ان كثيرا من مواد البناء توضع عليها علامات على أنها صناعة ألمانية لنكتشف أنها صناعة صينية ، وهنا يأتي دور التقييس والسيطرة النوعية في محاربة مثل تلك الأمور. مصادر المواد المغشوشة يقال انها تأتي من الخارج وهذا يدل على ضعف الرقابة، إضافة إلى تصنيع بعض

ان كثيرا من مواد البناء توضع عليها علامات على أنها صناعة ألمانية لنكتشف أنها صناعة صينية ، وهنا يأتي دور التقييس والسيطرة النوعية في محاربة مثل تلك الأمور.

مصادر المواد المغشوشة يقال انها تأتي من الخارج وهذا يدل على ضعف الرقابة، إضافة إلى تصنيع بعض مواد البناء بطرق غير نظامية حيث يقومون بتصنيع مواد ووضع علامة تجارية عليها ، وأن غلاء مواد البناء كان احد العوامل المؤدية إلى الغش لان البناء مكلف جدا، وعليك ان تتجول في اماكن بيعها حتى ترى تلك المواد المتنوعة ومن عشرات المناشئ ، اذ ان المقلق في الامر هو ان الكثير منها غير صالح للاستخدام كما اثبتت التجارب التي اخضعتها للاختبار. يقول ابو سمير الذي شيد قبل سنه دارا صغيرة (مشتمل) مساحته 100 متر مربع اخذ يشاهد تصدع بعض الجدران وظهور الشقوق ما يشكل خطورة اكيدة على ساكني الدار وبعد التأكد من المواد المستخدمة في عملية البناء اكتشف )المهندس المدني) ان حديد التسليح المستخدم كان من النوع الرديء والذي يعرض حاليا في الاسواق اما لماذا لم يلتفت لهذا الامر على الرغم من تخصصه فيقول انه كان خارج العراق اثناء تشييد الدار ، وابدى المهندس قلقه عندما تبدأ عملية الاعمار الواسعة والتي ستحتاج الى مواد انشائية اكثر جودة ، مبديا قلقه من سقوط العديد من المباني في الفترة المقبلة خاصة التي اعتمدت مواد انشائية غير جيدة، المواطن غالب قيس يقول " الجميع يعرف ان المواد التي تصنع في داخل البلاد أفضل بكثير مما نشاهده من المواد المستوردة بشكل عشوائي والذي ادى الى ارتفاع ملحوظ في أسعارها اثر الطلب الكبير عليها الذي شكل عبئاً اضافياً على كاهل المواطن العراقي".
ان العديد من المواد المستوردة يأتي من مناشئ مجهولة وغير مسجلة ، والتي تتضمن العديد من المواد المغشوشة وغير المستوفية لشروط الاستهلاك والاستخدام ، وتداول تلك المستوردات قبل اخضاعها للفحص والتقييم وما يشكله ذلك التداول من خطر على المستهلك، فيما اشار عامل البناء ابو مهدي في منطقة حي اور الى ان ما موجود من سمنت هندي وايراني ومصري وبكثرة في اسواقنا ليس بالجودة المطلوبة ولا يضاهي المنتج المحلي الذي اكتسب الشهرة الكبيرة لدى دول الجوار وكان الطلب عليه قبل عقود كبيرا جدا، الا اننا تاسفنا عندما علمنا ان المنتج المحلي لا يسد سوى 20% من حاجة السوق المحلية، ويشير ابو عباس ايضا الى ان المواد الصحية المطروحة في الاسواق هي الاخرى رديئة ولا تضاهي ما كانت تطرحه الشركة العامة لتجارة المواد الانشائية والتي كانت تستورد تلك المواد من مناشئ عالمية جيدة كما انها كانت خاضعة الى الفحص المختبري.المهندسة ابتهال الساعدي قالت انها اشترت ابوابا خشبية داخلية وخارجية من السوق المحلية لكن سرعان ما تفطرت تلك الابواب لانها غير مكبوسة بشكل جيد، وتسأل الساعدي عن المعامل الخاصة بصناعة الابواب والتي كانت تابعة لوزارة التجارة وكان انتاجها جيدا ومتينا ويمكن الحصول عليه من منافذ البيع المباشر والتي كانت اما ملحقة بالاسواق المركزية او بالقرب منها، وتختتم المهندسة ابتهال حديثها بالطلب من الشركة معاودة نشاطها مجددا بعد فترة توقف طويلة. من جانبها أكدت عضوة اللجنة الاقتصادية النيابية ناهدة الدايني أن اغلب المواد في العراق اليوم هي مواد رديئة الصنع أو منتهية الصلاحية تدخل إلى العراق من دول الجوار.وأضافت أن العراق أصبح حقل تجارب للبضائع سيّئة الصنع، وهو اليوم من اكبر الدول المستوردة والمستهلكة، وتضغط دول الجوار على السياسيين العراقيين لإدخال بضائعها إلى البلاد بهدف الحصول على العملة الصعبة، لأنه وكما معروف عالميا فأن الحصول على العملة الصعبة أصبح "معقداً"لذا تعمل هذه الدول وبعض التجار على الضغط على الحكومة والسياسيين العراقيين من اجل إدخال البضائع وبالكميات الضخمة تلك إلى السوق المحلية، واستهلاكهم مواد رديئة الصنع ودخلت العراق عبر الاستيراد غير المنظم.وذكرت الدايني أن من أسباب دخول البضائع غير الجيدة الصنع أيضا هو وجود خمسة منافذ حدودية غير رسمية مع إيران، وهو ما اسهم بدخول سلع وبضائع بصورة عشوائية.