اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الشاهدة الوحيدة التي نطقت بالحق أمام المحكمة

الشاهدة الوحيدة التي نطقت بالحق أمام المحكمة

نشر في: 15 سبتمبر, 2013: 10:01 م

في منزل متواضع بأطراف أبو غريب جلست الصغيرة ( أ ) بصحبة شقيقها الأصغر داخل منزلهما البسيط , الأب والأم ذهبا في زيارة الى طبيب للعلاج .. سمعت الطفلة اصوات سيارة تتوقف بجانب منزلهم .. شاهدت من الشباك المطل على الشارع شاباً يحاول زرع عبوة ناسفة على طرفي

في منزل متواضع بأطراف أبو غريب جلست الصغيرة ( أ ) بصحبة شقيقها الأصغر داخل منزلهما البسيط , الأب والأم ذهبا في زيارة الى طبيب للعلاج .. سمعت الطفلة اصوات سيارة تتوقف بجانب منزلهم .. شاهدت من الشباك المطل على الشارع شاباً يحاول زرع عبوة ناسفة على طرفي الشارع.. بعد ان اكمل زرعها أدار مقود السيارة بسرعة فائقة .. كانت الطفلة الصغيرة شاهدت الشاب وعرفته لانه يسكن في اطراف الحي الذي تسكن فيه وبالقرب من مدرستها . على الفور خرجت من دارها واتجهت الى السيطرة القريبة من الشارع واخبرت الضابط بذلك وارشدت على موقعها والشاب الذي زرعها .. بعد ايام تم القبض على المتهم الذي زرع العبوة وأحيل الى المحكمة ولكنه في اعترافه انكر التهمة المقدمة اليه . وعلى مدار جلسات في المحكمة المركزية في الكرخ نفى المتهم انه نصب العبوة وانكر امام هيئة المحكمة انه كان خارج بغداد ولا يعلم بالذي زرعها . طلبت المحكمة على اثر نكرانه استدعاء الطفلة والاستماع الى شهادتها .. ولكن والدها رفض دخول ابنته المحكمة . فذهب اليه ضابط السيطرة وتوسل به واخبره بان شهادة الطفلة سوف تحكم المحكمة بسجنه واذا لم تحضر سوف يفرج عنه !! اخيراً رضخ الاب وبعد 3 جلسات حضرت الطفلة بصحبة والدها الى قاعة المحكمة وداخل القاعة روت تفاصيل ما شاهدته وما قام به المتهم في ذلك اليوم .. كان المتهم واقفاً في القفص في حراسة المحكمة وينظر الى الشاهدة الصغيرة ووالدها .. واخيراً طلب قاضي المحكمة من الشاهدة ان تنظر الى وجه المتهم .. سألها هل هذا الشخص هو الذي زرع العبوة في الشارع .. ثم ادارت الطفلة وجهها وهي تبتعد عنه وقالت : نعم هو. دقائق قليلة بعد سماع اقوال الشاهدة الجميع انتظر داخل القاعة الاب وابنته جلسا ينتظران قرار السماح لهما بالانصراف المتهم داخل قفص الاتهام , استقرت عيناه ونظراته تجاه الفتاة الصغيرة .. نصف ساعة فقط وخرجت هيئة المحكمة الى القاعة وقررت بمعاقبة المتهم بالسجن لمدة عشر سنوات ! صرخ المتهم عند سماع قرار المحكمة يهدد الطفلة والدها بالانتقام . عند ذلك اصطحبه حراس السجن والقوة العسكرية الى خارج القاعة لينفذ حكمه في احدى السجون في بغداد بعد ان قضى المتهم نصف المدة اطلق سراحه من قبل القوات الامريكية ليرجع الى منطقته – عاد الى الحي الذي عاش فيه – مبان جديدة – واخرى تهدمت واطفالاً اصبحوا شباباً واصدقاء توفوا بحوادث العنف والارهاب وصغار ملأوا الشارع – مر أمام منزل الطفلة يتلصص على نافذتها .. مساء احدى الايام .. بعد ان تأكد من وجودها داخل المنزل .. كان على موعد مع تنفيذ جريمته .. شاهد الشابة التي كبرت اصبحت في عامها الرابع عشر تسير في الشارع متجهة لشراء الخبز من الفرن القريب .. تبعها بسيارته الكيا وتتبع خط سيرها . وعندما اقترب منها صدمها من الخلف واوهم الاهالي بانه سوف ينقلها الى المستشفى .. الفتاة لم تتذكر وجهه بعد ان مرت السنوات .. لم تعتقد لحظة ان عملية الصدمة مدبرة ! بدلاً من ان ينقلها المتهم الى المستشفى لعلاجها من كسر القدم نقلها الى منطقة مظلمة في اطراف الحي وسط المزارع تحت تهديد السلاح وانهى حياتها بطعنة في الظهر واغتصب جثتها وفر هارباً بسيارته الكيا . مساءً ابلغ الاب مركز شرطة ابو غريب عن اختفاء ابنته ولم يتهم احداً باختطافها . ولكن في صباح اليوم التالي شاهد المتهم صدفة يسير في احدى الشوارع بسيارته فذهب الى مركز الشرطة ثانية واتهمه بأختطاف ابنته .. وعلى اثر ذلك الابلاغ اهتمت الشرطة باختفاء الفتاة وجمعت المعلومات الكافية عنها وعن المتهم . وانتهت التحريات ان المتهم المذكور كان وراء اختفاء الطفلة . في نفس الوقت ابلغ احد الاشخاص دورية من دوريات الشرطة بالعثور على جثة الفتاة وسط مزرعته .. القي القبض على المتهم واعترف بارتكابه للحادث ..احيلت الدعوى الى محكمة الجنايات الكرخ بتهمة القتل العمد والتمثيل بالجثة .. داخل مبنى دار العدالة في الكرخ وفي قاعة المحكمة طلب دفاع المجني عليها شهادة المجني عليها في القضية الأولى للمتهم حيث اكدت أن الفتاة القتيلة كانت الشاهدة الوحيدة في قضية زرع العبوة وقد صدر حكماً عليه بالحبس لمدة عشر سنوات .. كما طلب الدفاع سماع شهادة امرأة كانت قد شاهدت المتهم يصدم القتيلة بسيارته الكيا . واوهم الاهالي بأنه سوف ينقلها الى المستشفى . استدعت المحكمة الشاهدة اكثر من مرة ولكنها لم تحضر وفي المرة الخامسة حضرت الى قاعة المحكمة . ووقفت امام قاضي المحكمة الذي سألها عن سبب عدم حضورها الى المحكمة في الجلسات الماضية .. جاءت الإجابة بتلك الكلمات ( اخشي أن يكون مصيري نفس مصير القتيلة التي كانت شاهدة أيضا ) أدلت الشاهدة بأقوالها وانتظرت الحكم خارج القاعة . ازدادت ضربات قلبها خوفاً من نظرات المتهم .. دقائق وخرجت هيئة المحكمة وقررت في قرارها اعدام المتهم شنقاً حتى الموت واحالة القرار إلى رئاسة الجمهورية للتصديق على اعدامه شنقا ً . الشاهدة هي الوحيدة التي خرجت من القاعة أيقنت انه لن يخرج مرة ثانية للانتقام منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram