TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لماذا النسيان يا بنيان؟!

لماذا النسيان يا بنيان؟!

نشر في: 16 سبتمبر, 2013: 10:01 م

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ.. تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
بيت شعر لأبي الطيب المتنبي استهواني لأضعه مفتاحاً لسطوري التي قد لا تروق للبعض ممن تنكروا وتناسوا جهودي المضنية التي ذهبت أدراج الرياح!
فعندما يتنكر المرء أخاه ويحاول النيل منه من دون وجه حق وأمام الملأ تبدو حالة غريبة يجب الوقوف عندها لاسيما إن الطرف المقابل لا يعلم ما يكنه له ذلك المرء، لذلك ستجري الرياح بما لا تشتهي سُفنه التي تعلم جيداً إن الطريق الذي سيقودها الى امنياته سالكاً.
هكذا كنت أظن شخصياً عند إصراري على حضور الاحتفالية التي أقامها نادي الشرطة لمناسبة خطفه لقب الدوري الذي يُعد مفخرة لكل من اسهم ودعم هذا النادي من لاعبين ومدربين وإداريين وإعلاميين وصحفيين وجمهور وأنا أحد هؤلاء الذين واكبوا مسيرة هذا النادي ووقفت معه بأحلك الظروف ولو بقلمي الذي لا أخشى إزاءه بالحق لومة لائم، لكن فعلا أتت تلك الرياح العاتية التي جرفت معها محبة ووئام تلك القلعة الخضراء الزاهية الألوان التي تؤطرها أوتار القيثارة الخضراء عندما تعزف لحن الحب والوفاء دوماً بقلوب مَن أحبها لكن هذه المرة جاء اللحن نشازاً ليفصح عن شيء ربما كان مبيّتاً من قبل أشخاص يُهيمنون على تلك الأوتار ليجعلوا الحانها تتماشى مع تطلعاتهم التي جعلت غصّة في قلبي لتجعلني قد اندم على حضوري الذي يعد للمرة الأولى منذ عام ونيف جراء تردي وضعي الصحي الذي أجبرني على عدم ولوج الميدان حتى قبيل أيام لتعد احتفالية الشرطة فاتحة خير لي لإستعادة ألقي وحضوري مجدداً ومواصلة مشواري المهني المتواصل برغم ابتعادي.
تلك الاحتفالية البسيطة حملت بين طياتها أموراً كثيرة جعلتني أعيد النظر بالكثير من الأمور التي قد أكون اجهلها تماماً لأنني لا اعرف سوى لغة التسامح والحب والإخوة بعيداً عن نزعة الكراهية والحقد التي تجتاح روح الإنسانية لتجعل من يتمتع بها ينظر للجميع بعين واحدة من دون أن يجعل له بُعد نظر يستمد منه ذلك التأمل الذي يجعلنا نروم الوصول الى تلك الشجرة الجميلة لنستظل بظلها الذي يعد آمنا بكل تأكيد.
توقعت بان يكون لي حصة الأسد مما حملته إدارة الشرطة من هدايا تذكارية قد تبدو بسيطة بثمنها ونوعيتها لكنها بالتأكيد ستكون غالية بما تحمله من أصالة وتأريخ وذكريات ستبقى خالدة مهما حيينا كونها جاءت في يوم تتويج أهل القيثارة إبطالاً للدوري بعد عزوفهم لمدة 15 عاماً تماماً عن اعتلاء منصات التتويج، فلا زلت اجهل سبب عدم تكريمي أسوة ببقية الزملاء الذين اتحدى اياً منهم ان يكونوا قد رافقوا مسيرة الأخضر الشرطاوي كمرافقتي التي تركت بصمة جميلة في نفوس وقلوب قراء (المدى) ومحبي القيثارة الخضراء لأننا دائماً نركز على حيادية ما نكتب وهذه الحيادية مستمدة من المهنية والاحترافية العالية التي جبلنا عليها ومعنا القائمون على الصحيفة بشهادة كبار النقاد والمحللين.
أقف اليوم حزيناً لعدم شمولي بتكريم إدارة نادي الشرطة التي وقف يوماً رئيسها وقال لي بالحرف الواحد (لقد غمرتنا بحنانك وعطفك وقلبك وقلمك) وكانت عباراته لن أنساها مهما حييت لأنها جاءت من القلب وأي قلب انه لإنسان كبير بكل شيء فإنها شهادة والله اعتز بها دائماً وأتمنى ان اعمل كل ما بوسعي لأكون عند حسن من ظن بي هكذا.
وعجبي اليوم عندما عاتبت مسؤول المكتب الإعلامي الذي تربطني به علاقة أكثر من أخوية كان رده أنّ النسيان فقط من اسقط أسمك خارج الحسابات!! فهل يُعقل أن ينسى القائمون على النادي دورنا..فلماذا النسيان يا بنيان؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram