بزيارته الأخيرة الى إيران وقبلها الى تركيا ، دخل رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي شهر العسل بعلاقته مع نواب ائتلاف دولة القانون ، فنزعوا عنه الطربوش التركي ، لانه استطاع اقناع انقرة ورئيس وزرائها اوردغان بالموقف العراقي تجاه الازمة السورية ، فاستعادت الجارة الشمالية رشدها ، لتلقيها صفعة على اثرها ابدت استعدادها لإعادة النظر بجميع مواقفها المتعلقة بالعراق ، وامكانية تسليمها نائب رئيس الجمهورية المحكوم بالاعدام طارق الهاشمي للسلطات العراقية ، تعبيرا عن الشعور بالندم والاعتذار عن ممارسات سابقة ، مع اصرار على فتح صفحة جديدة من العلاقات المشتركة بين البلدين ، واصحاب هذا النوع من التصريحات المتفائلة حول العلاقات بين بغداد وانقرة ، سبق ان اتهموا النجيفي بتنفيذ الاجندة التركية ، وعثمنة العراق اي إلحاقه بالخلافة العثمانية .
زيارة رئيس مجلس النواب الى ايران ، احبطت تحركات شهدها البرلمان مؤخرا تتعلق بجمع تواقيع لإقالة النجيفي من منصبه ، لخرقه الدستور ، وانحيازه الطائفي لصالح فئة على حساب اخرى ، وتعطيله الدور الرقابي والتشريعي ، ودفاعه عن برلمانيين متهمين بالتورط في دعم وتأييد مجاميع إرهابية .
باستطاعة هواة البحث عن تغيير المواقف بين ليلة وضحاها ، العودة الى ما نشرته وسائل اعلام محلية ليطلع على حجم التصريحات المضادة للنجيفي ، حتى اصبح الرجل بنظر معظم العراقيين مرشحا لاستقبال مذكرة اعتقال بحقه ، فتشتعل الساحة السياسية بازمة جديدة اثر الضربة القاضية الموجهة من السلطة التنفيذية الى التشريعية .
المواقف المباركة لزيارة النجيفي الى ايران ، ستبقى مرتبطة بتخليه عن الطربوش التركي ، وتنفيذ انقرة وعودها لبغداد ، وبخلاف ذلك فليس من المستبعد في الوضع العراقي الذي لا يعرف الثبات ان يتخلى المباركون عن مواقفهم ، وترتفع تحذيراتهم من سياسية اردوغان ورغبته في عثمنة المنطقة .
اعضاء في قائمة "متحدون " بزعامة النجيفي ، واثناء وجوده في ايران ، طالبوا طهران بالكف عن التدخل في الشأن العراقي ، لأنها السبب الرئيس في اضطراب الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد ، وتدعم الشيعة على حساب السُّنة لبسط نفودها في المنطقة ، ولم تضع تلك التصريحات في حسابها قضية الطربوش التركي ، فهي فتحت الأبواب امام احتمال اقتصار شهر العسل بين النجيفي ودولة القانون لاسبوع واحد ، ثم يستعيد الطرفان نشاطهما في تبادل الاتهامات ، وترتفع الأصوات لجمع التواقيع مرة اخرى ، وقد يلجأ المتنفذون الى السلطة القضائية لإصدار قرارات مصيرية ، تمنع استخدام الطرابيش والجراويات والسيدارة الفيصلية !
بعد عودة النجيفي من طهران سيتوجه الى السعودية ، وستكون محطته الاخيرة في اطار جولة إقليمية ، تنفيذاً لقرارات الاجتماع الأخير للرئاسات الثلاث مع قادة الكتل النيابية ، وفي الرياض سيضاف الضلع الثالث ليشكل مع التركي والإيراني المثلث الجديد ، برعاية عراقية ، لغرض بلورة موقف موحد تجاه المشكلة السورية ، وإمكانية حصول تقارب بين السعودية وايران ، وتمنيات من هذا النوع في ظل الواقع الإقليمي الراهن ، تبقى مجرد أوهام، وحراك بلا جدوى فصراع الإرادات قائم، وشهر العسل لن يدوم طويلا بوجود العكال السعودي والطربوش التركي !
طربوش النجيفي
[post-views]
نشر في: 18 سبتمبر, 2013: 10:01 م