TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إمّا المالكي أو المالكي!

إمّا المالكي أو المالكي!

نشر في: 15 سبتمبر, 2013: 10:01 م

أنا ومثلي ملايين العراقيين نحمل حباً وإعجاباً كبيرين للنائب عباس البياتي، وكيف لا نحبه ونحن نشاهده في اليوم الواحد أكثر من عشر مرات متنقلا بين البرلمان وبرامج التوك شو، وفي كل مرة نسمعه نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الهمة، فليس مطلوبا من نائبنا الهمام أن يخرج علينا أكثر من مرة في اليوم، لكن هموم الوطن ومصالحه تتطلب منه أن يبذل هذا الجهد الذي يأخذ من وقته الكثير.
السيد البياتي أجادت لنا قريحته مؤخرا نظرية سياسية تقول إن المواطن العراقي سيكون الخاسر الأوحد لو أنه لم ينتخب السيد نوري المالكي.. ولم يكتف البياتي بذلك بل أقسم بأغلظ الأيمان أن المنتصر القادم في الانتخابات،إما المالكي أو المالكي.
منذ أشهر تساءلت لماذا لا يتحلى عباس البياتي بقليل من الرحمة والشفقة تجاه هذا الشعب المغلوب على أمره الذي يطلب منه دوما أن يتابع تصريحاته المسكونة بالألغاز وعلامات التعجب؟ لماذا يصرّ على أن يحاصرنا في الفضائيات والصحف ويطلق سيلا من الكلمات التي فقدت صلاحيتها منذ مدة طويلة؟ طبعا كنت أتمنى أن يستمع البياتي لكلامي ولكن يبدو أن السيد النائب مصر على أن يواصل تنقله اليومي من فضائية إلى أخرى حاملا آخر البشارات، من ان المالكي باق ابد الدهر والفضل يعود إلى خطبته الشهيرة: " أيها الناس، أين المفر؟ المالكي من ورائكم والمالكي أمامكم، وليس لكم -والله- إلا الهتاف والتصفيق، واعلموا أنكم في هذه البلاد أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، لا وزر لكم إلا أصواتكم ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي " دولة القانون.. أيها العراقيون ما فعلت من شيء فافعلوا مثله، إن حملت صور المالكي فاحملوا، فإنكم إن لم تفعلوا تبوءوا بالخسران المبين "
لماذا لا يريد ان يتعلم عباس البياتي ومن يشبهه، إن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم وحدهم يعرفون مصلحة البلاد.. فالعدالة الحقة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان، بأنه لا خيار أمام الناس سواهم..لأنهم وحدهم يملكون القوة والحزم، مستبدون يخيفون الناس، لكنهم عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.. أدركت الشعوب الحية، أن الحل في دولة مؤسسات يديرها حاكم إنسان وليس نصف إله، يتغير كل فترة لكي لا يتوحد مع منصبه، ويتصور أنه بطل منقذ.. اكتشف العالم أن فكرة دولة الخلاص، إنما هي أوهام يصرّ المستبدون على زرعها في نسيج المجتمع.
لقد تطور العالم من العشيرة إلى دولة المؤسسات،. ومن الفرد الحاكم إلى الجماعة التي تدير مصالح الناس.. انتهى زمن مقولة: البلاد تضيع بدون "قائد ضرورة"، قالها القذافي من قبل ويقولها اليوم دعاة دولة القانون.. الناس تريد ان تعرف لماذا العراق دائما فى خطر،؟ فى السلم وفي الحرب؟ لماذا يرى المسؤول نفسه مبعوث عناية من طراز فريد لم يهبط إلى الدنيا على يد "قابلة مأذونة".. لماذا يريد ان يوهمنا عباس البياتي ان مجرد وجود المالكي في المنصب إنقاذ للبلاد، لماذا؟ وهل سياساته ستحل الأزمة؟ فيما الأزمات بوجوده تحاصرنا من كل مكان.
في بلاد المؤسسات عاد "الجنرال" آيزنهاور- لا أظن ان عباس البياتي يعرفه – عاد من انتصار الحرب العالمية الثانية وقد جعل بلده أكبر وأقوى دولة في العالم. ولكن في اليوم الأخير من ولايته، كان عليه ان يغادر البيت الأبيض،.. بطل النورماندي لم تعد له أي علاقة بهذا المكان،. ليس للديموقراطية، أي شكل آخر.. سوى شكل تداول السلطة.
السيد البياتي لا أطالبك بدفع ثمن الخراب الذي حل بالبلاد، لكنني أدعوك إلى اعتزال الخطابة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 5

  1. رمزي الحيدر

    لاتتساهل معاهم يجب أن يدفعوا الثمن مضاعفاً ،لأنهم أوصلوا العراق الى الهاوية !.

  2. ابو محمد

    أخونا الظيب كاتب الكلمات عاشت أناملك. لقد مللنا من خطابات البياتي واعضاء دولة القانون الذين خربوا البلاد واتعبوا العباد

  3. الناصري

    عاااااااااااااااااااش المالكي ...........عااااااااااااش عاااااااااااش .....!!!!!!!!!!!! شكد عيب نحن في القرن الواحد والعشرين وهده شعاراتنا نحن بحاجه الى نخبه نحن بحاجه الى طليعه

  4. مواطن

    اخي الكاتب طبعا يصح هكذا مو علمودة قبل انتهاء التقديم للدراسات العليا شالو شرط العمر طبعا حقه ايصرح هالشكل غير ايمسح اكتاف اولياء النعمه

  5. علي

    انا من متابعين مقالتك يوميا مع كوب الشاي الصباحي ,اتعبنا هذا السيرك و الكم الهائل من المهرجين الغير مضحكين ,((ثقال الدم ))قصص و حوارات و تصريحات جذب ب جذب ب جذب ,رحم الله مسيلمة الكذاب ,لو بعث من جديد ل احمر جبينه من الخجل ,لست متدينا ل ادعو لك , انما امل

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram