TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فقـدنا خدمات تومـان

فقـدنا خدمات تومـان

نشر في: 15 سبتمبر, 2013: 10:01 م

ابناء البصرة من الجيل السابق،  ومنهم طويل العمر الشاعر طالب عبد العزيز، يعرفون "تومان" المختص باقامة   فعاليات في الهواء الطلق في منطقة العشار ، لحث الجمهور على مشاهدة فيلم سينمائي جديد عربي او  هندي او اجنبي في دور السينما البصراوية. والراحل تومان ، كان له اسلوبه في الترويج الإعلاني ، مقابل الحصول على مبلغ زهيد ،قد يتضاعف مع الاقبال الواسع  على مشاهدة مشاهدة الافلام  الجديدة ، ومن كلا الجنسين يوم كانت البصرة تعيش "عصرها المدني "  قبل اندلاع الحروب ، وجعلها "ارضا حراما" ، وحين توفرت الفرصة لاستعادة انفاسها ، فقدت الكثيرمن  مظاهرها الحضارية ، فتوالت عليها النكبات ،  وجعلت ابناءها يصدقون حقيقة القول الشائع "بعد خراب البصرة" .
ما تعلنه القوى السياسية من مواقف عبر بياناتها وتصريحات قادتها وخطبهم شبه اليومية  تجاه القضايا الاقليمية  وفي مقدمتها المشكلة السورية ،  يكشف  بحسب المراقبين عن جهل واضح في تسويق الخطاب للرأي العام واقناعه بتبني  مواقف تلك القوى المشاركة في العملية السياسية ، ولها مواقع ومناصب في الحكومة ، فالحزب الفلاني يحذر من تداعيات الضربة العسكرية المحتملة على سوريا ، وآخر يراها  البداية الصحيحة لتحقيق عدالة السماء في  احترام ارادة الشعوب وانقاذ مكونات اجتماعية من تهميش مقصود امتد مئات السنين ، وبين  الموقفين يتم اعداد سيناريو فيلم سينمائي غير صالح اطلاقاً للترويج الإعلاني  بطريقة الراحل تومان .
يقال ان مواقف القوى السياسية العراقية موحدة ومتطابقة أزاء المشكلة السورية ،ولكن من يتابع التصريحات ستنتابها
المخاوف من مشاهدة فيلم  رعب تجري أحداثه على الارض عندما تشتعل المنطقة نتيجة اصرار محترفي ارتكاب الحماقات على احداث الخراب الشامل ،  بجهود عناصر مجاميع مسلحة هويتها القتل لإثبات وجودها بأنها صاحبة القدرة على تحقيق توازن الرعب  على بحار من الدماء.
المخرج المسرحي رحيم ماجد ابن محافظة الديوانية  كان يحدث زملاءه بأنه  أعدَّ مسرحية في عقد الثمانينات  تناول فيها شخصية تومان البصراوي ، المسرحية لم تعرض لان الرقيب اكتشف في النص ايحاءات لا تنسجم مع توجهات الاعلام الرسمي ، وتضمن مشاهد تدين الحرب ومآسيها الكارثية ، بمعنى آخر تجسيد "خراب
البصرة" على المسرح!
القوى السياسية على اختلاف مواقفها ورؤيتها لمستجدات الاحداث في المنطقة ، وخاصة الاطراف المشاركة في
الحكومة، عليها التجرد من دوافعها المذهبية واختيار زاوية نظرجديدة  تساعدها على رؤية المشهد بوضوح ، فتشكيل اقليم في المحافظات الغربية، أوجعل مدن العراق الواقعة على حدوده الشرقية اكثر اتساعا لنفوذ الاصدقاء،  
والاعلان عن رغبات اخرى عند حلول موعد ساعة الصفر، بداية الطريق لخراب شامل، والف رحمة على روحك
تومان. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

 علي حسين الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب...
علي حسين

قناطر: المسكوت عنه في قضية تسليم السلاح

طالب عبد العزيز تسوِّق بعضُ التنظيمات والفصائل المسلحة قضية الرفض بتسليم أسلحتها الى الدولة على أنَّ ذلك قد يعرض أمن البلاد الى الخطر؛ بوجود تهديد داعش، والدولة الإسلامية على الحدود مع سوريا، وأنَّ إسرائيل...
طالب عبد العزيز

ناجح المعموري.. أثر لا ينطفئ بعد الرحيل

أحمد الناجي فقدت الثقافة العراقية واحداً من أبرز رموزها الإبداعية، وهو الأديب ناجح المعموري الذي توزعت نتاجاته على ميادين ثقافية وفكرية متعددة، القصة والرواية والنقد والميثولوجيا. غادرنا بصمت راحلاً الى بارئه، حيث الرقدة الأخيرة...
أحمد الناجي

من روج آفا إلى كردستان: معركة الأسماء في سوريا التعددية

سعد سلوم في حوارات جمعتني بنخبة من المثقفين السوريين، برزت «حساسية التسميات» ليس كخلاف لفظي عابر، بل كعقبة أولى تختزل عمق التشظي السوري في فضاء لم تُحسم فيه بعد هوية الدولة ولا ملامح عقدها...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram