اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > نزع السلاح الكيمياوي لن يكون سهلاً

نزع السلاح الكيمياوي لن يكون سهلاً

نشر في: 25 سبتمبر, 2013: 10:01 م

على مدى قرن من الزمن و العالم يقاتل للقضاء على آفة الأسلحة الكيمياوية، إلا ان استخدام هذه الأسلحة لايزال مستمرا و الدليل على ذلك هو الهجوم الأخير بغاز السارين في سوريا .  بعد عقود من العمل، من المتوقع ان تنتهي عمليات تطهير الأراضي الأميركية من

على مدى قرن من الزمن و العالم يقاتل للقضاء على آفة الأسلحة الكيمياوية، إلا ان استخدام هذه الأسلحة لايزال مستمرا و الدليل على ذلك هو الهجوم الأخير بغاز السارين في سوريا . 

بعد عقود من العمل، من المتوقع ان تنتهي عمليات تطهير الأراضي الأميركية من الذخائر الكيمياوية المدفونة منذ الحرب العالمية الأولى نهاية العام القادم . كما ان العام المقبل هو الموعد النهائي لسوريا للقضاء على كامل ترسانتها الكيمياوية في مختلف أنحاء البلاد حسب الخطة الأميركية – الروسية التي اعلن عنها قبل عشرة أيام . التفاوت بين الاندفاع السوري و الجهود الأميركية يؤكد الصعوبات التي تواجه الخطة حتى لو تعاونت سوريا في هذا الشأن .
كانت الجهود التي بذلتها أميركا و ما زالت لتخليص نفسها من الأسلحة الكيمياوية المصنّعة منذ رئاسة وودرو ويلسون الى رئاسة رونالد ريغان، معقدة و محفوفة بمخاطر بيئية، كما انها استهلكت وقتا وأموالا اكثر مما يمكن ان يتصور أي إنسان ؛ حيث وصلت تكاليفها حتى الآن 35.4 مليار دولار دون ان تلوح نهايتها في الأفق، كل ذلك من أجل تدمير الذخائر الكيمياوية في مئات المواقع على طول البلاد و عرضها .
من الطبيعي ان الترسانة الأميركية كانت أقدم بكثير من ترسانة سوريا، و اضخم منها بثلاثين مرة عندما تبنّت الولايات المتحدة عام 1997 المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية . و بعكس سوريا، كان على الولايات المتحدة ان تتعامل مع معارضة المواطنين لبعض الخطط . من جانب آخر، ليس في الولايات المتحدة حرب أهلية تعرقل العمليات الخطيرة التي ترافق تفكيك الأسلحة الكيمياوية . لكن بالأساس ، فان التفاوت بين الخطتين يتركز في اختلاف الفلسفة في عمليتي نزع السلاح الكيمياوي – فلسفة سريعة وقذرة و أخرى بطيئة و مكلفة . على مدى عقود كانت الولايات المتحدة تتحول من نهج الى آخر مع تصاعد المخاوف من التهديدات على الصحة العامة و البيئة .
يشير خبراء المواد الكيمياوية الى احتمال سلوك نهج مختلط للتخلص من أسلحة سوريا بسرعة نسبية و تقليل المخاطر في نفس الوقت . يقول ليني سيغل المدير التنفيذي لمركز الرقابة البيئية العامة في كاليفورنيا، الذي يراقب عن كثب عمليات التطهير من السموم التي يقوم بها الجيش " التقنيات موجودة، و يمكن تدمير الأسلحة بأمان – ليس بسرعة حقيقية او بكلفة واطئة – لكن يمكن القيام بذلك ".
تعود ترسانة الولايات المتحدة الى عام 1917 عندما بدأت بإنتاج غاز الخردل و غيره من السموم من اجل استخدامها في الحرب العالمية الأولى . بمرور العقود أصبحت الترسانة اكثر فتكا ، و كان السم السائد هو السارين الذي استخدم يوم 21 آب في الهجوم على ضواحي دمشق و الذي قتل – حسب قول إدارة أوباما – اكثر من 1400 شخص . انه يزيد من نشاط الأعصاب و العضلات مما يتسبب في تشنجها و في شلل الرئة ثم الموت، وغالبا ما يكون بؤبؤ الضحايا من الأطفال بالغ الصغر لأن القزحية و العضلة تتقلص كثيرا .
عادة ما تكون صناعة الأسلحة الكيمياوية أسهل من تدميرها. يقول ميغيل مونتيفيرد الناطق باسم الجيش " الجميع ينسى ان هذه الأسلحة غير مصممة لكي تتفكك بسهولة وأمان ، لأنها من الممكن ان تستخدم في أية لحظة ". عندما بدأت الولايات المتحدة لأول مرة بتدمير الذخائر المتسربة التي عفا عليها الزمن، فقد انتهجت النهج السريع، فأحرقتها و دفنتها . في حينها تحولت منطقة النفايات المنسية إلى ( وادي الربيع ) و هي منطقة ذات منازل أنيقة في واشنطن . تقول اندريا تاكاش، ناطق آخر باسم الجيش " نعرف باننا سنعثر على أشياء لكننا غير واثقين من ماهيتها. من المتوقع ان تبلغ الكلفة الكلية لتطهير المنطقة اكثر من 230 مليون دولار " .
الوسيلة الأخرى للتخلص من الذخائر الكيمياوية كانت ببساطة إلقاءها في البحر، و قد كانت الولايات المتحدة تفعل ذلك لغاية سنوات السبعينات، إلى حين منعت معاهدة عالمية مثال هذه الممارسات .
أخيرا، تحول الجيش الى وسيلة اكثر كلفة، حيث بنى مصانع تفكيك في الباما و اركنساس و اوتاه و اوريغون و في جزيرة مرجانية في المحيط الهادي ، حيث تقوم افران خاصة بحرق السموم بدرجات حرارة عالية جدا ثم تنقية النفايات الخطرة . إلا ان المواطنين الساكنين بالقرب من تلك المصانع كانوا قلقين من الحوادث و الأبخرة السامة و من المخاطر الصحية ، فقاموا بتنظيم مجاميع مدنية في أنحاء البلاد قدمت شكاوى إلى الكونغرس، ما اضطر الجيش الى تبنّي نهج التحييد – الذي يتفاعل فيه الماء و مواد كيمياوية أخرى مع المواد الكيمياوية الفتاكة من اجل تحليل تركيباتها السمية .
مع انتهاء الحرب الباردة توقف إنتاج الأسلحة الكيمياوية و تسارعت أعمال التخلص منها، و اصبح إلغاؤها عالميا في عام 1993 من خلال توقيع معاهدة عرفت باتفاقية الأسلحة الكيمياوية التي دخلت حيز التنفيذ في 1997 .
قام الجيش ببناء مصانع تحييد عملاقة في ماريلاند و انديانا. و اليوم تنتصب مصانع جديدة في مناطق أخرى بكلفة 10.6 مليار دولار . مصنع كنتاكي لوحده يضم قوة عاملة تقدر بـ 1200 عاملا ، من المقرر ان يقوم المصنع بتدمير 523 طنا من الخردل و الغاز و عوامل الأعصاب بما فيها السارين . و من المتوقع الانتهاء من مهمة التدمير الكيمياوي بحلول عام 2023 .
وراء الترسانة و مصانع التفكيك التسعة، تكمن معضلة تطهير كبيرة – ما العمل بشأن مواقع النفايات القديمة من الأسلحة الكيمياوية التي تقدر بـ 250 موقع و المنتشرة في أنحاء البلاد . في العام الماضي، نشر مجلس البحوث الوطنية تقريرا مطولا وصف مواقع النفايات القديمة " بالتحدي الكبير " ، جاء فيه " ان كلفة تنظيف خنادق الأسلحة في الباما فقط و التي يبلغ طولها خمسة اميال تقدّر بعدة مليارات من الدولارات . كما فصّل التقرير التقنيات المتنقلة – من المراقبين الجويين و آليات الحفر الى آليات الهدم و أقبية التفجير – الموجودة أصلا و التي يمكن ان تسرّع في التطهير المحلي .
يذكر السيد سيغل ان الطبيعة المتنقلة للتقنيات تعني انها يمكن ان تلعب دورا مهما في الإسراع بنزع الأسلحة الكيمياوية السورية. الخطة تدعو الى إكمال العملية في تموز، فاذا اردنا العمل بسرعة ينبغي اتخاذ القرارات الفنية الآن في نفس الوقت الذي يعمل به الدبلوماسيون.
يضيف السيد سيغل " ان أخذ التجربة الأميركية بعين الاعتبار بالإضافة الى التكنولوجيا المتاحة، من شأنها ان تجعل من السهل على الدبلوماسيين و مسؤولي الحكومة تطوير ستراتيجية لتفكيك تراسانة سوريا من الأسلحة الكيمياوية ".

عن : نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

ترامب يختار "جي دي فانس" مرشحا لمنصب نائب الرئيس

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

اعطال تقنية على مستوى العالم توقف الطيران وخدمات الانترنت

مقالات ذات صلة

عربيا.. العراق يحتل المرتبة الرابعة بإنتاج لحوم الدجاج

عربيا.. العراق يحتل المرتبة الرابعة بإنتاج لحوم الدجاج

متابعة/ المدىقالت خدمة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، إن العراق جاء بالمرتبة الرابعة عربيا والتاسع عالميا بإنتاج 200 ألف طن من لحوم الدجاج خلال العام الماضي.واحتلت البرازيل والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي المراتب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram