرين فلماذا لا تعلنون موقفكم أمام الناس الذين سماهم ممثلكم "الكاميرا" وهو محق بالتسمية؟
وان كنت قد أعلنت فزعي من الطريقة التي حاصر بها ممثلو التحالف الوطني رئيس البرلمان وضحكوا عليه، فان السيد الأعرجي صدمني خاصة واني قد اجتمعت به في اكثر من لقاء تلفزيوني وشخصي. ولولا ان المجالس أمانات، كما يقولون، لقلت ما يجعلكم تعرفون سر صدمتي وخيبتي بما فعله في نهاية المسرحية.
ان الكاميرا التي تمثل الناس أقدس من اللعب على حبل إرضاء الحاكم. ولذلك فان السيد مقتدى الصدر مطالب الآن بتوضيح موقفه من رئيس كتلته في البرلمان. اني أرى ما فعله الأعرجي انقلاباً موثقاً بالصورة والصوت على لب فكر التيار الصدري. هذا الفكر الذي، كمايبدو لي على الأقل، منحاز بالكامل للشعب.
من بين ما خلص اليه الكاتب محمد حسنين هيكل، في كتابه "مدافع آية الله" ان فكرة "التقيّة" التي تعني: "عملية التخفي والمخادعة التي كانت أسلوباً ضرورياً يدافع به الشيعة عن أنفسهم إزاء الاضطهاد أيام حكم الأمويين، أصبحت عادة سيئة لم يعد لها مبرر كما يصر الخميني".
لقد راح الأمويون وولى الصداميون. فعلام تلعبون على حبل التقية وتعزفون على وتر التخفي وانتم الحاكمون؟
حتى أنتم.. يا بهاء الأعرجي؟
[post-views]
نشر في: 14 سبتمبر, 2013: 10:01 م
جميع التعليقات 2
هلال سلمان جميل
صباح الخير المثل يكول من تربى عل شي شاب عليه ولو ان التقية اصبحت الان نهجا لغالبية المسلمين بكل اطيافهم وخاصة من ولج السياسة غالبا ما يتصرف السياسي الغربي بطريقة ملتوية ومريبة عندما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية ولكنه لايمكن ان يتصرف هكذا مع شعبه لان ذلك
عراقية
تحية موضوع (مو كدام الكاميرا ) يصلح ان يكون عنوان لفلم ويكون ابطاله هؤلاء المجتمعين جميعا انهم يضحكون على هذا الشعب المسكين باسم الدين, في النهاية متفقون على خداع الناس كل واحد منهم يؤدي الدور المطلوب له ويقبض الثمن.