قال الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ان مشاركة ايران تعتبر فرصة غير مسبوقة ، الا ان عواقب فشلها قد تكون عالمية . و حث زعيم حركة الإصلاح الغرب على ابداء الشجاعة و العمل مع الرئيس حسن روحاني او المجازفة بخسارة فرصة غير مسبوقة لأنهاء الأزمة الحالية .&n

قال الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ان مشاركة ايران تعتبر فرصة غير مسبوقة ، الا ان عواقب فشلها قد تكون عالمية . و حث زعيم حركة الإصلاح الغرب على ابداء الشجاعة و العمل مع الرئيس حسن روحاني او المجازفة بخسارة فرصة غير مسبوقة لأنهاء الأزمة الحالية . 

في مقالة نشرتها الغارديان يوم أمس قال خاتمي عشية الزيارة المتوقعة لروحاني الى الأمم المتحدة، ان رجل الدين المعتدل كانت لديه " الصلاحية اللازمة " لحل دبلوماسي للخلافات الطويلة بين طهران و الغرب ، على الأقل حول القضية النووية . و حذر بان الفشل سيعزز المتطرفين على كلا الجانبين.
خلال حديثه قبل مغادرة طهران الى نيويورك، تعهد روحاني بتجديد صورة ايران المشوهة . لكنه لم يوجه اللوم الى سابقه محمود احمدي نجاد الذي كان يلقي خطابات حماسية معادية للغرب كلما تحدث في الأمم المتحدة . من المقرر ان يلقي روحاني خطابه بعد ساعات قليلة من البيان الترحيبي لأوباما يوم الثلاثاء (أمس)، وسط تكهنات بأول مواجهة للزعيمين وجها لوجه منذ سنوات السبعينات ، كما سيرافق روحاني في زيارته النائب اليهودي الوحيد في ايران . وأضافت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون – التي التقت وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الاثنين للتحدث بشأن البرنامج النووي الإيراني – مناقشاتها بانها بناءة . و حسب آشتون فان ظريف سيلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم غد الخميس فيما ستكون اولى المحادثات الوزارية بين طهران و واشنطن منذ الثورة الإسلامية في 1979 .
والتقى وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بظريف لأول مرة ليلة الأثنين و ناقش معه القضية النووية و موضوع سوريا . كما تحدثا عن منظور اعادة العلاقات الدبلوماسية تدريجيا بين المملكة المتحدة و ايران التي تضررت كثيرا بعد اجتياح مجموعة من الغوغاء للسفارة البريطانية في ت2 2011 . اوضح هيغ بان بريطانيا بحاجة الى ضمانات قوية من طهران تضمن عمل دبلوماسييها بشكل آمن . قال هيغ بعد لقاءه ظريف " لا نريد علاقة مواجهة مع ايران. لقد ناقشنا كيفية تحسين علاقاتنا الثنائية لكن يجب ان تجري خطوة فخطوة. اعتقد اننا اتفقنا على ذلك . لذا طلبنا من مسؤولينا العمل بهذا الاتجاه ، و لكي تتمكن بريطانيا في نهاية المطاف من العمل مرة اخرى في طهران علينا ان نتأكد بان السفارة تؤدي واجباتها دون مخاطر و مصاعب كالتي واجهتها من قبل ".وقال مسؤولون بريطانيون انه لم يتم ترتيب المزيد من اللقاءات الا ان الدبلوماسيين من كلا الطرفين سيلتقون خلال الاسابيع القادمة لمناقشة اعادة تأسيس الثقة بنوايا طهران .
في نفس الوقت، يرمي خاتمي بثقله على روحاني على أمل الاستفادة من دروس الفرص الضائعة خلال فترة رئاسته هو ، يكتب خاتمي في اولى مقالاته المنشورة في صحيفة اجنبية " لأول مرة تتوفر فرصة لخلق اجماع وطني يتجاوز الطائفية الحزبية، ربما تواجه المآزق السياسية للبلاد من خلال التأكيد على الحوار و التفاهم المتبادل عالميا ".
وحسب خاتمي ، فان روحاني يتمتع بدعم من كل شرائح المجتمع الإيراني في سعيه لتحقيق " المشاركة البناءة " مع الغرب بما فيه دعم القائد الأعلى علي خامنئي الذي ابدى مؤخرا ليونة في آراءه تجاه الدبلوماسية .
في خطوة اخرى لتعزيز مصداقية روحاني في الأمم المتحدة، اعلن خامنئي الاثنين عن عفو عام لثمانين من السجناء السياسيين بينهم الكثير ممن اعتقلوا بعد انتخابات 2009 الخلافية .
يأتي تدخل خاتمي يعد ان كتب 500 من المفكرين و الناشطين الإيرانيين البارزين رسالة الى اوباما يخبرونه بان دوره قد جاء للرد بالمثل ، كان ضمن الموقعين على الرسالة المخرج السينمائي الحائز على جائزة نوبل اصغر فرهادي، و المصلح السجين مصطفى طاجزادة و المفكر البارز سعيد هاجريان . تقول الرسالة " لقد انتهز الشعب الإيراني الفرصة لانتخاب حسن روحاني .. و نتيجة لذلك فقد شهدنا اطلاق سراح عدة سجناء سياسيين و بعض التقدم النسبي في الجو العام و السياسي في البلاد . انه دورك الآن و دور المجتمع الدولي للرد بالمثل على حسن نية ايران و متابعة ستراتيجية الفوز التي تشمل رفع العقوبات الاقتصادية الظالمة عن ايران ". 88 على الأقل من الموقعين هم سجناء سياسيون حاليون او سابقون ، و البعض لازال يقضي أحكاماً طويلة بالسجن . يقول محمد رضا جالايبور ، سجين سياسي سابق كان وراء الرسالة، اذا التقى روحاني باوباما فان ذلك سيمهد الطريق لتغيير ايجابي في الجو السياسي الداخلي لايران . يقول " هذه الرسالة تقول بصوت عال بان روحاني يمتلك دعم الاصلاحيين و الذين يسعون الى الديمقراطية في ايران ". من جانبه يقول هاجريان الذي نجا من محاولة اغتيال في آذار 2000 ان العقوبات قد آذت حياة الإيرانيين و ان الولايات المتحدة لم تدرك بعد التغييرات التي تحدث بعد تصويت الشعب لروحاني .
خلال ادارة خاتمي ما بين 1997 و 2005 ، انفتحت ايران على الغرب و حتى انها ساعدت القوات الأميركية في افغانستان، لكنها صنفت على انها جزء من " محور الشر " مع العراق و كوريا الشمالية من قبل جورج بوش . يعتبر دعم خاتمي حاسما في الفوز المثير لروحاني في انتخابات حزيران .
في مقالته ، يحذر الرئيس السابق من ان الأخطاء الدبلوماسية الآن ستكون لها عواقب تتجاوز حدود ايران فيما بعد . و يضيف قائلا " من اجل عالم افضل ليس للشعب الإيراني فحسب و انما للاجيال القادمة في كل العالم ، فاني اتمنى ان يلقى الرئيس روحاني ترحيبا حارا و ردود فعل هادفة خلال زيارته للأمم المتحدة ".
قال صادق زيباكالام ، الأستاذ في جامعة طهران و احد الموقعين على الرسالة، ان مختلف الفصائل داخل المؤسسة الإيرانية بما فيهم الأصوليين ، توصلوا الى ان ايران بحاجة الى ان تتقارب مع الولايات المتحدة، و بدون هذا لا يمكن تغيير الواقع الحالي الأليم خاصة الاقتصاد . و حذر زيباكالام من ان فشل روحاني في مشاركة الولايات المتحدة فان موقفه سيضعف كثيرا داخل ايران و سيواجه مصاعب كبيرة في السنوات الأربع القادمة .
 ترجمة المدى