أزعم أن إقامة أي مهرجان مسرحي مهما كانت طبيعة وماهية الفرق والمُشاركين فيهِ في أي مدينة عراقية , هوَ دليل عافية ثقافية , ومُدعاة للفرح . لأن مُجرد إقامتهِ هو بحد ذاته ينبغي أن يكون مُنطلقاً حقيقياً لتفعيل حراك المسرح العراقي , فمن المؤكد أن الن

أزعم أن إقامة أي مهرجان مسرحي مهما كانت طبيعة وماهية الفرق والمُشاركين فيهِ في أي مدينة عراقية , هوَ دليل عافية ثقافية , ومُدعاة للفرح . لأن مُجرد إقامتهِ هو بحد ذاته ينبغي أن يكون مُنطلقاً حقيقياً لتفعيل حراك المسرح العراقي , فمن المؤكد أن النيات الحقيقية لإقامة أي مهرجان مسرحي مهما كان , تبقى هي من تملك زِمام المُبادرة لتنظيمهِ , ونحنُ إذ نُبارك وندعم هذهِ الخطوات , فهي مُدعاة لتأكيد عافية مسرحنا العراقي الذي نُحب .
ففي دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة وضمن فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 , ثمة حراك وتحضيرات واسعة تشهدها أروقة الدائرة من أجل إقامة  ( مهرجان بغداد الدولي للمسرح ) في دورتهِ الأُولى الذي يُقام للفترة من 23_30/10/2013 بمُشاركة عدد من الأعمال المسرحية الأجنبية والعربية اضافة الى العروض العراقية التي تجري حالياً التمارين عليها لاسيما المُنتجة باسم الفرقة الوطنية للتمثيل , إذ هيّأت الدائرة غرفة عمليات خاصة بالمهرجان تقوم بالتحضير والتنظيم مع تشكيل لجنة خاصة لمُشاهدة جميع العروض التي تقدمت لغرض المُشاركة ضمن فعاليات المهرجان الذي سيضيّف عددا من الفنانين الأجانب والعرب . إذ يأمل القائمون على إدارتهِ أن يكون المهرجان فرصة حقيقية لتفعيل الحراك المسرحي العراقي , وإشراك عروض مسرحية من بغداد وباقي المدن العراقية , كما سيشهد المهرجان إقامة محور نقدي وجلسات نقدية تعقب العروض . وضمن فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية , يُنظم المركز العراقي للمسرح فعاليات ( أيام مسرحية عراقية ) للفترة من 27_30/أيلول الشهر الجاري على خشبة المسرح الوطني ببغداد اضافة الى مبنى منتدى المسرح وبمُشاركة عدد من العروض المسرحية العراقية من بغداد وباقي مُدن العراق , إذ تُشارك مُحافظة بابل بمسرحية  ( صور من بلادي ) تأليف وإخراج د. أحمد محمد عبد الأمير .
ومع انتصاف الشهر القادم , تشهد العاصمة أيضاً إقامة ( مهرجان مسرح الهواء الطلق ) في دورتهِ الأولى والذي تُنظمهُ فرقة مسرح الشارع ومجموعة المسرحيين الشباب منهم ( تحرير الأسدي وعلي محمود السوداني وصميم حسب الله ) وبالتعاون مع وزارة البيئة للفترة من 16_19/10/2013 ولأول مرة في بغداد يُقام مهرجان مسرحي لعروض مسرح الشارع خارج جدران مسرح العُلبة في خطوة الهدف منها تنشيط الحركة المسرحية العراقية عبرَ البحث عن بدائل تعوض نقص قاعات العروض المسرحية وانعدام وجود ميزانيات لإنتاج الأعمال المسرحية ولتأكيد جماهيرية الفن المسرحي , إذ ستكون عروض اليوم الأول على حدائق شارع أبو نؤاس , فيما ستكون عروض اليوم الثاني في شارع المتنبي ومبنى القشلة , أما اليوم الثالث ففي متنزه الزوراء , فيما سيكون اليوم الرابع والأخير أمام تمثال شهريار وشهرزاد , يُختتم المهرجان بإقامة حفل الختام وتوزيع الجوائز في صالة مسرح  سمير أميس , إذ سيشهد المهرجان إقامة محور نقدي بمُشاركة عدد من النُقاد المسرحيين العراقيين منهم ( سعد عزيز عبد الصاحب / صميم حسب الله يحيى / بشار عليوي / كاظم النصار / عادل الشامي  ) مع إقامة جلسات نقدية , وسيُشارك ( نادي المسرح في بابل ) بمسرحية ( معالي الكرسي ) تأليف وإخراج حسين الدرويش وتمثيل ( أصيل ناصر العساف / حسين الدرويش ) , وجماعة مسرحيون والنشاط المدرسي في كربلاء بمسرحية ( همس الرصيف )  تأليف : جاسم أبو فياض , وإخراج مهدي هندو تمثيل ( كفاح وتوت / جاسم أبو فياض / جواد كاظم / محسن الازرق ) , وعروض أُخرى , وتستعد مدينة دربنديخان في إقليم كُردستان العراق , لاحتضان ( المهرجان الدولي لمسرح الشارع ) بدورتهِ الرابعة للفترة من 24_27/10/2013 والذي تنظمه مديرية ثقافة وفنون دربندخان التابعة لوزارة الثقافة والشباب في حكومة الإقليم , بمُشاركة أكثر من 15 عرضا مسرحيا من العراق وإيران وتركيا وألمانيا والسويد , إذا يُشارك مُنتدى المسرح التابع لدائرة السينما والمسرح ببغداد بعرض ( دعوة للحُب ) تأليف وإخراج حسين الدرويش , وهُناك عروض من مُدن دربنديخان وكفري والسليمانية وأربيل وحلبجة وجمجمال وكركوك , فضلاً عن العروض الأجنبية . إن جميع هذه المهرجانات المسرحية تأتي في وقت مُتقارب جداً , كُنا نأمل من القائمين عليها , التنسيق المُسبق فيما بينهم من أجل أن إتاحة الفُرصة لجميع المُهتمين بالشأن المسرحي العراقي مُتابعة العروض المُشاركة وتحقيق الفائدة القصوى والجدوى المعرفية من إقامتها , مع التأكيد أن مُجرد إقامة مهرجان مسرحي , فهذا يعني أن عافيتنا الثقافية في تزايد , وإن ثقافة الجمال والمحبة والتسامح وهي النسق الضابط للخطاب المسرحي , هي من يجب أن تسود.