TOP

جريدة المدى > عام > في لقاء مع الكاتبة الأمريكية..جومبا لاهيري: الفوز بجائزة مان بوكر أصبح قريباً

في لقاء مع الكاتبة الأمريكية..جومبا لاهيري: الفوز بجائزة مان بوكر أصبح قريباً

نشر في: 24 سبتمبر, 2013: 10:01 م

 في رواية جومبا لاهيري الجديدة " الأرض المنخفضة " ، نتعرف على الشاب سوبهاش الذي يصل حديثا إلى ولاية رود آيلاند قادما من كالكوتا ومدعوا للاحتجاج ضد الاحتلال الأمريكي لفيتنام ، فمنذ عام 1969 أصبحت مذبحة ماي لاي وصمة عار في جبينها ما حدى بصديقه الأ

 في رواية جومبا لاهيري الجديدة " الأرض المنخفضة " ، نتعرف على الشاب سوبهاش الذي يصل حديثا إلى ولاية رود آيلاند قادما من كالكوتا ومدعوا للاحتجاج ضد الاحتلال الأمريكي لفيتنام ، فمنذ عام 1969 أصبحت مذبحة ماي لاي وصمة عار في جبينها ما حدى بصديقه الأمريكي سؤاله:

 
- هل أنت غاضب فعلا على هذه الحرب ؟
أجابه بلا مبالاة :
- إنها ليست مكاني كي أدلي برأيي فيها صراحة .
سوبهاش ومع حرصه على تجنب أي نشاط سياسي هنا في أمريكا نرى شقيقته أودايان قد انضمت إلى إحدى الحركات اليسارية في الهند قبل مجيئها إلى أمريكا فيخشى من نقلها لتلك الأفكار التي عرفت بها تلك الحركة ، لأن وجوده في هذه البلاد يحتم عليه القبول بقوانينها لذا نراه يقظا تماما في تصرفاته وقد أغلق كل الأبواب التي تذكره بماضيه وما كان يتعرض له من تعسف .
" الأرض المنخفضة " هي الرواية الثانية للاهيري والكتاب الرابع لها ، فبعد نشرها مجموعتها القصصية الأولى " ترجمان الأوجاع " وهي بعد في الثلاثين من عمرها تفوز بجائزة البوليتزر وتتحول روايتها الأولى " السمي " إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم للمنتجة الهندية ميرا ناير المقيمة في نيويورك ، بعدها قدمت روايتها الثانية " أرض غير مأهولة " التي حظيت وقتها بإعجاب القراء وأصبحت من أكثر الكتب مبيعا في المكتبات وقت صدورها .
ومع أن " الأرض المنخفضة " التي سوف تصدر عن دار نشر بلومزبري العريقة في لندن لم توزع في المكتبات لحد الان ، إلا أنها تم ترشيحها لجائزة المان بوكر القصيرة التي ستعلن نتائجها في 15 أكتوبر / تشرين الأول القادم ، ويتجلى من قائمة الأسماء المرشحة الثلاثة عشر ، حرص القائمون على الجائزة على كسر الأسلوب القديم والبحث عن اسماء جديدة ترفد الأدب وصناعته بعدما استهلكت الأسماء الكبيرة في قوائم الجائزة لسنوات طويلة ، في الوقت الذي خلت القائمة من أي اسم لامع في عالم الرواية .
نشأت لاهيري في لندن وترعرعت بولاية رود آيلند الأمريكية ، وهي منحدرة من أصول هندية لأبوين بنغاليين وكثيرا ما كانت تقول أنها أجنبية معرضة دائما لأن يقولوا عنها متطرفة ، الآن أشعر أنني يمكن أن أكون ضيفة أو أي شيء من هذا القبيل ، ومع ذلك لم يعد بإمكاني مغادرة أمريكا كما تقول التي كانت بالنسبة لي حلما لايمكن تحقيق السفر إليها .
شخصيا لا تشعر لاهيري بالقلق من هذا الترشح بعد مقابلتنا لها في منزلها في بروكلين حيث سبق وإن مرت بتجارب جعلتها قوية لتواجه مثل هذه المواقف ، في روما التي درست فيها عصر النهضة للتحضير لشهادة الدكتوراه التي حصلت عليها فيما بعد ، كانت كل ما تقرأه وتكتبه بالإيطالية ولم تقرأ كتابا واحدا في اللغة الإنكليزية وقد احتاج منها هذا عاما كاملا قالت عن تلك المرحلة :
- إنه شعور قد يكون مثيرا للسخرية أن تجدني أخوض تجربة مثيرة هناك ورائعة بنفس الوقت .
تأثير تلك اللغة سيكون واضحا على كتاباتها يمكن أن نلحظه حتى على عملها الأخير ، أما مقارنتها بريموند كارفر - كما أشار بذلك بعض النقاد - الذي كان قوة رئيسة في تنشيط القصة القصيرة في أمريكا حتى أواخر القرن العشرين المنصرم ، تقول عن تلك المقارنة أنها تعتقد أن قصصها يمكن أن تأخذ بعض صفات أعماله أو أقل بكثير منها ، وبالرغم من أن لغتها الأولى كانت بنغالية إلا أنها لم تكتب بها وبقي تأثيرها واضحا على بعض قصصها ورواياتها تقول عن ذلك:
- في بعض الأحيان أمي تقرأ لي قصة باللغة البنغالية ، هي تروي لي نمطا منها يتسم بالسهولة وبصورة مذهلة وجذابة ، إنها تجعل كلماتها تترسخ في ذهني وهذا ما يفيدني في تجربة أن أعيد صياغة لغتها في جمل عديدة في أعمالي .
فكرة رواية " الأرض المنخفضة " جاءت قبل 16 عاما عندما سمعت لاهيري عن حدث حقيقي وقع بالقرب من منزل جديها في كالكوتا حيث قتل اثنين من الأخوة أمام والديهم بسبب انتمائهم لإحدى الحركات اليسارية ، لاهيري قالت عن ذلك:
- كان لدى بعض الأفراد المقربين من أسرتنا نشاطا سياسيا ملحوظا هو انتمائهم إلى الحزب الشيوعي الهندي الذي عد في وقت من الأوقات كل من انتمى إليه منشقا أو متطرفا فكانوا يجتمعون في منزل جدي وجدتي ، من هنا جاءت النية في نقل هذا الحدث إلى روايتي في وقت لاحق لأنني أعتقد أنه يلقي الضوء على شريحة واسعة من الناس هناك ، أعتقد أن كل الحركات الثورية لديها قواسم مشتركة يحددها الزمان والمكان .
عمل لاهيري الأخير وبحسب تعبيرها ينقل تجربة والديها ، هنا يحظر سؤال إذا كانت هناك نية بالعودة إلى البلاد واللغة التي تركوها وراءهم .
تقول لاهيري :
- أنا لا أعرف هذا ، أشعر أنني أعطيت المعنى العام لما حدث ، أما بقية الشخصيات فهي من اختراعي لاوجود لها في الحقيقة والعدد الكبير من الكتاب أجد في أعمالهم مثل هذا ، التشعب هذا على وجه الخصوص قد نجد في مشاهده انقسامات كثيرة .
 عن: ديلي تلغراف اللندنية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram