بهدوء يعمل ويفكر وما ان ينتهي من مهرجان حتى يفكر بالثاني ولا يكاد يكمل تصميم الا ويكون الآخر قد اكتملت خطوطة و فكرته في ذهنه وهذا هو حال مصمم الازياء وخبير الموضة العراقي الشاب سنان كامل الذي انهى مؤخراً مهرجان هندام للازياء في المغرب وينهمك حالياً ب

بهدوء يعمل ويفكر وما ان ينتهي من مهرجان حتى يفكر بالثاني ولا يكاد يكمل تصميم الا ويكون الآخر قد اكتملت خطوطة و فكرته في ذهنه وهذا هو حال مصمم الازياء وخبير الموضة العراقي الشاب سنان كامل الذي انهى مؤخراً مهرجان هندام للازياء في المغرب وينهمك حالياً بالتحضير لمشاركته المقبلة في اسبوع لندن للازياء مطلع العام المقبل.

سمعت بوصوله الى اربيل فكان لابد من اغتنام الفرصة وحصل اللقاء معه وبدأنا من النهاية وتحديداً مهرجان هندام للازياء في المغرب الذي تلقى دعوة خاصة للمشاركة فيه وسط منافسة ومشاركة كبيرة لمصممين من 12 دولة عربية عرضوا منتجاتهم في فندق المحمدية المشهور والمطل على المحيط الاطلسي فيما زاد عدد الجمهور الذي شاهد المهرجان على الخمسة آلاف شخص وفي وسط هذه الاجواء من المنافسة القوية سطع نجم مصممنا الذي لفت انتباه الحاضرين الى واحدة من اهم وابرز واقدم قطع الازياء في العراق وهي العباءة التي تألقت واكتسبت شبابا متجددا على يـــد سنان كامل . وبدت علامات الاعجاب والاستحسان واضحة من جمهور الحاضرين في المهرجان الذين التقى اغلبهم ولاول مرة مع العباءة العراقية ذات الخطوط العصرية والزينة برسوم ونقوش مستوحاة من التراث العربي والقصص والاساطير التي يحتويها وكتبت عنه الصحافة المغربية الشيء الكثير وخصصت قناة ((Fashion One العالمية المتخصصة بشؤون الازياء والموضة تقرير كامل عن العراقي الذي حمل قصص وحضارة وادي الرافدين واسمعها لهم بشكل ازياء عصرية وتصاميم حديثة تتسابق الحسناوات الى ارتدائها . وعن اختياره وتخصصه بهذه القطعة من الملابس يؤكد مصممنا: ان هذا الامر طبيعي لان العباءة هي اقدم قطعة ملابس في الموروث العراقي والتي تظهر واضحة في بعض الصور والمنحوتات التي تعود للآشوريين والسومريين ويبلغ عمرها اكثر من 7 آلاف سنة وتصور هذه المنحوتات بشكل واضح المرأة في ذلك الزمن وهي ترتدي العباءة التي هي بحق ايقونة الازياء العراقية ، لافتاً الى ان أية دولة في العالم تفتخر وتعتز بملابسها التراثية وتعتبرها هوية تعريفية لها وفي هذا السياق فإن العباءة هي زي تراثي وتعريفي وهوية للمرأة العراقية .
ويعتمد سنان بالدرجة الاساس في تصاميمه الحالية على المناظر والصور المستوحاة من التراث والتاريخ العراقي والقصص الاسطورية التي يطرزها بحرفية عالية فوق تصاميمه التي تجمع بين اصالة هذا الزي وخطوط الموضة الحديثة لينتج عنه قطع فنية تجذب الانظار بجمالها ودقة خياطتها وهو ما حصل معه في مشاركته الاخيرة بالمغرب وتلقى بعدها عروضاً للتجهيز بكميات من منتجاته من دول عربية وطلبات من امريكا واخرى من بلجيكا ويعمل حالياً على الايفاء بهذه الطلبات.
وتعد مشاركته الاخيرة في المغرب هي الرابعة من نوعها وسبقتها في سنة 2012 اقامته لمعرض في دولة الامارات وخصص للهيئات الدبلوماسية واقيم في السفارة العراقية في امارة ابوظبي والثاني بعده تم في امارة دبي وشهد حضورا كبيرا جداً من الجالية العراقية والجمهور الاماراتي والمشاركة الاخرى هي في فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية ومن خلالها تعرف الجمهور بشكل اوضح واقرب الى تصاميمه التي نالت اعجاب الكثير من اصحاب دور الازياء والتصميم ومنهم الراعي الرسمي لمهرجان هندام المغربي فريد براده .
وعن ابرز الصعوبات التي يواجهها سنان في عمله يبين انها في ندرة وقلة المحترفين في مجالات التطريز والمشغولات اليدوية وارتفاع اسعارهم الامر الذي اضطره الى نقل عمله الى دول اخرى ومنها المغرب العربي موضحاً ان العباءة التي تكتمل بمبلغ 400 دولار في العراق يمكن ان ينجزها باقل من 100 دولار في المغرب وباحترافية اكبر لافتاً الى وجود متخصصين محترفين في هذا المجال ويتاقضون اسعارا مناسبة في المغرب وهو يتهيأ لانجاز كمية من الازياء في تلك الدولة استعداداً لتلبية طلبات زبائنه ولتهيئة ازياء يحتاجها في مشاركات عالمية مقبلة .
ويرى مصممنا الشاب ان واحدة من اكبر الاخطاء السائدة في العراق عن عروض الازياء هو النظر لها على انها عمل فرق او اداء مؤسساتي لأغراض العرض فقط وليس من اجل التسويق والتجارة والتي هي روح واساس فكرة عروض الازياء في جميع دول العالم فنحن نعرض من اجل الترويج والتسويق والبيع وليس من حتى نقول اننا عملنا عرض ازياء.
ويعكف سنان حالياً على التخطيط والتهيئة لمشاريعه المستقبلية وفي مقدمتها المشاركة في اسبوع لندن للازياء خلال شهر اذار من العام القادم وهو مهرجان يقف بالصدارة من عروض الازياء التي تشهدها عواصم الموضة في العالم حيث سيكون سنان هو المصمم العراقي الوحيد المشارك في هذه العروض كما يعكف حالياً على وفرة المزج بين الازياء العالمية والموروث العراقي من خلال ادخال رسوم التراث والحضارة العراقية على فساتين السهرة وغيرها من الازياء وهي فكرة يعمل على اكمال خطوطها الاساسية تمهيداً للكشف عنها في عرض مستقل يضيف نجاحا آخر الى سلسلة انجازات سفير الاناقة العراقية .
والمصمم سنان كامل من مواليد 1979 وحصل على دبلوم التصميم من معهد الفنون الجميلة وبكلوريوس تصميم دخلي (ديكور) من اكاديمية الفنون الجميلة واقام معرضه الشخصي الاول سنة 1986 في كلية الاداب بجامعة بغداد سنة 1986 وله مشاركات في عدة معارض دولية منها في الهند وهنغاريا واليابان والكويت وسوريا وعمل محاضراً في معهد التدريب الاعلامي السوري بالاضافة الى كونه معد برامج وثائقية وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين وعضو الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية.