TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكاية عالسلاطين!

حكاية عالسلاطين!

نشر في: 18 سبتمبر, 2013: 10:01 م

عادة متأصلة في النفس البشرية، منذ بدء الخليقة لحد هذا اليوم، وفي عموم أقطار الأرض، إلا من نادر الاستثناء:: نحن نحرق البخور في حضرة من نحب، ونبرر لمن نصطفي (شططهم) ونعمى عن أخطائهم، وربما نغفر لهم خطاياهم، تحت وطأة هوى أو مصلحة!
نحن نرى القشة في عين الخصم، ويعترينا عشو إرادي عن ملاحظة سيخ من حديد في عين من نحب. تبرير أخطاء هذا الحاكم أو ذاك على مر العصور،، ديدن المستشارين والمقربين، والمنتفعين، وذوي المصلحة – بكافة صنوفها وأسمائها – ولا يستثنى عشاق الحاكم لوجه الله والوطن والمنزهة من كل شائبة.
أستحضر حكاية بليغة من أقاصيص الأجداد، للعبرة.:
عرف عن شيخ عشيرة مرموقة، عشقه للتهويل حد المبالغة، مما يوقعه للوم أو العتب.
اقترح عليه الحكماء في العشيرة، أن يصطحب حكيما، يرقع له ما يتشقق من نسيج الحديث إذ يتصدر مجلس المضيف، بأن يلكزه في خاصرته، حين يبلغ به الشطط حد المبالغة.
ذات مجلس، والمضيف مكتظ بأبناء العشيرة: تحدث الشيخ عما حدث له أثناء رحلة الصيد الأخيرة، قال: وقعت عيني على سرب طائر من البط البري، بهرتني بطة سمينة، فقررت اصطيادها! أغمضت عيني اليسرى، وسددت النظر باليمنى، وصوبت. لكن – ويا للأسف - حادت البطة، ولكن ويا للعجب، لاحقتها (الصجمات) من غصن إلى غصن،ولم تتركها حتى أصابت منها مقتلا! ولما بلغنا موقع الطريدة وجدناها مشوية تفوح منها نكهة الريحان!
ولما شهد الدهشة بادية على سيماء الحاضرين، اكتشف شططه، فلكز الحكيم الذي يجاوره ليرقع له الشق. قال الحكيم:
--_ما العجب يا جماعة.. فالشيخ وهو يغلق عينه اليسرى، ويسدد النظر باليمنى، كان يخمن مسار البطة، وانتقالها من هذا الغصن لذاك،ولا عجب من شواء البطة، فقد تهاوت فوق أغصان من هشيم يابس قرب حقل للريحان، و حرارة الطلقات أضرمت النار في الهشيم.
انفرجت أسارير الشيخ، وهمهم الحضور مصدقين،، غير إن رئيس العشيرة لم يكتف، بل واصل: بعد ذاك استمتعنا بوجبة شهية قوامها ثريد مجبول ببصل وبهار و... ولما رأى الحيرة ترتسم مجددا على وجوه الحاضرين، وتعلو همهمتهم،، لكز صاحبه، ثم لكزه مثنى وثلاث، وصاحبنا ملتزم صمتا. فلما اشتدت لكزة الشيخ في خاصرة الحكيم ليرقع له الشق، صاح الحكيم نافد الصبر،: يا طويل العمر حرارة الصجمات أضرمت النار و شوت لك البطة، فمن أين أجلب المرق والبصل والبهار ونقيع الخبز...
من أين يا طويل العمر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Hassan

    الان الساعدي والاسدي والبياتي والفتلاوي والهلمة كلهه احكم من هذا الحكيم لن يتوقفوا عن الترقيع وسيجدون للمرق والبصل والبهار مخرجاوان لم يجدوا لا يهم ان صدقت العشيرة ام لم تصدق.

  2. خالد الشمس

    الاخت الفاضله ام علي ...... تعقيب هام ومواد اخرى اريد ان تصل لبريدك كما وصلت مادة ( راقص باليه ) والقصاصات الاخرى ... شكر متصل وتقدير

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram