TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عيد ميلاد (المالكي)

عيد ميلاد (المالكي)

نشر في: 16 سبتمبر, 2013: 10:01 م

نحتاج أحياناً الى الأعياد لنخلق بهجة غادرتنا منذ زمن بعيد..منذ اقلعنا عن وضع فستان العيد تحت وسادتنا واحتضان السماء ونحن نحلق في أراجيح مربوطة بين النخيل ومنذ بتنا نخجل من الركوب في عربة تجرها الخيول المرهقة ونحن نصفق ونغني (بالعربانة جابوج أمينة) او نحمل حقيبة صغيرة تضم (عيدياتنا)..أعيادنا تحولت الآن الى طقس يذكرنا ببهجة غادرتنا منذ زمن بعيد..هناك أعياد أخرى قد لايتذكرها اصحابها كعيد المرأة الذي يشغل ناشطات المجتمع المدني بينما لاتعرف عنه شيئا أم محمد التي تبيع الخضر او الأرملة ام حسين التي تلاحق راتب الرعاية الاجتماعية لتعيل ايتامها وعيد العمال الذي لايعبأ به العامل مادام يخلو من مكافأة مالية او ضمان اجتماعي، وهناك اعياد تشكل عبئاً على الآخرين كعيد المعلم الذي بات يرهق الطلبة بهدايا إجبارية لرسل العلم والمعرفة اوعيد الحب الذي يجبر الشباب على التضحية بمصروفهم لشراء (دباديب) واكسسوارات حمر لكسب قلوب حبيباتهم..
وحده عيد الديمقراطية الذي يصادف في منتصف شهرايلول مر بصمت ولم يحتفل به احد في العراق رغم ان الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة دعا القادة في بيان أصدره بهذه المناسبة الى الإنصات لأصوات الناس واحترامها والاستجابة لها كما يجب سواء بصورة مباشرة او عن طريق الممثلين المنتخبين...العراقيون لم يكونوا بحاجة الى استذكار العيد او الاحتفال به لأن الحرمان من بهجة الأعياد هو مايدفع الناس الى انتظارها ونحن لانعاني من الحرمان من الديمقراطية بل من التخمة والإشباع اذ لايمر حديث او تصريح لمسؤول حكومي او حزبي إلا وقد طفرت منه مفردة الديمقراطية وقد تلحق بها الشفافية لتصبح الحياة اجمل بكثير مما هي عليه!!
ولكي ينجح تطبيق الديمقراطية في بلد حديث العهد بها كبلدنا يراد من المواطنين ان يفهموا حقوقهم وواجباتهم فهماً كاملاً وان يتمكنوا من الإجابة على أسئلة مثل:" لماذا يجب ان أصوت؟ " و" ما الذي أتوقعه توقعاً منطقياً من المسؤولين المنتخبين؟" او " ماهي حقوقي الدستورية؟" لضمان نجاح تجربة الديمقراطية في بلدانهم...ونحن في العراق ندرك جيدا اننا نصوت لشخص ويفوز شخص آخر ويمكننا ان نتوقع من المسؤولين المنتخبين أشياء كثيرة كزيادة أرصدتهم في بنوك الدول الاخرى وتمسكهم بمقاعدهم بكافة الوسائل حتى لو كان الثمن دماً عراقياً..اما الاجابة على السؤال الثالث فليست صعبة أبداً اذ ان حقوق العراقي كلها مكفولة منذ ان استقبل الديمقراطية المستوردة من الخارج بأذرع مفتوحة فحظي بنعمة دخول الستلايت والموبايل والنت وكل مفردات الحضارة وانشغل بها ولم يعد يهمه السعي وراء حقوقه الدستورية مادام هناك من يضحي بوقته ويحرم من عائلته المبعدة في دول الخارج لخدمة المواطن العراقي فيستحق على ذلك راتباً ضخماً وتقاعداً لم يحصل عليه مسؤول حكومي من قبل..
لانحتاج اذن الى الاحتفال بيوم الديمقراطية فهي نعمتنا التي يجب ان نحرص عليها من اعين الحاسدين بل يهمنا ان نحصي النعم التي أغدقتها علينا ديمقراطيتنا واهمها المشاركة في انتخابات نزيهة نقترع فيها سراً ثم نكتشف اننا منحنا ولاية ثانية وربما ثالثة بحق (دستوري وديمقراطي) جدا لشخص واحد لابديل عنه لبناء عراق ينعم بالديمقراطية الحقة،واذن يجدر بنا ان نعتبر هذا اليوم عيد ميلاد سيدنا المالكي (رجل الديمقراطية) الأوحد لنحتفل به ونغيض أعداء ديمقراطيتنا (الشفافة) جدا....

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram