كثيرة هي الصور الانسانية الجميلة التي تزاحمت في مراكز الانتخابات بمحافظات اقليم كردستان ،امس السبت، والتي التقطتها عيون الناس مثلما فعلت عدسات المصورين وبعيداً عن نسب التصويت وأعداد الذين انتخبوا ومشاكل البصمة الالكترونية فأن هذه الاحداث ذهبت مع يوم
كثيرة هي الصور الانسانية الجميلة التي تزاحمت في مراكز الانتخابات بمحافظات اقليم كردستان ،امس السبت، والتي التقطتها عيون الناس مثلما فعلت عدسات المصورين وبعيداً عن نسب التصويت وأعداد الذين انتخبوا ومشاكل البصمة الالكترونية فأن هذه الاحداث ذهبت مع يوم التصويت وبقيت الصور الاخرى واليكم جانباً منها .
لقطتنا الاولى رصدت مزاحمة كبار السن لغيرهم في التصويت ومن هؤلاء من جاء متكئاً على على ابنائهم والبعض استخدم الكرسي المتحرك من اجل الوصول الى مراكزهم الانتخابية ولم يغادر منهم احد الا بعد التصويت وتبادل بعض الاحاديث مع الموظفين والناخبين والتي دارت في اغلبها بتمني الخير والدعاء من الله ان يديم نعمة الامن على الاقليم .
ويقول ريبين فاضل (69 سنة) انه وبرغم مرضه الشديد فأنه اصر على الحضور اليوم للمشاركة في عملية الانتخابات ولم يقبل بأخذ الدواء المهدئ حتة لايفوته وقت التصويت ،مبيناً انه حضر منذ السابعة والنصف صباحاً وكانت الحركة خفيفة جداً حين قام بالتصويت . ويضيف فاضل لـــ(المدى) انه اصر على البقاء بجانب المركز الانتخابي والتقى بعدد كبير من الاصدقاء المقاربين له بالسن وتبادلوا الحكايات والتوقعات عن الفائزين بعد اعلان نتائج الانتخابات الحالية ، لافتاً الى انه ومنذ انتفاضة آذار في الاقليم سنة 1991 والى الان لم يفوت أية انتخابات جرت في كردستان. وحمل فريدون قادر والدته المقعدة و ذات الـــ75 عاماً داخل احد المراكز الانتخابية من اجل ان تضع الاستمارة الخاصة بها في صندوق الانتخابات وهي صورة تجمع حولها عدد كبير من الناخبين ووسائل الاعلام واخبر الاعلاميين نيابة عن امه انها أصرت على المجيء مع العائلة التي لم يكن أمامها سوى الرضوخ لطلب الوالدة.
وانطلقت عملية التصويت العام لانتخابات اقليم كردستان، في الساعة السابعة من صباح امس السبت، في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك) بمشاركة أكثر من مليونين وستمائة ألف مقترع لانتخاب 111 نائبا من بين 1129 مرشحاً يمثلون 37 كياناً سياسياً في الاقليم. وفي صورة اخرى نجد تعاون رجال الأمن والصورة الإيجابية التي مثلوها في عملية التصويت سواء قرب المراكز الانتخابية او الشوارع العامة حيث عمل رجل الأمن في إرشاد المواطنين على مراكزهم الانتخابية خصوصاً وان البعض يقع مركزه الانتخابية في منطقة اخرى ولايعرف مكانة بالتحديد.
ويبين مفوض المرور صادق سردار ان الكثيرين يسألون عن اسم المدرسة التي تكون مقراً لمركزهم الانتخابي وانا وبحكم عملي في هذه المنطقة اعرف تماماً جميع المدارس والدوائر الحكومية فيها وساعدت الكثيرين ليوم في الوصول الى مراكزهم والبعض عاد بعد التصويت والقى التحية وشكرني.
وكان مدير العلاقات والإعلام في محافظة اربيل حمزة حامد قد بين في وقت سابق لـــ(المدى) ان اجراءات يوم التصويت ستتضمن غلق تام للمطارات في الاقليم وقطع للطرق الواصلة بين اقليم كردستان وباقي أجزاء العراق نافياً ان يكون هناك فرض حظر على تجوال الاشخاص او المركبات ولكن هناك اغلاقاً لبعض الطرق الفرعية القريبة من مراكز الانتخابات من اجل تأمينها بشكل كامل.
ويصر ازاد خليل على ان الانتخابات تقوي من العلاقات والروابط الأسرية بين الناس ويدلل على كلماته بأن الكثيرين من سكان المدينة تتواجد مراكزهم الانتخابية في الاقضية او القرى التابعة التي غادروها قبل ان يستقروا في اربيل .
ويتابع خليل ان هذه العوائل ذهبت للتصويت في مناطقها الاصلية ومنهم من ذهب قبل يوم او يومين خصوصاً وان الفترة التي سبقت يوم التصويت العام كانت عطلة واليوم الذي يليه ما شكل فرصة ذات فائدة مزدوجة منها التصويت ومنها اللقاء بالأهل والأحبة وتبادل الزيارات والحكايات والذكريات معهم . وسبق وان أعلنت حكومة الإقليم وعلى لسان المتحدث الرسمي سفين دزيي ،اليوم الأحد، عطلة رسمية في جميع الدوائر الحكومية بمناسبة الانتخابات البرلمانية التي جرى التصويت الخاص لها يوم الخميس الماضي والتصويت العام امس السبت. وفي الصورة قبل الاخيرة من مشاهد يوم الانتخابات فان العديد من الاطفال اصروا على تقليد آبائهم في التصويت للانتخابات وعلا صوت بكائهم داخل المحطات الانتخابية واصروا على وضع أصابعهم في الحبر المخصص للمصوتين وأمام إصرارهم سمح لهم بغمس طرف الإصبع لترضيتهم .
اما ختام صورنا فكانت مع البعض من الذين رفضوا ان تمر المناسبة دون التعريف بالموروث الكردي الجميل وعقدوا حلقات رقص على مقربة من بعض المراكز الانتخابية للتعبيرعن بهجتهم وفرحهم بعرسهم الانتخابي وتعالت اصوات الغناء على انغام مزامير وطبول أضفت الى الصورة الانتخابية رتوشاً تراثية جميلة .