فيوليت أبو الجلد* الرُسل ،النسوة الحائرات ،المتصوّف الأخير ، الشاعر النزق،المرأة التي تغتسل كل يوم بالطيب،اللص، قارئة الفنجان والمشعوذ السكّير ،كلهم هربوا من قوافل السأم الى أحلام اليقظة،الى منامات شاعرة ضَجِرة . ****أشهى من التوت البرّي أيها ال
فيوليت أبو الجلد*
الرُسل ،
النسوة الحائرات ،
المتصوّف الأخير ، الشاعر النزق،
المرأة التي تغتسل كل يوم بالطيب،
اللص، قارئة الفنجان والمشعوذ السكّير ،
كلهم هربوا من قوافل السأم الى أحلام اليقظة،
الى منامات شاعرة ضَجِرة .
****
أشهى من التوت البرّي أيها الحزن الجليل ،
أيها الأحمر القاني على لسان الحب.
يا لمذاق الوحشة النضرة!
المجد لك أيها الشجن ،
يا مِشنقة من حرير،
يا غنَج الموت على شفةٍ يائسة.
****
ينعسُ الله
لينام الشعراء ملء خيباتهم
على أسرّة من حرير ومن موشحات.
يغطي أكتافهم ليلا برقة،
هم العراة الأزليون على هذه الأرض الشبقة.
****
مَن يغسل قمصان النوم من الأرق المزمن؟
مَن ينشر عريَه على حبل الكلام يلمّه
قبل زخات العتم لحظة العاصفة.
كل ليالي الحب مقدسة ،
حاملا نذوركَ ، إني سمعتُ وقع خطاك ،
لكن الشموع المضاءة بالعتاب أطفأتني.
شممتُ مجيئكَ مطرودا من مخادع العابرات،
شممتُ غلائلهن الملقاة على أكتاف الرجولة ،
ضحكتُ.
إني سمعتُ وقع خطاك لكن أبوابي كثيرة
ويداكَ لا تكفيان... يداكَ لا تعرفان
أن كل ليالي الحب مقدسة.
****
لمّا رآنا الجان ، كان البخور يتصاعد،
كنا أشباه إنس خرجنا
من وكر الحياة بأشكال مخيفة.
الى أن بدأ الحب يدقّ وشمه على كاحل الصبية ،
تحوّلت الطرقات خلفها الى حدائق،
من ريق العصافير انسكب الندى على أصابع العابر
فصار شاعرا وأقام في الغناء.
****
نزقٌ في الشوارع،
في صدرِ الجميلة العائدة من الحب،
في المدن النائمة رغم فتنة نسائها،
في مزاج النائمات رغم سُحنة الشرق،
رغم سُمرته البدائية الداكنة،
رغم نزق الدماء في الشوارع،
رغم صدر الجميلة يقفز الى فم العدم.
* ( شاعرة من لبنان)