TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النجيفي .. بين الجار والمجرور

النجيفي .. بين الجار والمجرور

نشر في: 15 سبتمبر, 2013: 10:01 م

النوائب التي شكرها الشاعر العربي قد لا تتوقف فوائدها عند قوله:
جزى الله النوائب كلَّ خيرعرفت بها عدوي من صديقي
هي ذاتها التي يسميها أهلنا "النوايب" ومنها جارى شاعرنا الشعبي ذلك البيت بقوله:
انا الما يوم بيّن عَلَّه مني
طحت والچان جوّه عله مني
جزى الله النوايب علمني
صديقي من عدوي الشمت بيه
والإنسان الذي لا يتعظ من النائبات، ولا اقصد البرلمانيات طبعا، يحتاج قطعاً الى مراجعة طبيب نفساني ليكشف له عن العلة وليتأكد من انه ما زال إنساناً. اعتقد ان الحديث النبوي القائل "لايلدغ المؤمن من جحر مرتين" يؤكد معنى ما ذهبت اليه.
الزبدة هنا هي ان الانسان السوي، وكذلك المجتمع السليم، هو من ينجح في استثمار ما يتعرض له من مشكلات، صغيرة كانت، كالمقلب الذي حدث للنجيفي في بيان الرئاسات الثلاث الأخير، أو كبيرة كإعصار تسونامي، ويحولها الى دروس قد تجعله واحدا من رموز الدنيا. فاليابانيون، وحسب احد مفكريهم، حولوا نقمة هيروشيما الى نعمة أوصلتهم الى مصاف اكثر الدول تطوراً.
لقد ضيع النجيفي، ولا أقول عن غير قصد، على نفسه فرصة ذهبية ليثبت انه ليس من مدمني المناصب وليس طرفاً في خراب العراق على كل الصعد. فمن يرتضي ان يضحك الآخر عليه، قطعاً لا يهمه ان ضحك هذا الآخر على الناس كلهم.
لحظة حلّت كان يمكن له ان يستغلها ليجُبَّ الغيبة عن نفسه. كان يمكن له وبكل بساطة عندما طبطبوا على كتفه ان لا يهدأ وحين قالوا له "مو كدام الكاميرا" ان يرد "لا .. اشو كدام الكاميرا" ويعلن استقالته على الفور. العجيب انه اعترض اعتراضاً قوياً لكنه سرعان ما بلعها ونزل. ولك شسويت بالوادم يالكرسي؟
ولان جيراننا "خلّوها بيناتهم"، كما خلّوا القاصة او "الدخل"، فقد يكون الذي حدث متفقاً عليه بينهم ومرسوماً حسب سيناريو "المسرحية" التي عرضوها علينا بدون خجل. او ان هناك صفقة من نوع خاص طيّب بها الجار خاطر "المضحوك عليه" لنجده بعد أيام مجروراً في طهران لضمان "مستقبل" ما!
كانت أمي، رحمها الله تكرر دوماً:  "اليمشي على رجليه، ما ينحلف عليه".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram