ابناء البصرة من الجيل السابق، ومنهم طويل العمر الشاعر طالب عبد العزيز، يعرفون "تومان" المختص باقامة فعاليات في الهواء الطلق في منطقة العشار ، لحث الجمهور على مشاهدة فيلم سينمائي جديد عربي او هندي او اجنبي في دور السينما البصراوية. والراحل تومان ، كان له اسلوبه في الترويج الإعلاني ، مقابل الحصول على مبلغ زهيد ،قد يتضاعف مع الاقبال الواسع على مشاهدة مشاهدة الافلام الجديدة ، ومن كلا الجنسين يوم كانت البصرة تعيش "عصرها المدني " قبل اندلاع الحروب ، وجعلها "ارضا حراما" ، وحين توفرت الفرصة لاستعادة انفاسها ، فقدت الكثيرمن مظاهرها الحضارية ، فتوالت عليها النكبات ، وجعلت ابناءها يصدقون حقيقة القول الشائع "بعد خراب البصرة" .
ما تعلنه القوى السياسية من مواقف عبر بياناتها وتصريحات قادتها وخطبهم شبه اليومية تجاه القضايا الاقليمية وفي مقدمتها المشكلة السورية ، يكشف بحسب المراقبين عن جهل واضح في تسويق الخطاب للرأي العام واقناعه بتبني مواقف تلك القوى المشاركة في العملية السياسية ، ولها مواقع ومناصب في الحكومة ، فالحزب الفلاني يحذر من تداعيات الضربة العسكرية المحتملة على سوريا ، وآخر يراها البداية الصحيحة لتحقيق عدالة السماء في احترام ارادة الشعوب وانقاذ مكونات اجتماعية من تهميش مقصود امتد مئات السنين ، وبين الموقفين يتم اعداد سيناريو فيلم سينمائي غير صالح اطلاقاً للترويج الإعلاني بطريقة الراحل تومان .
يقال ان مواقف القوى السياسية العراقية موحدة ومتطابقة أزاء المشكلة السورية ،ولكن من يتابع التصريحات ستنتابها
المخاوف من مشاهدة فيلم رعب تجري أحداثه على الارض عندما تشتعل المنطقة نتيجة اصرار محترفي ارتكاب الحماقات على احداث الخراب الشامل ، بجهود عناصر مجاميع مسلحة هويتها القتل لإثبات وجودها بأنها صاحبة القدرة على تحقيق توازن الرعب على بحار من الدماء.
المخرج المسرحي رحيم ماجد ابن محافظة الديوانية كان يحدث زملاءه بأنه أعدَّ مسرحية في عقد الثمانينات تناول فيها شخصية تومان البصراوي ، المسرحية لم تعرض لان الرقيب اكتشف في النص ايحاءات لا تنسجم مع توجهات الاعلام الرسمي ، وتضمن مشاهد تدين الحرب ومآسيها الكارثية ، بمعنى آخر تجسيد "خراب
البصرة" على المسرح!
القوى السياسية على اختلاف مواقفها ورؤيتها لمستجدات الاحداث في المنطقة ، وخاصة الاطراف المشاركة في
الحكومة، عليها التجرد من دوافعها المذهبية واختيار زاوية نظرجديدة تساعدها على رؤية المشهد بوضوح ، فتشكيل اقليم في المحافظات الغربية، أوجعل مدن العراق الواقعة على حدوده الشرقية اكثر اتساعا لنفوذ الاصدقاء،
والاعلان عن رغبات اخرى عند حلول موعد ساعة الصفر، بداية الطريق لخراب شامل، والف رحمة على روحك
تومان.
فقـدنا خدمات تومـان
[post-views]
نشر في: 15 سبتمبر, 2013: 10:01 م